الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الاستاذ فتحي الضو : كلمة (سوداني) أنقذتني من موت محقق.. بعثة مصطفى البطل وعلى شمو سلمت السلطات الكويتية قائمة سوداء بأسمائنا.. أسئلة محددة للبشير كانت سببا في سحب جواز سفري بأوامر عليا.
نشر في الراكوبة يوم 02 - 08 - 2011

فتحي الضو بين "شيكاغو" و"الحماداب" قصص من فوهة البندقية(1)
"أنا حقاني ويستفزني الغلط"
إذا غنَّى وردي في الصومال فذلك يعني أن الحرب وقفت
أجمل كلمة عندي في اللغة العربية هي (تعال)
كنت مراسلاً حربياً في الحرب الصومالية.. وهذه قصة معركة استمرت لثلاثة أيام بسبب راديو يبث برامجه بلهجة محلية
"""""
كلمة (سوداني) أنقذتني من موت محقق عندما أصبحت الدنيا أضيق لي من فوهة البندقية
""""
مشهد لا أنساه بمقديشو مفرزة مدججة بالسلاح ومريض بالكوليرا محمول على "درداقة"
""""""
عندما قصدنا بيت الأستاذ الكاتب والصحافي فتحي الضو في (الشجرة الحماداب).. كان يسبقنا الى هناك (حزن) يوشك أن يسد الأفق... نعرف أن زوجة فتحي الضو الراحلة وداد صديق رحلت قبل فترة قصيرة.. ومازال (الحزن) بعدها يحجز على كل الطرق والأفئدة... كنا نصطدم (بالدمع) كلما كان في أسئلتنا حرف عن (وداد صديق).
موعدنا مع فتحي الضو كان يقرب الى اللقاء الذي ترتب له (المخابرات) التقيناه في أحد شوارع العاصمة بعد متابعة هاتفية.. ثم انتقلنا الى (الحماداب) حيث يسكن فتحي الضو وأسرته العائدة في إجازة (حزن) للوطن من الولايات المتحدة الأمريكية.
بيت الضو كان محتفظاً ببداوته... رائحة الطين لم تسقط رغم حداثة (أمريكا) المتمثلة في أبناء الضو.. كان فتحي يشير من وقت الى آخر ويقول هذه هي الغرفة التي تزوجت فيها... وتلك نفس (الصالة) لم يتبدل شيء فيها.
فتحي الضو له من (الأبناء أحمد وأواب)، ومن البنات (رنا ورؤى).
استطاع فتحي الضو... رغم الغربة وملاحقات الأنظمة الشمولية... وحداثة الولايات المتحدة الأمريكية ودهشتها أن يحتفظ بأسرة سودانية خالصة.. يضرب فيها (النيل) بكل أصالته.
جلسنا نستبق معهم (رمضان).. قبل ثبوت الشهر الكريم... لكن رمضان كان حاضراً بيننا بروحه وتفاصيله.. حاورناهم ووعدنا بتكرير الزيارة امتثالاً ل(فطورنا معكم).
الخرطوم: محمد عبد الماجد: حسن فاروق: خالد فتحي
[email protected]
*أستاذ فتحي الضو عندك مواقف سياسية واضحة ضد النظام.. وهذا النظام بالتحديد عندك فيه رأي... في السودان بسألوا الواحد إنت هلالابي ولا مريخابي؟... خلينا نسألك عن لونك السياسي؟.
بصراحة موضوع السياسة أنا ما اخترته.. هي التي اختارتنا.. أنا ميولي كانت (أدبية) وكنت بحب الشعر والقصة.
طبعا أنا أول مرة مارست الصحافة في الكويت.. لم أبدأ من السودان وحتى ممارستي للصحافة كانت في الجانب الأدبي.. الوقت داك كان في أواخر السبعينات 79 تقريبا.. وأوائل التمانينات.
لكن مع هذا كتبت مقالات سياسية... ضد نظام محمد جعفر نميري.. وبطبيعة حالي كنت منحازاً للحرية والديمقراطية والشفافية.. ككل كاتب.. ومن الأشياء التي أذكرها هي أن الصحافة الكويتية لعبت دوراً كبيراً في خلخلة نظام نميري من الخارج.
