* عندما تتعلق الإتفاقيات المعقودة بين الحكومات بالأرض، فلا بد أن يعرف الشعب أدق تفاصيل هذه الإتقاقيات ويوافق عليها، فالأرض أرض الشعب، هو الذى يملكها، وهو الذى يجب أن يقرر ماذا يفعل بها، لأنه هو الذى يبقى ما بقيت فى الدنيا حياة، ويعيش على ظهر هذه الأرض ويقتات منها وينتفع بخيرها، بينما الحكومات الى زوال، ولا يمكن لحكومة زائلة مهما طال بقاؤها أن تتصرف فى حياة الشعب ومستقبله، بالإيجار أو الرهن أو البيع لدولة أخرى بدون معرفة وموافقة الشعب!! * وعندما أقول الشعب، فإننى اقصد الشعب، وليس ممثليات الشعب، او البرلمان أو أية هيئة أخرى، مهما كانت، فى رأى الشعب، أمينة على مصالحه وحياته ومستقبله، دعك من أن تكون ممثليات وبرلمانات أو هيئات لا تملك إرادتها وقرارها، ولم يأت بها الشعب ولا يثق فيها!! * القرارات الكبرى التى تتعلق بمصير الشعب، لا يجب أن تخضع فقط لموافقة الحكومات او حتى الممثليات والبرلمانات أو أية هيئة أخرى، وإنما لموافقة الأغلبية الساحقة للشعب، لذلك إستنت الدول النصوص الدستورية والقوانين الصارمة أو هكذا جرى العرف الصارم المُلزِم للحكومات باستفتاء الشعب قبل اتخاذ أى قرار مصيرى يتعلق بالشعب وحياته ومستقبله، كما رأينا فى الإستفتاء الذى أجرته الحكومة البريطانية للإنسحاب أو البقاء فى الإتحاد الأوروبى، فاتخاذ القرار هنا يجب أن يكون قرار الشعب، وليس قرار الحكومة أو البرلمان، لأنه الوحيد الذى يتضرر من أى قرار خاطئ يتعلق بمصيره، وحياته ومستقبله، وأرضه التى يعيش على ظهرها ويحيا بخيراتها، ويمارس سيادته عليها، ويضحى من أجلها بالروح والدم !! * لهذا، فلا بد أن يعرف الشعب أدق تفاصيل الإتفاقيات الزراعية التى عقدتها الحكومة مع الحكومة الصينية، ويوافق عليها فى إستفتاء شعبى حر، لأنها تتعلق بحياته ومصيره ومستقبله، وسيادته على أرضه!! * الأرض ليست مجرد مشروع زراعى، او صناعى، او بترول أو ذهب أو أى معدن آخر (رغم إنه لا يقل أهمية عن الأرض) تستخرجه الحكومة من باطن الأرض وتهدره على النفقات والمصروفات والملذات، وإنما حياة وسيادة ومستقبل ومصير، ويجب أن يطّلِع الشعب ويوافق على أى اتفاق مع دولة أخرى يتعلق بالأرض !! * لم تعد هنالك قدرة على إحتمال أخطاء الحكومة واحتكارها للقرار، وتحّكُمها فى مصير الشعب والوطن، ولم يعد بالإمكان أن نتحمل التفريط فى مقدسات الشعب، للصين أو غيرها من الدول، مهما كان نوع المصالح التى تربطها بالحكومة، أو الحماية التى توفرها للحكومة، أو المحبة التى تُكنها للحكومة، أو المغريات التى تقدمها للحكومة!! * يجب أن يعرف الشعب السودانى، وبأدق تفاصيل التفاصيل، كل شئ عن الاتفاقية الأخيرة مع الصين، ويوافق عليها فى إستفتاء حر نزيه، يشرف عليه من يثق فيه الشعب .. وعلى الحكومة أن تعرف، وتفهم، وتعى، وتستوعب أن الشعب يمكن ان يصبر على الجوع والمرض والفقر والأذى والقمع الى اطول وقت ممكن، ويتحمل تفريطها فى كل شئ واهدارها لكل شئ .. إلا الأرض التى هى حياته ومستقبله وسيادته!! [email protected]