حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ماذا قالت قيادة "الفرقة ال3 مشاة" – شندي بعد حادثة المسيرات؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بهية مارديني : إيران تدير الدفة الآن في سوريا واستخدام الفتنة الطائفية يعني نفاد أوراق الأسد..الجيش السوري يصعد حملته في حمص.. وإحراق للبيوت والسيارات واستمرار الاعتقالات
نشر في الراكوبة يوم 22 - 07 - 2011

صعد الجيش السوري من حملته العسكرية في حمص، عشية جمعة «أحفاد خالد»، وقتل شخصان برصاص قوات الأمن في المدينة، أمس، بحسب ما أكد ناشطون. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ل«الشرق الأوسط» أن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في حمص «هي الأشرس» حتى الآن، وتحدث عن إحراق للبيوت والسيارات والمحلات التجارية، إضافة إلى استمرار حملة الاعتقالات الواسعة وأنباء عن سقوط عدد من القتلى.
وفي الوقت نفسه، استمرت حملات المداهمة والاعتقال العشوائي في دوما بريف دمشق، مع قطع تام للاتصالات. وفي حرستا في ريف دمشق، استمرت أيضا التعزيزات العسكرية والأمنية. ولم تمنع الحملات الأمنية السوريين من الخروج في مظاهرات متفرقة أمس، دعما لحمص التي تشهد تطورات دامية منذ يوم السبت الماضي.
ولفت أمس خبر انشقاق عدد من الضباط والجنود في الكلية الحربية في حمص، بحسب ما أكد ناشطون على صفحات «فيس بوك». وذكرت صفحة الثورة السورية أن «عددا كبيرا من الضباط والجنود» في الكلية الحربية في حمص انشقوا. وأضافت لاحقا أنه يسمع انفجارات وإطلاق رصاص كثيف جدا عند الكلية الحربية، مجهولة المصدر، «ويرجح أنها بسبب انشقاق لعناصر من الجيش».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «مدينة حمص تتعرض منذ صباح الخميس لعملية أمنية شرسة جدا. الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة». وأضاف البيان أن باب السباع تعرض «لإطلاق نار كثيف جدا مما أدى لاحتراق أحد المنازل والأوضاع الإنسانية باتت مزرية وانقطعت الاتصالات في عدد كبير من أحياء المدينة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن «الجيش وقوات الأمن اقتحموا منازل وقاموا باعتقالات في حمص. ويسمع إطلاق نار كثيف منذ الفجر (أمس)» في هذه المدينة التي تشكل ثالث أكبر المدن السورية، حيث قتل عشرات المدنيين في الأيام الماضية. وأضاف أن «غالبية الشوارع مقفرة بسبب العمليات العسكرية. وتمت رؤية دبابات في محيط قلعة حمص كما تم إقفال مداخل بعض الأحياء». وتابع «الجيش أقام حواجز في كل الطرق. وسائل الاتصال قطعت في غالبية الأحياء. الوضع الإنساني يرثى له». وأكد أن سكان بعض الأحياء خصوصا في باب الدريب حيث تم سماع دوي انفجارات «يشعرون بالرعب».
وقال نشطاء وسكان في حمص لوكالة «رويترز»، إن الجيش السوري صعد حملته العسكرية في المدينة التي أصبحت نقطة ساخنة للاحتجاجات. وقال مقيمون إن إطلاق نار ودوي انفجارات سمعا في حي باب السباع القديم في حمص بوسط سوريا. وقال مقيم في حمص طلب الإشارة إليه باسم أحمد «هناك ضحايا واعتقل كثيرون. إننا نشعر بخوف شديد». وذكر مقيم في حي آخر بالمدينة أن مستشفيات محلية تدعو إلى التبرع بالدم بعدما استقبلت حالات إصابة من باب السباع.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن شخصين قتلا أمس في حمص برصاص قوات الأمن الذين كانوا ينفذون مع الجيش عمليات أمنية. وأضاف الريحاوي «ثمة إطلاق نار كثيف في أحياء الخالدية وبابا عمرو ونزهة التي تطوقها قوات الأمن. وقد قتل مدنيان برصاص الأمن».
