* حفل الإسبوع الماضي بالكثير جداً من الأحداث التي شغلت الرأي العام كثيراً، ورغم تأثيرها السالب إلا أن درجة الإهتمام بها كانت متباينة جداً، ونقتطف هنا بعضاً من التي كانت الأكثر إثارة للرأي العام. * حدثان كانا الأبرز خلال الإسبوع، من حيث الأولوية كان خبر إنتشار الاسهالات المائية في بعض الولايات، والثاني من حيث الأهمية كان حادثة الإعتداء الوحشي علي المواطن احمد قاسم والتي ألمحت فيه الشائعات إلى اتهام مدير مكتب السيد رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان. * ملابسات الحادثتين معروفة للبعض ولكنها (مُعتَمة) ومضللة للبعض الآخر، ولكن يمكن القول أن حادثة (الإعتداء) طغت على (إنتشار الوباء)، وهو لعمري لا يحدث إلا في السودان، ويعطي عدداً من الدلالات أبرزها، عدم إكتراث المواطن بالكوارث التي تحيط به بقدر إهتمامه الشديد ب(الشمارات) التي يكون فيها أهل الإنقاذ طرف، والشماتة فيهم وتكوين رأي عام سالب تجاههم، والدعوة لإسقاطهم بشتي السبل. * ولعل أكثر ما لفت إنتباهي في عدم إكتراث المواطنين بالوباء وإنتشاره وتمدده ووصوله للخرطوم نفسها العاصمة وإن كان بشكل محدود فمن مفترض أن تكون عاصمة البلاد (محمية)، تعليق أحد المواطنين، بأنه طالما المرض إنتشر وسيقضي علي معظم الشعب السوداني، فالأفضل للشعب أن يخرج في ثورة ضد هذا النظام لإقتلاعه، طالما أن الموت (واقع واقع)، فالأفضل للشعب أن يموت بشرف من أن يموت فطيس. * حالة القنع والزهد في الحياة والتي تقابلها حالة من الفرح الحقيقي والشماتة من الفريق طه عثمان، والدعوة أو بمعني أصح (التحريش) من قبل المواطنين لأسرة المجني عليه أحمد قاسم بضرورة أخذ الثأر من منسوبي الإنقاذ، يؤكد أن المرارات تجاه هذا النظام وصلت مرحلة اللاعودة. * الحدث الثالث والذي لم يثير موجة من الإنفعال رغم خطورته، هو دخول حاويات محملة بحبوب الخرشة المخدرة، وقبلها حاويات النفايات المشتبه بسرطنتها التي وصلت إلى أمبدة لدفنها هناك، وسط موجة تضارب في التصريحات بين المسؤولين ما يعني أن بالأمر ما يحتم التكتم والسرية. * أما خبر الامس برفع العقوبات الامريكية تدريجياً عن السودان، فلم يحفل به المواطنون باعتباره خبر (تخديري) ومثل هذه الأخبار لم تعد تنطلي على فطنة المواطن، وكون الولاياتالمتحدة رأت أن تفتح باب التعامل الإنساني من خلال التحاويل البنكية بغرض إستيراد الأدوية المنقذة للحياة وغيرها ، فلا يعني هذا كل هذه الهلولة والتكبير والتهليل من قبل النظام الذي كان سبباً مباشراً في كل ما يحدث للسودان. * حالة من الإحباط والقهر والملل أصابت الشعب السوداني من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه (غير المعروف). * هذه الحالة تشعرني بأن التغيير أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وهو السبب المباشر في إقتحام عدد من رموز الإنقاذ المطلوبين بشدة في قضايا إنسانية لمواقع التواصل الإجتماعي، رغبة في نيل العفو والمغفرة والتغلغل وسط المجتمع قبل صافرة النهاية. الجريدة