ومن المفارقات أن نظام نميري في الخارج لم تكن هناك صحافة تكتب ضده.. غير الصحافة الكويتية، وفي الصحافة الكويتية كانت صحيفة (السياسة) التي كان يعمل فيها أخونا المرحوم السر حسن مكي وكانت هناك أيضاً صحيفة (الوطن) وأنا كنت بكتب في جريدة (الوطن) مع ثلاثة سودانيين.. وبعدين جاء منصور خالد وكتب (النفق المظلم) وهي حلقات نشرت في صحيفة (القبس) وجاءنا في (الوطن) الكويتية في أواخر 1984م محمد أبوالقاسم حاج حمد الله يرحمه.
غير هذا في لندن كانت هناك مجلة (الدستور) دا باختصار كان كل الإعلام الخارجي ضد النظام.
أذكر في ذلك الوقت أن نظام نميري أرسل بعثة الى الكويت على رأسها هاشم عثمان وزير الخارجية وآخرون... (بالمناسبة) البعثة دي كان فيها مصطفى البطل وعلي شمو... هذه البعثة كانت تريد أن تبشر بالقوانين الإسلامية وتحاول أن ترد على الهجمة الإعلامية على السودان... وقد حوربوا محاربة شديدة من الصحف الكويتية... هذه المجموعة كانت قد سلمت السلطات الكويتية قائمة من (16) اسماً في القائمة السوداء.. أنا كان لي عظيم الشرف أن أكون ضمن هذه القائمة التي كانت مكونة من (14) سياسياً وصحافيين وكان طبيعي أن يحصل لي انقطاع من السودان حتى الانتفاضة 1985م.. بعد الانتفاضة رفع الحظر عني وعدت للسودان وتزوجت بعد اربعة شهور من الانتفاضة.
استمريت ككاتب في الصحافة الكويتية وامتهنت المهنة وظلنا في الكويت حتى الغزو العراقي في 1990م.. طلعنا في هذا التاريخ من الكويت وما كان في إمكانية أرجع للسودان.. لأنه في نوفمبر 1989م في مؤتمر صحفي مشهود.. وفي أول زيارة الوقت داك (للعميد) عمر البشير للكويت.. في هذا المؤتمر تم حظري وبعد كم يوم سلمت شهادة من السفارة السودانية تقول إن فتحي الضو سحب جواز سفره بناء على أوامر عليا.
أنا كان آخر مرة جيت فيها للسودان هي عودتي لتغطية الانقلاب.. بعدها مباشرة البشير زار الكويت وحصل هذا الأمر.
في المؤتمر الصحفي دا أنا كنت السوداني الوحيد وسط رؤوساء التحرير وكنت قد قدمت له أسئلة لم تعجبه وما ارتاح ليها وكان من طبيعة الأسئلة المثارة في الوقت داك.. (علاقة الجبهة الاسلامية بالنظام).. وسؤال عن الديمقراطية وسؤال عن حرب الجنوب... البشير لم يرتاح لهذه الاسئلة وبلغ السفير السوداني عبد العال سنادة وطلب منه ان يتم حظري، والسفارة طالبت من السلطات الكويتية بترحيلي لكن الكويت لم تستجب لهذا الطلب.. دا كان اول احتكاك لي بالنظام.
استمرت رحلتنا في الصحافة الكويتية.. واستمر الموقف السياسي... وهو موقف من صميم المبادئ التي أنادي بها وهي الحرية والديمقرايطة.. لذلك لم يكن هنالك تصالح بيني وبين النظام.. من الوهلة الاولى منذ ان قمت بتغطية الانقلاب حسيت بيني وبين نفسي ان هذا النظام لا يمكن ان اتصالح معه.
* يا استاذ هل انت اتيت خصيصاً لتغطية الانقلاب ام انك تفاجأت به في الخرطوم؟.
لا انا جيت خصيصاً لتغطية الانقلاب.
* اذا عدنا لفترة الانتفاضة والديمقراطية الثالثة.. أين كنت بعد سقوط نميري؟.
اكتر فترة حضرت فيها للسودان هي فترة الانتفاضة.. جيت كثير في الفترة ما بين 1985 وحتى 1989 كنت بزور السودان كثيراً.. وهي اكتر فترة استمتعت فيها بالسودان ككيان وعملت فيها حوارات ادبية كثيرة بعد الانقلاب طبعاً تم حظري بعد 5 شهور من انقلاب الانقاذ وبعد ذلك بفترة قصيرة تم غزو الكويت وبدأت رحلتي في (دياسبورا) باعتباري مواطن محظور ولا يستطيع الدخول لوطنه.
