كان من العوامل الرئيسية لطى ملف الحرب بالجنوب بعد ان نصحت امريكا الحركة الشعبية بتبنى خيار السلام وتقاسم النفط مع الشمال، ليجئ بروتكول قسمة الثروة مدخلاً لاتفاق السلام، ولكن بعد بداية تنفيذ اتفاقية السلام، اصبح النفط محل شكوك واتهامات بين الشريكين، الى ان تم اسناد حقيبة وزارة النفط الى وزير جنوبي هو ( د.لوال دينق ) الذي اسهم من خلال تقلده لهذه الحقيبة فى تخفيف حدة الاتهامات وبناء الثقة بين الشريكين ،ولكنه لم يسلم من الاتهامات التى طالته من بعض قيادات الحركة الشعبية او امينها العام باقان اموم الذى اتهمه بالعمالة للموتمرالوطنى، وانتقل التراشق بينهما الى ساحات الصحف واجهزة الاعلام ، وحاولنا الاتصال بالوزيرد.لوال لاجراء حوار معه واستجلاء الحقائق ووعد بذلك بعد عودته من الخارج، ولكن لم نتمكن من مقابلته ،إلا قبيل مغادرته الى الجنوب وفى طريقه الى المطار للمشاركة فى الاحتفالات بإعلان دولة جنوب السودان، وطرحنا عليه العديد من الاسئلة حول مستقبل النفط والتعاون بين الشمال والجنوب ، ووضعية الحقول النفطية المشتركة بين الشمال والجنوب، ومصير تدفق نفط الجنوب بعد التاسع من يوليو الجارى، والمخاوف من أن يصبح النفط وقوداً للحرب، ومستقبل (أبيي) ونفطها وامكانية ان يصبح خميرة عكننة بين البلدين، ومستقبله كوزير بعد التراشقات بينه وباقان اموم، .. هذه الاسئلة وغيرها أجاب عنها د.لوال بصراحة وجرأة واستهلها بالاجابة عن سؤالنا .. ، عن أهم انجازاته كأول وزير للنفط من قبل الحركة الشعبية خلال فترة عمله بالوزارة ....؟ قائلاً : دفتر الأداء خلال فترة عملي قدرنا نزيد الانتاج بمربع (6) بحقل بليلة بولاية جنوب كردفان من (40) الف برميل يومياً الى (60) الف برميل بزيادة (50%) من حجم الانتاج، وأكتشفنا النفط بمربع (17) وعملنا على استخراجه وسيدخل دائرة الانتاج نهاية العام، كما قدرنا على ادخال ابناء الجنوب فى منظومة العمل بوزارة النفط وبناء قدراتهم، واستطعنا تحسين استخلاص النفط وزيادة نسبة الاستخلاص، حيث كان متوسط الانتاج من (100) برميل نفط يستخلص (23) برميلاً، والآن ارتفعت الى (47) برميلاً، من كل (100) برميل ينتج، كما أعدنا الثقة بين الشمال والجنوب فى مجال النفط بعد ان اطلعنا على الحقائق، ولكن البعض الآن يشكك فى ذلك (فى الثقة)، هذه طبيعتهم وسيظلون كذلك حتى يموتوا ، ولكن اهم انجاز فى اعتقادى ان باشرت عملي بسهولة ولم أجد أيه مضايقات فى عملي، كما لم يجد أي جنوبي يعمل بوزارة النفط مضايقات. * هل كنت تتوقع تحقيق انجازات أخرى ولم يسعفك الزمن .. وما هى ..؟ نعم : كنت اريد ان احقق اكثر من ذلك، وكنت أريد زيادة انتاج النفط من (450) الف برميل يومياً الى (600) الف برميل، ولكن ما قدرت لاسباب كثيرة خاصة وان العمل فى مجال النفط تواجهه صعوبات وتعقيدات كثيرة احياناً من بينها المواطنون او المجتمعات المحلية بمناطق انتاج النفط والتى اعاقت عمل الشركات المنتجة، خاصة وان انتاج النفط يحتاج الى عمل كبير ومتواصل طيلة ال(24) ساعة، واي تدخلات من المجتمعات المحلية تعيق الانتاج وتوقفه، ولكن حرصنا ان نذلل هذه المعوقات، واقمنا مشاريع ومزارع مروية للدينكا والنوير والمسيرية بمناطق انتاج النفط بتكلفة بلغت (47) مليون جنيه وسيستفيد منها جميع المواطنين . * هل هنالك مشاريع كنت تخطط لتنفيذها وتركتها الآن.. وما مصيرها برأيك ...؟ - نعم : هنالك مصفاة صغيرة فى منطقة «سارجاث» بولاية الوحدة ، الدراسات مستمرة لتنفيذها، وانا لا اعرف ما مصيرها فى المستقبل . * مقاطعة = حتى الآن لم يتم التوصل بين الشمال والجنوب الى اتفاق بشأن النفط .. والانفصال اصبح واقعاً هل يمكن احداث اختراق فى خلافات النفط بعد الانفصال برأيك ...؟ - نعم : هنالك عوامل جديدة ستكون مؤثرة فى هذه الخلافات بعد التاسع من يوليو اولها ان السياسيين ( البكوركوا ديل) سيدركون خطورة الوضع بعد قيام دولة الجنوب وسيلجأون لتغيير الواقع الآن، كما ان شعب الجنوب لن يرضى بمصير مجهول للنفط، وبالتالى سيتم طى هذه الخلافات، وانا متفائل، وأعتقد ان هنالك جواً مهيأ بعد التاسع من يوليو لطى خلافات النفط . * وماذا عن الحقول النفطية المشتركة بين الشمال والجنوب ..؟ - اجاب : الحقول المشتركة توجد مربعات (2.4،7) وسيكون هنالك تفاوض بشأنها وأتمنى ان يكون هنالك اتفاق بشأنها، بالاستفادة من التجارب الدولية ك(قطر والامارات، والسعودية وبعض الدل المجاورة لها، واندونيسيا وماليزيا)، والامثلة كثيرة فى مجال الحقول المشتركة. * وما مصير تدفق نفط الجنوب بعد التاسع من يوليو الجارى ...؟ اجاب : نفط الجنوب سيكون متدفقاً عبر الشمال على الاقل فى المدى القصير يحتاج الجنوب الى (36) شهراً او (3) سنوات للتعاون مع الشمال، وأعتقد بمرور الزمن وانتهاء المرارات والاحتقان العمل والتعاون سيكون مستمراً. * وما مصير الجنوبيين العاملين فى مجال النفط بعد التاسع من يوليو ، وسبق ان تحدثت عن موافقة الرئيس على استثنائهم من انهاء الخدمة وتبقى صدور القرار .. هل صدر...؟ - نعم : صدر القرار من رئيس الجمهورية والذى وجه مجلس الوزراء بإصداره اليوم ( الخميس) «أمس»، وانا سلمت مهام الوزارة أمس الى وزير الدولة بالنفط الاخ على احمد عثمان واخبرته بالقرار الرئاسي والتوجيه الصادر من الرئاسة الى مجلس الوزراء بشأن الجنوبيين العاملين بوزارة النفط وسيكونون موجودين بعد التاسع من يوليو . * وماذا عن العلاقات بين الشمال والجنوب فى مجال النفط بعد التاسع من يوليو .. كيف تنظر لها... ؟ أجاب : ستكون العلاقات فى مجال النفط مستمرة، وكذلك التعاون بمناطق او ولايات التمازج وهى (5) ولايات شمالية واخرى جنوبية، ولابد من وجود تعاون. وتنمية ولايات التمازج، ليس بالدعم من الغرب، وانما من دول الخليج التى أبدت تعاونها وتفهمها لتنمية الحدود بين الشمال والجنوب بانشاء بنك لتنمية ولايات التمازج، ويمكن ان يشرف على ذلك قيادات البلدين خاصة وان تنمية هذه المناطق تعطى نوعاً من الاستقرار والتعاون. * هنالك مخاوف من أن يصبح النفط وقوداً للحرب بين الشمال والجنوب بعد ان كان مدخلاً للسلام وطى الحرب في الجنوب .. ما الدور الذى يمكن ان تقوم به كقيادي جنوبي إطلع على ملف النفط فى تخفيف التوتر وطى الخلافات حتى لا يصبح النفط وقوداً لحرب قادمة ...؟ اجاب : أن يصبح النفط وقوداً للحرب هذا تخوف حقيقي، ولكن أرى ان هنالك تعاوناً على مستوى القيادة من قبل الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب والمشير عمر البشير رئيس الجمهورية، واعتقد انهما يدركان خطورة الحرب، واذا استمر (اتفاق فلج) لتأمين البترول الذي تم توقيعه بين القوات المسلحة والجيش الشعبى بحضور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب والاستاذ على عثمان طه نائب رئيس الجمهورية، فلن تكون هنالك مشكلة، وسيكون البترول عاملاً للتنمية والتعمير. * وماذا عن مستقبل (أبيي) ...؟ أجاب: رأيي الشخصي، ينبغى ان تكون أبيي مقراً لمؤسسات الشراكة بين الشمال والجنوب، وان تصبح مثل (بروكسل)، بان تستضيف البنك المرتقب لتنمية ولايات التمازج، وغيرها من المؤسسات، خاصة وان مشكلة ابيي قديمة وتمت منذ العام 1905، وهى منطقة تعايش بين المسيرية والدينكا، ولذلك اعتقد ان مؤسسات الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ينبغى ان تكون فى أبيي . * مقاطعة = ولكن ألا تعتقد ان نفط أبيي سيكون خميرة عكننة بين الشمال والجنوب .. برأيك ...؟ - اجاب : أبيي ما فيها نفط، كل النفط المنتج يبلغ (2) الف برميل فى اليوم فقط. * السيد الوزير أنت الآن فى المطار تحزم امتعتك متجهاً الى الجنوب للمشاركة فى الانفصال الذى جاء باستفتاء شعبي للجنوبيين .. ما شعورك وانت تشارك فى احتفال الانفصال كمواطن جنوبي...؟ اجاب : شعب الجنوب كله طالب منذ مؤتمر جوبا باشياء محددة ولم تحدث، واختار الانفصال بأغلبية، ولكن أعتقد ان هذا الانفصال هو (إنفصال سياسي) فقط، وليس انفصالاً اقتصادياً او اجتماعياً او ثقافياً، نحن ابناء (مملكة كوش)، ولا يمكن ان ننسى حضارتنا وتراثنا وثقافتنا الكوشية هذه . الرأي العام