وذكر ناشط في حمص أن الجيش اقتحم منازل في حي باب السباع. وقال ساكن ل«رويترز» عبر الهاتف إن الجيش أطلق النار على مصلين في حي الخالدية بشرق حمص أثناء خروجهم من مسجد خالد بن الوليد في الساعات الأولى من صباح أمس.
وتصاعد التوتر بين الأغلبية السنية في البلاد وأفراد الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد في حمص، مما أثار مخاوف من أن تأخذ حركة سلمية تنادي بالديمقراطية منحى خطرا صوب الصراع الطائفي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين الماضي، إن إعادة جثث مشوهة لثلاثة من العلويين إلى أقاربهم أسفرت عن نشوب قتال بين سكان مسلحين في حمص هذا الأسبوع. وذكر نشطاء وسكان أن عدد القتلى في حمص منذ مطلع الأسبوع ارتفع إلى 33 على الأقل. ومن الصعب معرفة ما إذا كان القتلى سقطوا برصاص القوات الحكومية أو في قتال بين السكان. ودخلت القوات والدبابات السورية حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمال دمشق أول مرة قبل شهرين واحتلت الميدان الرئيسي بالمدينة بعد احتجاجات كبيرة تطالب بالحريات السياسية.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي والمدينة تعيش حالة أشبه بالإضراب العام، بينما تتجول الدبابات في الأحياء، وعناصر الأمن والشبيحة يتولون أمر فض المظاهرات التي لم تهدأ بالقصف والرصاص الحي، مع حملة اعتقالات موسعة. وقالت مصادر محلية إن العملية العسكرية التي يشنها النظام على المدينة استمرت طلية ليل أول من أمس، وفجر الخميس تمركزت الدبابات والمدرعات في ساحة باب الدريب، كما سمع صوت قصف في حي باب السباع. ووصفت المصادر الوضع في مدينة حمص بأنه أشبه ب«حالة حرب»، حيث لا يتمكن السكان من مغادرة منازلهم. وأضافت المصادر أن حي العدوية تعرض لحملة أمنية عنيفة، مصحوبة بقصف مدفعي وكذلك أحياء المريجة والفاخورة والقصور، وتمت مهاجمة مسجد في المريجة.
ولم يمنع القمع الشديد الذي ظهر في حمص، من خروج المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ونصرة حمص. ففي مدينة دمشق، وفي تطور لافت، خرج في المدينة القديمة نحو 500 شاب وشابة من طلاب جامعات ومثقفين، فيما يعرف بمظاهرة «طيارة» أي تكون سريعة، هتفوا «شدي حيلك يا بلد الحرية عم تنولد» و«بدنا حرية إعلام» و«بدنا نحكي وع المكشوف حرامية ما بدنا نشوف» و«الشعب السوري واحد».
وقال شهود إن جمهورا من مؤيدي النظام، بالتعاون مع الشبيحة، هجموا على المتظاهرين وراحوا «يضربونهم بأي شيء حتى بالكراسي»، كون المنطقة تلك من المناطق السياحية التي تنتشر فيها المقاهي. وتم اعتقال عدد من المشاركين منهم خزامي درويش، وربا حسن، ووفاء صالح ورهف عيسى موسى ونوال شاهين وأليس مفرج والدكتور عمر عبد الدين وعقبة عمود وخلدون البطل مصور فوتوغرافي.
وشكلت هذه المظاهرة مفاجأة في أوساط المثقفين، إذ خرجت دون سابق إنذار، وفي مكان لم تخرج فيه سابقا أي مظاهرات. كما أن التنوع الديني والمناطقي للمشاركين يضم كل الأطياف السورية. واعتبر أحد الناشطين «هذه المظاهرة الطيارة ردا بليغا على من يدفع باتجاه الاقتتال الأهلي»، بينما أحال المصور الفنان عمر البحرة كل من يقول إن للمظاهرات في سوريا «طابعا دينيا طائفيا إلى أسماء المشاركين في مظاهرة القيميرية».