من الكويت جيت الاردن وبقيت فيها تقريبا 3 شهور وبعد الاردن مشيت القاهرة بالشهادة التي منحوني لها والتي تؤكد سحب جوازي لجأت الى هيئة شؤون اللاجئين (الأمم المتحدة) وتفاعلوا مع قضيتي وكانوا يبحثون عن حل لي.. في الوقت دا بدأ تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي.. ليس بهذا الاسم اسمه كان (لجنة التنسيق) بالقاهرة بدأت القوة السياسية في الخارج تتجمع في 1990م وكانت هناك محاولات لإحياء الميثاق والتفاف الناس حول الميثاق الوقعوا عليه في كوبر.. بدأنا النشاط السياسي في القاهرة وبدينا الرحلة دي حتى 1993م.
بعد هذا التاريخ جاءنا توجيه من صحيفة الوطن الكويتية بالذهاب لمنقطة القرن الافريقي وكان مطلوب مني ان اقيم في اسمرا وفعلاً ذهبت اسمرا في 1993 وظليت اغطي الاحداث في منطقة القرن الافريقي ومن أكثر الأشياء التي أعتز بها في حياتي العملية موضوع التدخل الدولي في الصومال والحرب الاهلية في الصومال والحرب الاثيبوبية الارترية الثانية.. بعدين النشاط العسكري المعارض في الجبهة الشرقية الى جانب الاحداث التي كانت تمر بيها المنطقة من حين لآخر... التدخل اليمني الارتيري في جزيرة (حنيش).. كانت تجربة ثرية استفدت منها على المستوى الشخصي والمهني والثقافي.. وأضافت لي الكثير.
اشتغلت في هذه الفترة (مراسل حربي) من سنة 1998م وحتى سنة 2000م في الحرب الارترية الاثيبوية الثانية وبعد هذا الحرب طلعت كتابي الثاني (حوار البندقية – الاجندة الخفية في الحرب الاثيوبية الارترية).
* انت ذهبت لمنطقة سخنة.. إحساسك شنو وانت تغطي منطقة حرب.. الموت كان ممكن يجيك في أي لحظة.. اسرتك في ظل هذه الظروف كيف كانت تعيش؟.
اسرتي كانت مقيمة في (اسمرا) وانا كنت بتحرك في منطقة القرن الافريقي.
* كتجربة كيف كانت هذه المرحلة؟.
والله كتجربة كنت اول مرة اطلع من المكاتب الى الميدان... في بداية عملي في القرن الافريقي واجهت بالحرب الاهلية في الصومال.. بدأت تراكمات المواقف من الصومال ولما بدأت الحرب الاثيوبية الارتيرية الثانية.. غطيتها من المواقع الامامية.. الحاجز النفسي وحاجز الخوف الى حد ما كان قد اتكسر في تجربة الصومال.. لأننا في الصومال حقيقة واجهت الموت عياناً بياناً وفي مواقف فيها المحزن وفيها الطريف.
* ما هي القصة التي تقف عندها في تجربتك في الصومال؟.
في قصة انا مدين لها بالكثير وهي أكسبتنا أشياء عديدة.. في بداية عملي.. وصلت الصومال وبدأت معركة عنيفة جداً بالقرب من الفندق الذي كنت أنزل فيه.. المعركة دي استمرت 3 ايام لسبب **** جداً وكانت حصيلة هذا المعركة 150 قتيلاً وجريحاً بسبب (راديو) لقبيبلة محلية... في واحد من إحدى القبائل عنَّ له انه يسمع الناس كلها.. أحضر (مكرفون) قدام الراديو عشان الشارع كله يسمع.. لكن في واحد من قبيلة مناوئة لم يعجبه الحال ضرب الراديو والماكرفون... صاحب الراديو طبعاً لم يقبل بهذا... فضرب الذي قام بذلك وقتله وتجمعت القبيلتين واستمرت المعركة 3 ايام... من المفارقات التي لا انساها.. هي تمسك الصوماليين بالدين تمكساً كبيراً وقويا.. لكن بتخالطه العادات والتقاليد والقبلية.. من الغرائب ان الأذان عندما كان يؤذن كان الطرفان بوقفوا الحرب وبمشوا يصلوا سوا في الجامع ويعودوا بعد ذلك لمواصلة الحرب.
