ظل حلم البترول يطارد السودان طوال عهد الحكومات المتعاقبة إلى أن أصبح حقيقة واقعة العام 1998 ودخل بوابة تصدير النفط لاول مرة في تاريخه ومزق فاتورة استيراده والتي كانت تشكل ضغطا على موارد النقد الاجنبي. الا انه وبعد انفصال الجنوب، سيفقد السودان اكثر من ثلاثة مليارات دولار كان يتحصل عليها من نصيبه من حصة البترول المقررة بحسب اتفاقية الموقعة بين الشمال والجنوب لتقاسم عائدات النفط مناصفة طوال الفترة السابقة منذ العام 2005 وفق ما اقرته اتفاقيه السلام الموقعة انذاك، ما قد يحول هذا الحلم إلى كابوس مع فقدان تلك الكميات المعتبرة. وبعد ان صوت الجنوبيون لصالح الانفصال واقامة دولة الجنوب الوليدة، عادت النسبة الاكبر من النفط للجنوب باعتبار ان غالبية حقول النفط تقع بالجنوب. والمعروف ان السودان ينتج حاليا حوالي ألف برميل يوميا من النفط يأتي معظمها من الجنوب. اجتهاد وتوسيع وتجتهد وزارة النفط السودانية لتوسيع الاكتشافات النفطية في عدد من المواقع بالشمال، حيث اثبتت الاكتشافات ان هناك كميات للنفط في منطقة كوستي بولاية النيل الابيض جنوبالخرطوم. ويؤكد وزير النفط علي احمد عثمان ان «هناك مواقع أخرى بها مؤشرات لإنتاج البترول في مربعي 9، 11 وهي بمنطقة الجزيرة والخرطوم وغرب النيل الأبيض ونهرالنيل ما زال العمل بها جاريا، وكذلك مربع 8 بالدندر في ولاية سنار جنوبالخرطوم حيث يجري التنقيب عن الغاز الطبيعي». ويشير عثمان الى ان «العمل جار فى بقية المربعات الأخرى في البحرالأحمر وفي شمال السودان». اكتشافات واحتياطي وبحسب وزارة الطاقة، فان المنطقة السادسة التي تمتد في دارفور غرب السودان شهدت اكتشاف احتياطيات مؤكدة، حيث تم تركيب عدد من الحفارات هناك. ويتوقع أن يبدأ الإنتاج بالمنطقة خلال عامين بما لا يقل عن 40 ألف برميل يوميا، الى جانب اكتشافات جديدة أخرى في الشمال، إحداها في المنطقة السابعة بولاية النيل الأبيض ويديرها «كونسورتيوم» يضم «بتروناس» الماليزية وشركة «النفط الوطنية الصينية». وتقول وزارة النفط ان النفط المنتج من مربع 6 بحوض الفولة في ولاية جنوب كردفان الحدودية يمكن ان يصل انتاجه في غضون اعوام قليلة الى 100 الف برميل في اليوم. وتأتي الاضافة الجديدة من حقل «جيك» الذي تم اكتشافه العام 2005 ويقع على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة الفولة نفسها. كما يتم انتاج كميات اضافية من حقول «موقا» و«الفولة الشمالي الشرقي»، حيث تعمل في هذا المربع شركة «بتروانرجي» بالشراكة بين شركة «النفط الوطنية الصينية» وشركة النفط الوطنية السودانية «سودابت»، حيث بدأ العمل في هذا المربع في منتصف العقد الماضي ويتم نقل إنتاجه من الخام الثقيل الى مصفاة الخرطوم للاستهلاك المحلي. وبقياس مستويات الإنتاج الحالية في الشمال مع الكميات التي أضيفت، فإن الانتاج يصل فيها إلى حوالي 60 ألف برميل يوميا من المنطقة السادسة، تضاف إلى حصة الشمال من المناطق الأولى والثانية والرابعة، أي ما بين 45 ألفا و50 ألف برميل يوميا. وبذلك يكون الإجمالي ما بين 100 ألف و110 آلاف برميل يوميا. وترى الحكومة السودانية ان انتاج البترول «مازال واعدا.. والحقول بكر ويمكن استقطاب شركاء استراتيجيين للمزيد من الاكتشافات النفطية في المناطق الاخرى». ويشير رئيس أعمال التنقيب والإنتاج بوزارة النفط أزهري عبد القادر الى «امكانية إضافة 30 ألف برميل يوميا من نفط المنطقة السادسة التي تديرها شركة النفط الوطنية الصينية في ولاية جنوب كردفان التي ستظل جزءا من الشمال بعد انفصال الجنوب». البيان