كما خرجت مظاهرة في حي الميدان ليل الأربعاء، وقامت قوات الأمن بتفريقهم بإطلاق نار في الهواء. وخرجت مظاهرات أخرى في كل من كفر سوسة والقابون وركن الدين، وهتف المتظاهرون بإسقاط النظام في بلدات كناكر وعربين والكسوة بريف دمشق.
وفي محافظة دير الزور (شرق) خرجت عدة مظاهرات في مدينة دير الزور التي تشهد اعتصاما أمام جامع عثمان، أما في البوكمال فقد رفض المعتصمون طلب الجيش الذي يحاصر المدينة تسليم الضباط المنشقين الذين لجأوا إلى الأهالي في وقت سابق هذا الأسبوع. وكان وجهاء البوكمال وزعماء العشائر قد دخلوا في مفاوضات مع قادة عسكريين لتسليم قطع الأسلحة التي صودرت من مخفر للشرطة وجهات حكومية وإنهاء المظاهر المسلحة وتوقيع المطلوبين على تعهد بعدم المشاركة في أعمال عنف مقابل عدم دخول الجيش إلى المدينة.
وفي محافظة السويداء، خرجت مظاهرات في مدينة الشهباء لنصرة حمص يوم أول من أمس، كما أصدر محامو محافظة السويداء بيان استنكار «لتفشي ظاهرة البلطجية أو الشبيحة»، وقال البيان الناطق باسم محامي فرع نقابة المحامين في السويداء: «أمام السلوك الإجرامي واللاأخلاقي للشبيحة والمتمثل بالتعرض لحياة الأفراد من شرائح المجتمع كافة، بالضرب والشتم بأقذع العبارات، وأمام تطاولهم بالاعتداء على الأملاك الخاصة، من محلات تجارية ومكاتب وعيادات أطباء وصالات فنون وصالات أفراح.. ونظرا للاستهداف المتكرر للمحامين، الذي كان آخره الاعتداء الواقع على كل من الزملاء؛ أيمن شهاب الدين وعلاء صيموعة ومهند بركة، المتمثل بالتعرض لهم في الطرقات والاعتداء عليهم بالضرب واستخدام الأدوات المؤذية والقاتلة، من حجارة وسكاكين وعصي وجنازير، على مرأى ومسمع من الجهات الأمنية والضابطة العدلية، وقيامهم بتوجيه الشتائم للمحامين، ووصفهم بصفات العمالة والخيانة (باعتبارهم محامين) مما يشير جليا، إلى استهداف المحامي، بصفته هذه». وتابع البيان: «أمام كل هذه السلوكيات لهؤلاء الخارجيين على القانون، نعلن احتجاجنا واستنكارنا واستهجاننا لما يتعرض له المواطنون الآمنون، وأملاكهم، في هذه المحافظة، ولما تعرض له زملاؤنا المحامون». ودعا المحامون الموقعون على البيان، الذي يكتسب أهميته لصدوره عن نقابة مهنية رسمية، تخضع بشكل ما إلى حزب البعث الحاكم، «جميع أفراد الضابطة العدلية، وعلى رأسهم السيد المحامي العام والسيد محافظ السويداء والسيد أمين فرع الحزب إلى تحمل مسؤولياتهم الكاملة والمطلقة، في هذا الصدد، ووضع حد لهذه الظاهرة الإجرامية، التي تحصل على مرأى من الجميع».
بهية مارديني : إيران تدير الدفة الآن في سوريا واستخدام الفتنة الطائفية يعني نفاد أوراق الأسد
قالت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، إن النظام السوري فقد السيطرة على زمام الأمور، مدللة على ذلك بتشديد خياره العسكري الذي بات لاهثا وراء المحافظات السورية الواحدة تلو الأخرى.