فيما بعد اتعرفت على الثقافة الصومالية.. وكيفية تعامل الصوماليين مع الدين وكيفية تغلغل العرق.. الذي حدث هو ان صاحب الفندق الذي نزلت فيه من الذين درسوا في جامعة الخرطوم اسمه (محمد) كان رجل لطيف وكان بحاول يساعدني.. في اليوم الثالث بعد توقف المعركة الساعة 6 صباحاً سمعت محمد وردي بغني بصوت عالي (يا السمحة قومي استعجلي عطشتي قلبي وكل يوم تجملي ما تخجلي) دي الاغنية التي لم انساها.. محمد صاحب الفندق وقت سمع الاغنية دي قال لي الحرب انتهت.
قلت ليهو عرفتها كيف؟.
قال وردي بغني!!.
قلت لمحمد خلاص انا عاوز اطلع.. المنطقة التي كانت فيها المعركة.. كانت منطقة سوق.. قلت لمحمد عاوز امشي السوق.. عاوز اصور الموضوع دا.. محمد قال لي خليك شوية الاوضاع لسه ما استقرت.. لكن انا اصريت.. لما اصريت في شاب صغير في الفندق اسمه (علي)... محمد قال ليه خلاص يا علي امشي معاه عشان تساعده في الترجمة.
مشيت وكنت بصور في الجثث... في عربية بوكس.. كان فيها زي 6 – 7 راكبين في البوكس وكل واحد واضع سلاحه وشريط رصاص.. في اللحظة دي كانوا جايبين واحد صومالي شايلنو في (درداقة) عندو كوليرا... بقى منظر مدهش وحاولت اجمع بين البوكسي والدرداقة في لقطة مصورة... في الوقت دا في واحد نط من البوكسي وضربني بالدبشن.. ولما وقعت شفت جماعته كلهم (منشنين) علي... الدينا دي كلها ضاقت وبقت لي عبارة عن فوهات البنادق.. بقيت ما بشوف أي حاجة.. وبأمانة شديدة جدا رجولي ماتن.. وجاني إحساس اني ح اموت.. الحياة دي في ثواني مرت قدامي كلها في شريط.
جاني احساس اني ميت.. وما كنت شايف حاجة غير فتحات البنادق... والرجل ثائر بضرب فيني ورجلي ما شايلاتني.. وانا ما عارف الزول دا بضرب فيني لي شنو؟.. أو بقول في شنو.
علي الولد المعاي كان بقول للناس البضربوا فينا (جورنلست).. جورنلست... والضرب شغال.. صوت علي بقى لي في الساعة ديك زي كأنو جاء من (بئر) عميقة... وعلي ذاتو جاتو حالة (هيستاريا).. وكان علي مقتنع اني ح اموت وكل الذين شاهدوا هذا المنظر أيقنوا بموتي.
فجأة علي انتبه غير النغمة من جورنلست الى سوداني.. سوداني... ودي كانت هي الكلمة التي أنقذتني.. لأنهم بعد ان سمعوا كلمة (سوداني) توقفوا من ضربي.
الزول الكان راكب في العربية ورافع كراعو فوق العساكر من ان سمع كلمة (سوداني) اعطى جنوده اشارة بالتوقف.. وواضح ان هذا الشخص كان زعيمهم.. لأنهم توقفوا بعد اشارته والبنادق نزلت من وجهي... وبعد ذلك قام قال لي (تعال)... لذلك انا دائما بقول ان اجمل كلمة عندي في اللغة العربية هي كلمة (تعال)... ودي كانت الكلمة العربية الوحيدة السمعتها بين اللهجات الصومالية.. كما ان هذه الكلمة جرت الدم في كرعيني بعد ان توقف.
قمت مشيت لهذا الزعيم... وقال لي سوداني.... قلت ليه ايوة سوداني... وكان يحاول ان يتحدث اللغة العربية الفصحى.. قال لي: لماذا اتيت هنا؟... فقلت له انا جورنلست.
