* من المؤسف ان ينساق البعض وراء رغبة الحكومة السودانية الميكافيلية الدنيئة فى تطبيع العلاقة مع دولة العدو الاسرائيلى، سعيا للتشبت بالسلطة من خلال اكتساب دعم مؤقت من المجتمع الغربى خاصة الولاياتالمتحدةالامريكية، ناسين أو متناسين او متجاهلين الممارسات العنصرية البغيضة للدولة الصهيونية، وعمليات القتل الممنهج، ونزع الحقوق بالقوة وتمليكها للمستوطنين اليهود، وتشريد شعب بأكمله، لو لم تكن تربطنا به رابطة دين، أو لغة، فهو جزء من هذا العالم، يتوجب على الجميع نصرته والوقوف معه فى وجه العدوان العنصرى البشع والحط من كرامته الانسانية على يد المحتل الصهيونى البغيض !! * لا اريد الدخول فى تفاصيل ما فعلته وتفعله الدولة الصهيونية العنصرية البغيضة فى الشعب الفلسطينى، وكل شعوب المنطقة، والجرائم التى ترتكبها ويرتكبها العالم الغربى من اجل تمكينها فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بافتعال حروبات اقليمية وصناعة جماعات ارهابية، ومدها بالسلاح والمال من اجل تمزيق دول المنطقة، ونشر الفوضى فيها لصالح إسرائيل، وذلك حسب المشروع المعروف باسم (مشروع الشرق الأوسط الكبير)، الذى هو فى حقيقته مشروع لتمزيق دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، وتحويلها الى دويلات صغيرة متحاربة ومتصارعة، لتسود الدولة الصهيونية وتتحكم فى المنطقة كيفما تشاء ووقتما تشاء، بدون ان يكون لاحد القدرة ليوقفها عند حدها، وسط تصفيق واعجاب الغرب العنصرى الذى اُعلن مولده بشكل رسمى بتحكم المتطرفين اليمينيين على انظمة الحكم فى بلاده، بغرض تشديد القبضة على العالم الحر الباحث عن التحرر والتنمية والديمقراطية، وغلقه فى سجن كبير، يتم تسخير كل ما فى داخله لخدمة مصالح الغرب اليمينى العنصرى المتطرف، ومن يغالط فى ذلك عليه أن ينظر الى طبيعة الحكام فى معظم دول الغرب، ويقل لنا ماذا يرى!! * ولا اريد الدخول فى شؤون وتفاصيل دينية معروفة للجميع لا مجال للمزايدة عليها، أو قد يراها البعض غير ذات اهمية، أو يمكن حلها بشكل أو بآخر، وهى المتعلقة بوضعية المسجد الاقصى ومدينة القدس، التى تصر دولة الاحتلال الاسرائيلى على ان تصبح عاصمة الدولة اليهودية التى تسعى بكل جدية لانتزاع الاعتراف العالمى بها، وتسمية القدس بما تتضمنه من إرث اسلامى مقدس عاصمة لها، فهل يقبل أى مسلم حادب على دينه بهذه الوضعية المهنية وتبعية إرثه الدينى المقدس للدولة الصهيونية العنصرية فتحوله الى أسطبل للخيول، أو مراحيض، أو أى شئ آخر ؟! * ولا أريد أن افتح مجالا للصراع بين المؤيدين للعروبية والناقمين عليها من ابناء الشعب السودانى الكريم، حتى يقف هذا مع الحق الفسطينى العربى فى فلسطين من وجهة نظره العروبية، أو يقف ذاك مع تطبيع العلاقة مع اسرائيل كراهية فى العرب، فليس هذا مجال صراع هويات، او انحياز للجنس أو العنصر، فبناء المواقف والمبادئ على الهوية والجنس والعنصر هو احط ما يمكن ان يتعامل به الانسان مع المجتمع او العالم الذى يعيش فيه والناس الذين يتواجد معهم، ولا أظن أن إثنين يختلفان على ذلك !! * دعونا نجرد القضية من كل هذه العوامل رغم أهميتها الكبرى، ونزنها فقط بميزان العدالة، لنرى ما إذا كنا على خطأ أم على صواب، بموافقتنا او اعتراضنا على التطبيع مع الدولة الإسرائيلية، والتذلل لها وللغرب، على حساب القيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية التى لا تتغير بتغير الظروف والأمكنة والأزمنة، سواء كان المجنى عليه أو الجانى عربيا أو أعجميا أو غير ذلك .. وإذا صعبت علينا الاجابة، فلنعد قليلا الى الوراء ونرى ماذا كانت مواقفنا تجاه دولة جنوب افريقيا العنصرية، قبل ان يتحرر الشعب الجنوب افريقى على يد (مانديلا) ورفاقه!! * المسألة ليست صراع أديان، أو هويات، أو مصالح، وانما اخلاق ومبادئ، وأترك لكم الحكم والتعليق!! الجريدة الالكترونية [email protected]