وتؤمن مارديني، التي تقيم بالقاهرة حاليا، بأن شهر رمضان سيشهد تصاعد التظاهرات في سوريا، وأنه سيكون بداية الحل في سقوط النظام، خاصة بعد خروج الأعداد الكبيرة وتزايد القمع والقتل مما يزيد من رد الفعل لمدى السوريين. وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» في القاهرة أن النظام السوري نفسه هو من أضاع فرصة الحوار حين بدأ بالدم، واستمر في سياسة الاعتقال والتعذيب وترهيب المواطنين، ولم يستفد من التاريخ القريب، ومن واقع الثورات العربية الراهنة. واتهمت مارديني إيران بمساندة النظام السوري عبر السلاح وعبر وسائل إعلامها، التي قالت إنها تحاول بث الفرقة في صفوف المعارضة عبر نشر أخبار وإشاعات عن خلافات ومشاكل بين المعارضين، وعبر الحديث عن فتنة طائفية مزعومة في سورية.. وهنا نص الحوار:
* برأيك لماذا فشل النظام السوري في معالجة الأزمة الحالية بغير الحل الأمني؟
- النظام نفسه في أزمة كبيرة، فهو لا يستطيع أن يدرك ومن ثم يحلل ما يحدث حوله، ففي البداية اعتبر أن سوريا ليست كتونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن وبقي متعاميا عما يحدث حوله إلى أن اتسعت التظاهرات دون أن يستطيع ضبط إيقاع الشارع الذي تعلو مطالباته ويرتفع صوته لعنان السماء، والآن لا يملك النظام إلا الحل الأمني للبقاء لأنه يعرف أن أي إصلاح سيقوضه بشكل كبير، فالنظام عاجز عن الإصلاح، وهذا جوهر المشكلة.
* هل أصبح سقوط النظام هو الحل الوحيد المتاح الآن؟
- لا أتخيل أي نهاية للثورة دون سقوط النظام، أراه هو الحل الوحيد والنهاية التي ستريح دماء الشهداء، وأقولها لك وللعالم أجمع: الشعب قال كلمته، ومن يخرج تحت أزيز القنص الغادر، ولا يهتم بالقتل والقمع لا بد أن ينتصر لا محالة
* هل تخشين على الثورة؟
- كان يمكن أن نخشى على الثورة في وقت سابق، أما اليوم وبعد أربعة شهور من الثورة فلا يمكن أن تنتهي دون إسقاط النظام لأنه مطلب شعبي ملح.
* هل يمكن أن يتم الوصول لتسوية سلمية للاحتجاجات؟
- وجود ونشاط الأمن السوري والشبيحة وفرق الموت والقناصة وقوات الجيش التي تنكل بالناس يفسد أي أحلام في التسوية السلمية للاحتجاجات، وأعتقد أنه يوما بعد يوم تصبح كلمتا «التسوية السلمية» للاحتجاجات لا معنى لها لأننا أمام نظام ديكتاتوري متصلب لا يريد أن يستمع.
* البعض يقول إن شهر رمضان الكريم سيكتب نهاية للاحتجاجات في سوريا؟
- أتوقع أن يكون شهر رمضان المبارك شهر التظاهرات في سوريا وأن تدخل حلب بشكل أقوى إلى بركان التظاهرات ولن يكون رمضان هو نهاية التظاهرات بل سيكون بداية الحل في سقوط النظام بعد خروج الأعداد الكبيرة وخاصة أن القمع والقتل يتزايد.
* النظام السوري يفتح يديه للحوار ورغم ذلك فإن المعارضة تصر على مقاطعة الحوار معه، برأيك هل انعدمت جدوى الحوار مع النظام السوري؟
- النظام السوري لم يفتح لا ذراعيه ولا قلبه أو عقله للحوار، انقطعت جدوى الحوار مع النظام مع أول طلقة وجهت من أنظمته الأمنية ضد المتظاهرين العزل، والنظام بنفسه هو من أضاع فرصة الحوار حين بدأ بالدم، فمحافظ درعا قام باعتقال الأطفال الذين كتبوا على الجدران وعذبهم بشكل وحشي بدلا من تجاوز المسألة، وواصل النظام تجاهله للشعب السوري ولم يستفد من التاريخ القريب ومن تاريخ الثورات الحديث وصم آذانه عن سماع أصوات المتظاهرين وتصرف بعنجهية مبالغة وغريبة.
* لكن البعض يقول إن المعارضة خسرت بتفويتها فرصة المشاركة والحوار، ما رأيك؟
- لم تخسر المعارضة على الإطلاق لأن النظام لم يكن جديا في الحوار، والدليل على ذلك عدم تنفيذ أي شيء من قراراته، فقد تم منع سفر القيادي الكردي عبد الحميد درويش بعد مؤتمر الحوار مع أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والمسؤول الأول عن الحوار قال إن قوائم الممنوعين من السفر زالت.