قال سوداني تمشي طوالي... وحسيت بأن كلمة سوداني أنقذتني... وأنا مدين لها بالكثير.
بعد داك مشينا ورجعنا للفندق.. وكان الصوماليون بأشروا علي.. قلت لي علي ديل بقولوا في شنو؟.
قال لي ديل بقولوا انت مفروض تكون ميت... لأن الجماعة ديل اسمهم (مورنل).. ومورنل بالصومالي يعني (قطاع الطرق).. وهم اكيد شافوا الكاميرا وحاولوا يحصلوا عليها... وهم بضربوا الزول ويشيلوا منه الشيء.
- الصومال منطقة تحتشد بالتفاصيل الغريبة فيها اكثر المتشددين اسلاميا.. كما انها تشتهر بقراصنة البحار... لماذا الصومال بكل هذه التناقضات؟.
تجمعت اسباب كثيرة... أسباب سياسية وأسباب جغرافية... وجغرافيا الصومال هي التي جعلتها مطامع للآخرين.. الموقع الاستراتيجي للصومال.. موقع فريد.. الشواطئ المتعددة والموارد... هذه الاشياء اسباب رئيسية في الصراع في الصومال... بعد ذلك تأتي الاسباب السياسية.. والظروف التي مرت بها المنطقة.. وهي منطقة ظلت في اضطراب مستمر... كل هذه الاشياء... جعلت الانسان الصومالي نفسه بهذه التركيبة.
2
-في الصومال أو أريتريا هل التقيت بسيد أحمد خليفة حيث كان موفداً من «الشرق الأوسط» اللندنية لتغطية النزاعات في القرن الأفريقي؟
لا لم التقِ به على الإطلاق لا في هذه المناسبة ولا غيرها ، وأذكر أنني عندما وصلت الى الاراضي الاريترية كان قد غادر المكان بطلب من السلطات الاريترية عندما حضر لتغطية الاستفتاء على تقرير مصير أريتريا. والسبب ان علاقته بالجبهة الشعبية الاريترية التي يتزعمها «أسياس أفورقي» كانت غير طيبة، وعلى النقيض علاقته كانت طيبة للغاية مع حركات التحرير الأريترية بزعامة «صالح سبي» لذا لم أقابله هناك.
-قلت إن لوصولك إلى الصومال قصة؟
نعم أنا غادرت الى الصومال من جيبوتي على متن طائرة «انتنوف» محملة بالقات حيث لم تكن وسيلة انتقال غيرها.
والطريف لا توجد وسيلة مواصلات بين جيبوتي ومقديشو الا هذه الطائرة. وتقوم برحلة يومية ودقيقة جداً في مواعيدها، لأن القات يشكل عنصرا أساسيا في الحياة الاجتماعية وفي تأجيج الحرب الأهلية الدائرة هناك لأنه يمنح طاقة للمقاتلين.
-لكنهم يقولون إن القات يؤدي للخمول وليس للتحفز والنشاط؟
متعاطو القات نوعان فالبعض يقودهم الى الاسترخاء والخمول، فيما يمنح البعض الآخر نشاطا وطاقة إضافية. وأصحاب الفئة الاخيرة كانوا أغلبهم مقاتلين.
والطائرة المذكورة لا يتعرض لها أحد باعتبار أن الكل أصحاب مصلحة فيها لأنها تؤمن لهم تدفق «القات» بصورة يومية لأنه لابد ان يكون طازجا «بتاع امبارح ما بتقدر تتعاطوه الليلة».
ونحن كنا سبعة أشخاص في هذه الرحلة وأنا فوجئت أن الطائرة انتنوف «أي واحد كان بشيل كرسيهو ويقعد في المحل الدايرو جوة الطيارة». وأذكر أن الصوت كان عاليا جدا لدرجة ان الشخص الذي بجانبك يجد صعوبة بالغة في الاصغاء لصوتك إذا أردت التحدث معه.
والرحلة استغرقت حوالي ساعة وربع وعندما وصلنا مطار مقديشو لاحظت أننا «قعدنا» في الطيارة فترة طويلة وعندما ذهبت لأعرف ما يجري وجدت الكابتن يتفاوض مع أحد الصوماليين استولى على سلم المطار واعتبرها من الغنائم التي خرج بها من الحرب الاهلية وعرفنا لاحقا انه يقوم باستئجار السلم لأي طائرة تهبط بالمطار. المهم بعد فترة لاحظت الكابتن يرمي ب (صُرة) قروش اليه بضيق ونزلنا بعدها الى الأرض بعد إحضار السلم.