* شاركت في مؤتمر الإنقاذ في اسطنبول، كيف يمكنك أن تفسري التخبط الذي حدث بين المشاركين هناك؟
- يؤلمني ما رأيته في مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي انعقد مؤخرا في اسطنبول من انقسام في حال بعض أطياف المعارضة وعدم استطاعتهم انتخاب قائمة لينتهي الأمر في وقت متأخر وبعد مشاكل وصد ورد في الوصول لقائمة توافقية، كما أن انسحاب عدد من الأطياف ومنهم الأكراد يعني أن المعارضة لم تستطع أن تتجاوز مشاكلها في التنسيق والحوار.
* برأيك، لماذا تبدو المعارضة السورية مفتتة ومقسمة بهذا الشكل؟
- لنعترف، نعم المعارضة السورية لم تفرز شكلا تتفق أطياف المعارضة عليه، ولكن للحالة السورية خصوصيتها، والنظام في سوريا عمد عبر الزمن إلى شق صفوف المعارضة بشراسة، ولكن في تلك اللحظة التاريخية لا بد من تجاوز هذه المشكلة بسرعة وإلا فالقطار سيمضي إلى محطات جديدة.
* وما هي أبرز مشاكل المعارضة؟
- المعارضة السورية تنتج نفس أمراض النظام بحذافيرها، مثل الفردية والأنا والاستبداد، هناك رموز دفعت من الزمن والدم الكثير وتريد اليوم أن تحصد ثمن تضحياتها، ولكن للأسف هذا ليس وقت حصاد وجني للتضحيات، هذا وقت تضحيات من أجل الوطن. المشكلة الأكبر أن المعارضة لم تتجاوز الماضي ولم تنقلب على نفسها لتعيد إنتاج معارضة موحدة وقوية ذات كلمة واحدة قادرة على تقديم نفسها كبديل قوي ومقبول للنظام السوري.
* ما الحل برأيك؟
- الحل هو توحيد الصفوف ورصها عبر مؤتمر جامع لأكبر عدد من الأطراف والأطياف لأننا نحتاج إلى معارضة قوية متراصة تشكل جبهة واحدة وقوية تتحدث باسم عموم السوريين.
* هناك روايات عن قصص لاغتصاب نساء من قبل الجيش السوري، هل يمكنك تأكيد ذلك؟
- استمعت إلى شهادات منظمات حقوقية ذات ثقة مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها القاهرة في شأن حوادث اغتصاب لنساء، وحقيقة كنت أظن أنها تلفيقات إلى أن قرأت التقرير الذي يضم شهادات حية لمغتصبات، كما اعترف النظام بحوادث الاغتصاب في إعلامه، معتبرا أن العصابات المسلحة هي المسؤولة عنها.
* برأيك كيف سيتعامل النظام مع اللاجئين السوريين في تركيا عقب عودتهم؟
- وردتني أنباء عن اعتقالات في صفوف الأهالي العائدين من معسكرات النازحين في تركيا، كما تقوم السلطات بأخذ عائلات بعض النازحين كرهائن للضغط عليهم للعودة لديارهم في سوريا.
* هناك مزاعم عن وجود اقتتال طائفي في حمص، إلى أي مدى يمكن للاقتتال الطائفي أن يقضي على الاحتجاجات في سوريا؟
- لا يعقل أن تحدث فتنة طائفية بصورة طبيعية بينما الشعب السوري كله متوحد في الشارع، لا توجد فتنة طائفية أساسا في سورية، كل الطوائف تعيش في مودة ووئام عبر الزمن، وما يحدث في حمص هو من افتعال شبيحة النظام الذين يحاولون قدر استطاعتهم هدم الجسم السوري المتوحد.