والأغرب أنني كنت أضع في ذهني أني سأمر بالاجراءات المعروفة بالمطارات من الجوازات والجمارك وغيرها لكنني فوجئت بأنني في الشارع دون ان يعترضني أي شخص.
تجربتك كمراسل حربي في الحرب الأهلية الصومالية أوحت لك فيما بعد بكتابك «حوار البندقية»؟
حقيقة أنا لم أكتب كتابا عن تجربتي في الحرب الصومالية وأتمنى ان تسمح لي الظروف بكتابتها. أما حوار البندقية فإن تجربة الحرب الاثيوبية الاريترية التي امتدت من 1998 الى العام 2000م وأصدرت الكتاب في العام التالي مباشرة في 2001م.
هل حدثتك نفسك ولو للحظة عن البحث عن شعرة اتصال بالنظام أو الوصول معه لتفاهمات وهل بادروا هم من تلقاء أنفسهم بمحاولة التواصل معك؟
والله أنا من 1989م كنت دائم التنقل وعندما وصلت القاهرة في بداية التسعينات كانت بدايات التجمع الوطني الديمقراطي وكان هنالك اختراقات كثيرة لصفوف المعارضة هناك ثم انتقلت الى أسمرا قبل التجمع الذي لم يكن قد انتقل اليها بعد. وأتشرف بمساهمتي وقتها في تمهيد الارضية للتجمع للمجيء الى أسمرا وما ساعدني أنني كنت على مسافة واحدة من كل التنظيمات والأحزاب السياسية لأنني لم أنتمِ لأي منها في يوم من الأيام.
-ألم تكن قومياً عربياً؟
أبداً.
-ولا حتى انتماء عاطفي ؟
والله كان عندي ميول للقوى السياسية الممكن توصلنا سريع للخرطوم ومنها قوات التحالف وأنا لدي صلة سابقة مع قائد التحالف العميد عبدالعزيز خالد وكانت لدي ميول لكنها لم تكن ترقى للمستوى التنظيمي.
نخرج قليلاً من السياسة، الراحلة «وداد صديق» كانت لها تأثير كبير على مسار حياتك حدّثنا عنها؟
نحن تجربتنا من قبل الزواج كانت (ماشة) على النمطين العاطفي والوطني وكانت لدينا رؤية مشتركة في قضايا الحريات والديمقراطية وبكل أمانة لم أستطيع طوال الفترة السابقة الفصل بين الشخصي والعام أو العاطفة والقضايا الوطنية.
ولما كان لأي سياسي ضريبة تدفع فأقول لكم وبكل صدق ان «وداد» من دفعت الثمن وكنا كثيرا ما نحرص على إبعاد أبنائنا من التوترات التي كنا نعايشها وفي المواقف التي حدثت لي في الحرب الاهلية بالصومال والاريترية الاثيوبية والمشاركة في الجبهات الأمامية في معارك قوات التحالف بشرق السودان.
وأنا لم أؤثر على وداد لأن طبيعة شخصيتها مستقلة ولم تكن تحب على الاطلاق ان يقال لأنها زوجة فتحي الضو ارتقت لتلك المناصب ومن هذا المنطلق كانت تحاول الاستقلال تماما في مواقفها لدرجة أنني فوجئت أثناء التأبين بالانشطة التي كانت تقوم بها ولم أكن أعرفها.
-أنت وأبناؤك كتب عليكم العيش في بلدان مختلفة آخرها في أمريكا كيف كنتم تقومون بتربيتهم وتوجيههم في ظل مجتمعات ذات ثقافات وعادات وتقاليد متباينة وكيف يتم بالتلقين أم بالسلوك؟
سؤال جميل، الحياة التي عشناها في أماكن مختلفة أسهمت بشكل كبير في تشكيل وعي أبنائي.. التعامل مع ثقافات متعددة وشعوب متعددة ساهمت وبالذات أمريكا وهي بلد صعبة جدا مالم تكن حذرا في حياتك وكان همنا أنا ووداد كيف نجعل أبناءنا يأخذون الشيء الايجابي من الثقافة الامريكية ويأخذون بذات القدر الشئ الايجابي من ثقافتنا نحن. بحيث لا تفطي ثقافة على الأخرى لأنه من المستحيل ان تعيش كسوداني سوداني في أمريكا.