* ماذا يعني لكِ استخدام النظام السوري لورقة الفتنة الطائفية؟
- نظام بشار الأسد يستخدم الفتنة كآخر أوراقه، وهي ورقة ضعيفة ونتنة ومكشوفة وتدل على أنه استنفد كل أوراقه الأخرى، وصدقني لن تنجح تلك اللعبة القذرة في الإيقاع بالسوريين والنظام يعيد إنتاج أوراقه التي استخدمها سابقا في بانياس لتخويف الناس.
* لكن البعض يقول إن هناك أبعادا طائفية في الثورة السورية؟
- عفوا هذا كلام أبواق النظام الذين يسهرون الليل لتشويه صورة الثوار، فجوهر الثورة السورية اقتصادي سياسي، هناك غياب للحياة السياسية في سوريا وهناك سوء توزيع للثروة التي تقع مكبلة في أيدي فئة قليلة من المقربين من النظام وعائلة النظام، بينما عموم السوريين يرزحون في فقر ومهانة، إذن جوهر الثورة ليس طائفيا.
* هناك شائعات تطلق في سوريا عن مشاركة إيران وحزب الله في قمع الاحتجاجات، فما هو دليلكم على ذلك؟
- دعني أقلها لك بصراحة ووضوح، إيران هي من تدير الدفة الآن في سوريا، ولا أستغرب ذلك لأن بقاء النظام السوري أمر استراتيجي بالنسبة لإيران، فالعلاقات استراتيجية بين النظامين، وكما نجحت إيران في قمع انتفاضة شعبها في يونيو (حزيران) 2009 فمن المتوقع أن تقوم بمساعدة سوريا لقمع ثورة الشعب السوري، كما أن وسائل الإعلام الإيرانية تحاول تارة بث الفرقة في صفوف المعارضة عبر نشر إشاعات عن خلافات بين المعارضين، وتارة تتحدث عن فتنة طائفية في سوريا وهو أمر لا وجود له، إيران ترسل طائراتها وسفنها إلى سوريا والأخبار زاخرة بإلقاء القبض على سفينة إيرانية تحمل أسلحة لسوريا إضافة إلى الدعم الإعلامي.
* وماذا عن حزب الله؟
- الحقيقة أن حزب الله في 2006 غير حزب الله الآن في عيون السوريين، فحزب الله انحاز للنظام السوري دون أن يأبه للشعب السوري الذي سانده يوما بكل ما يملك، والذي تسيل اليوم دماؤه أنهارا، وما يفعله حزب الله انتحار سياسي لأن الشعب السوري أبقى والنظام زائل، ولدينا دلائل أن حزب الله وضع كل قدراته في دعم النظام السوري، فأنا رأيت بأم عيني منذ يومين ملابس أشخاص من حزب الله قبض عليهم.
* البعض يقول إن خروج تظاهرات حاشدة في دمشق سيكتب كلمة النهاية لنظام بشار، ما تعليقك؟
- طبعا للعاصمة ثقل كبير ففيها كل الوزارات وإدارات الفروع الأمنية، والحقيقة أنه ما زال هناك خوف من البطش في العاصمة السياسية والإدارية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب كما أن بعض التجار والعشائر الموالين للنظام يحاولون الإمساك بتلابيب الشارع لمنعه من الخروج، إلا أنه برأيي أنه لا حل أمام الناس في المدينتين إلا الخروج إلى الشارع، وإن دخلت دمشق في التظاهرات والإضراب بشكل شامل فهذا يعني نهاية النظام.
* وزيرة الخارجية الأميركية قالت إنه من الصعب التأثير على سوريا من الخارج، إلى أي مدى توافقينها الرأي؟
- لا أوافقها الرأي على الإطلاق، إذ يمكن التأثير على سوريا من الخارج بمعنى الضغط الدولي الأميركي تحديدا وكلنا كنا نرى عند التهديد الأميركي لسوريا وتصعيد التصريحات كان النظام يخفف من وتيرة قتله لشعبه.
* هل فقد الرئيس بشار الأسد شرعيته؟
- من يقتل شعبه يفقد شرعيته بشكل تلقائي، الشرعية تأتي من الشارع، والشارع تغير في الأشهر الأربعة الأخيرة ونضج وكشف النظام فأصبح الشعب يعلو بمطالبه ويرتفع السقف يوما بعد يوم ليصبح فقط إسقاط النظام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.