ولم نكن نمارس هذا الامر بالتلقين لكن بالتلقائية وليس بطريقة الدرس «اعملوا كده وسووا كده».
سمعنا عن الكثير من الأسر حصل لها هزات نتيجة التباين الاجتماعي والثقافي بين السودان وأمريكا هل انتابك الخوف وأنت تحط مع أسرتك أرض الولايات المتحدة الأمريكية؟
الخوف موجود في المجتمع الامريكي لأنها ثقافة طاغية لكن مايقلل درجات الخوف البيت نفسه. وصحيح هنالك مشاكل كبيرة تواجه المهاجرين عموما نسبة للثقافة الطاغية وعندما وصلنا الى امريكا أبنائي كانوا في السن الحرجة لكن الخوف لم يسيطر علينا لأن ارتباطهم بالبيت كان قويا وكان يعطينا الاحساس بالطمأنينة والأمان.
انتقلت بين بلدان كثيرة وجازفت مع أسرتك للعيش في ديار غريبة وبعيدة عن أهلك ووطنك أي ثمن تشعر بأنك دفعته؟
بكل أمانة لم أشعر حتى بيني وبين نفسي أنني دفعت ثمنا باهظا إنما كنت اشعر انني اقوم بالشئ الطبيعي المفترض ان يقوم به اي شخص وطيلة تلك الفترات كنت اشعر انني صاحب حق وقضية وهذه المسألة بالذات تستهويني حتى في التعامل الشخص «حقاني والغلط بستفزني جدا حتى على مستوى البيت» اذا حصل غلط اشعر باستفزاز شديد «طوالي بنقلب لكائن آخر» لكن أهدأ سريعا «زي الاندروس».
بالرغم انني خرجت من السودان في منتصف السبيعنات نتيجة غربة اقتصادية لكنني لم أصنف نفسي كمغترب فهذه الحجرة التي تجلسون بها الآن هي ذاتها التي تزوجت فيها قبل (26) سنة. وأنا في هذا السودان الجميل ماعندي الا «اوضة وبرندة».
-نستميح ضيفنا الأستاذ فتحي الضو للمؤانسة مع أفراد الأسرة الكريمة وفي البدء نقول أنتم عشتم فترات طويلة خارج السودان ماهو الشيء الذي أخذتموه من أبويكم وما مدى معرفتكم بالسودان والقضايا التي أجبرتكم على العيش في المنافي؟
رنا: أدرس في كلية الطب «سنة رابعة»، نحن تقريبا نأتي للسودان كل سنة تقريبا.. وبابا كان حاجب مننا الصور المخيفة التي التقطها أثناء تغطيته لحروب القرن الأفريقي وتضيف ضاحكة لكن «برضو شفناها» .
مامدى ارتباطكم بالثقافة العربية والسودانية؟
رنا: نحن نقرأ كتباً بالعربية ونسمع أغاني من هنا ومن هنا.. وبابا وماما كانوا بسمعوا أغاني سوداني بس وماعندهم شغلة بالاغاني التانية .
-بسمعوا لمنو ؟
وردي ومصطفى سيدأحمد وفرفور.
-إنت شخصياً هل استمعت لفرفور؟
ما كتير.. مرات مرات. لكن كثيرا ما نحضر حفلات زواج سودانية في أمريكا وفي رأس السنة نعمل احتفال فيهو أكل سوداني وفنان سوداني وكده .
-بتتكلموا عربي في البيت؟
أيوه حتى مع أواب نحرص أننا نتكلم عربي. وكنا بنكتب بالعربي وأتذكر بابا كان عامل لينا مسابقة شهرية للكتابة بالعربي قصة وشعر أو أي موضوع آخر أنا ورؤى وحمودي وفي آخر يعطينا جوائز الأول والثاني والثالث.
-يتداخل فتحي قائلاً؟
أنا لجأت لتثبيت اللغة العربية عندهم واعتقد أن التجربة نحجت.
-نأتي الى رؤى فتحي الضو هل تناقشون السياسة في البيت؟
أولا أنا أدرس إدارة أعمال. أما عن سؤالك فنحن ما بنناقش السياسة كتير في البيت.
-هل حاولوا إبعادكم عن السياسة لسبب أو لآخر؟
والله ماعارفة.
-أحمد فتحي الضو مقارنة بين المجتمع السوداني والمجتمع الأمريكي؟
هنا الناس أقرب والناس بتساعد بعض وبتحس إنو الحلة كلها واحد لكن المجتمع الامريكي برضو فيهو حاجات كويسة.
رؤى: زي ماقال حمودي الناس هنا مترابطين أكتر في أمريكا الجري كتير ومرات أكتر من أسبوع ماتلاقي جيرانك وزي ما قالوا «مافي سلك في الباب عشان تفتح وتدخل البيت طوالي كده « لوداير تزور زول إلا تتصل بيهو قبل وقت كم يوم وتكلموا عشان يهيئ نفسو. هنا بتحس الحياة ساهلة وبسيطة.
-في حاجة ماقدرتوا تتعايشوا معاها في السودان؟
رنا: والله مافي حاجة معينة، ونحن بنجي كل سنة تقريبا السودان وآخر مرة جينا قبل سنتين عشان كده اتعودنا على العادات والتقاليد وطريقة الكلام والناس بتتعامل كيف.
-طيب الحاجات السلبية في السودان شنو؟.
أحمد: ماحسيت إنو الناس كسلانين لكن لاحظت حاجة واحدة في أمريكا ما بصغروا أي زول الناس كلهم مرتبة واحدة لكن هنا الخدامين والبنضفو البيوت والترابيز وغيرها لقيت الناس ما بتعاملوا معاهم زي مابتعاملوا مع الناس التانيين. ويقولوا ليهم «ياود تعال هنا ده». وبرضو يقولوليك ده ما ضروري تتكلم معاهو كويس.
-في أمريكا بتعانوا من مشاكل عرقية؟
نحن لم نعاني وفي المجتمع الأمريكي الحاجات دي قليلة والمجتمع مابخليهم.
-شاهدتم فوز أوباما كيف كان شعوركم بعد فوز أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة؟
رنا : أنا منحت صوتي لأوباما وأنا متابعة قصتو وخططه للمستقبل ونشوف لحد السنة الجاية بحصل شنو.
-صوّتي لأوباما لأنو أسود ولّا برنامجو كان مقنع؟
لا أنا كنت مقتنعة بأفكاره.
ما هو تقييم الأمريكان للسودانيين وماهو انطباع الجيران والأصدقاء عن السودان وإنتو أثرتوا عليهم ولّا العكس؟
رنا : والله نحن أثرنا عليهم لأنو أمريكا فيها السود والهنود وغيرهم وأنا يقولوا لي لمن يشفوني ماعارفنك من وين وبلقى نفسي بشرح ليهم عن السودان ده شنو ؟ وين؟ وكنت بقليهم في ناس بيض وعيونهم خضراء وبشبهوكم وفي ناس برضو سمر وسود وغيرهم.
-هل تفكري في السير في طريق وداد وفتحي الضو؟
رؤى: والله السودان مهم جداً بالنسبة لينا والمفروض تقديم كل الشئ المطلوب عشان ينهض.
رنا : أنا ماشايفة نحن المفروض نكون في السياسة وأنا إن شاء الله حأبقى دكتورة ورؤى إدارة أعمال وحمودي حابيقى مهندس وحنجي حانصلح السودان بطريقة تانية غير طريقة بابا وماما.
أحمد : أيوه حنحاول نصلحها بطرق مختلفة غير السياسة لأني مابعرف عنها كتير.
-الوالد والوالدة لم يفرضوا عليكم شيء ؟
لا طول عمرنا بقولوا لينا سووا الحاجة البتحبوها.
سألنا الصغير أواب عن انطباعاته عن السودان ؟
أجاب بتلقائية شديدة : في زبالة شوية ومتعة كتيرة.
جريدة الاحداث
مع رئيس أرض الصومال الراحل في رحلة بين أديس أبابا وهرجيسا على متن طائرة صغيرة العام 1997 ويظهر في الخلف محمود صالح نور وزير الخارجية آنذاك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.