ينتظر أن يلتحق أكثر من عشرة آلاف طالب سعودي ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، بعد فتح المرحلة السابعة منه الأسبوع الماضي، لينضموا لأكثر من 125 ألف طالب منخرطين حالياً في البرنامج، الذي بدأ قبل ستة أعوام. ويواجه القائمون على البرنامج مشكلة كثرة الطلبات والتي تفوق العدد المحدد، وفي الوقت ذاته مازالت بعض الأصوات تتعالى لتحذر أولياء الأمور من السماح لأولادهم بالمشاركة فيه، على الرغم من سماح البرنامج بمرافق لكل فتاة مبتعثة. وجاءت أشد الاتهامات التي طالت المبتعثين من قبل الداعية السعودي حسن القعود، الذي أكد في حوار تلفزيوني أن ما يقارب من 80% من الطلاب المبتعثين للبكالوريوس في بريطانيا يتعاطون الخمور، وشدد على أنه تأكد من ذلك بنفسه خلال زيارة الأندية السعودية في مناطق مختلفة من بريطانيا. وقال: "أنا من الناس الذين كلما قابلت رئيس ناد أطرح عليه سؤالاً، والأمر محزن ومبك ويقض المضجع، ولكن لا بد أن نتكلم بصراحة، حتى نجد الحل، وأكدوا جميعاً أن نسبة من يتعاطون الخمر من طلاب الابتعاث للبكالوريوس يتراوح ما بين 70 و90%". وتابع: "بعض المدرسين قساوسة يثيرون الشبه والتشكيك في الدين، وهناك من يقول للمبتعثين أن البريطانيين ما هم فاضين لك، تبي تتكلم لغة إنجليزية روح البار، وإذا سَكِر هذا يتكلم وتأخذ معه وتعطي". وكان قبلها تحدث الداعية الشيخ محمد العريفي عن قصة أخ وأخت ابتعثا للولايات المتحدة وانحرفا وأدمنا المخدرات، حتى أصيب الأخ بالإيدز وحملته أخته منه بعد أن أدمنا المخدرات، وهي قصة لم يورد لها الشيخ سنداً يؤكد صدقها. وتثير مثل هذا التصريحات لغطاً كبيراً في الشارع السعودي، وطالب الكثيرون القعود بإثبات اتهاماته، وهو ما عجز عنه ليخرج بعدها بأيام في حديث تلفزيوني آخر ويقدم اعتذاره باكياً ويقول: "كان لا بد لي من التحري والدقة في مثل هذه الأرقام والنسب والإحصاءات. وأضاف: "أقدم لهم الاعتذار بكل شجاعة إن كنت أسأت لهم, وأقسم أن ما ذكرته نُقل لي من 8 رؤساء أندية في بريطانيا، ولم آتِ بشيء من عندي، وكان من المفترض التحري والدقة". ويرفض القائمون على برنامج الابتعاث أو المسؤولون في وزارة التعليم العالي الحديث عن هذه القضايا، ويرون أنهم غير مطالبين بالرد على تلك الأصوات، وأن دورهم يتركز على العمل فقط لإنجاح البرنامج. مطلوب خطط تنظيمية ويؤكد نائب رئيس جريدة الرياضي يوسف الكويليت، أن برنامج الابتعاث بدأ يحقق أهدافه، رافضاً الخضوع لبعض الأصوات التي تحاول التصدي له. ويقول ل"العربية.نت": "بدأت خطة ابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج منذ فترة طويلة جداً، وهي ليست فقط وليده برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، فهي بدأت في أوائل السبعينات الهجرية، ومعظم كبار المسؤولين في الدولة حالياً هم نتاج هذا البرنامج". ويشدد الكويليت على أهمية أن يكون هناك خطط منظمة لتوظيف المبتعثين حال عودتهم. ويضيف: "يجب أن يترافق مع خطة الابتعاث خطط تنظيمية وألا تخضع الدولة لأعذار القطاع الخاص الهاربة من توظيف الشباب السعودي. فيجب أن يكون هناك خطط مدروسة لتوظيف هؤلاء بعد العودة". ويرفض نائب رئيس تحرير جريدة الرياض الرضوخ للأصوات التي تطالب بإيقاف البرنامج، ويقول: "يجب ألا نقف عند آراء البعض ممن يحاولون محاربة هذا البرنامج من خلال نسج قصص وهمية واعتباره مفسدة على المجتمع ودعوة للتغريب. والقائمون على الدولة الآن هم من نتائج خطط الابتعاث السابقة، وبالتأكيد يعرفون جيداً قيمة هذه الخطوة وكيف يتصدون للحملات المعارضة والتي تحاول فرض الوصاية على الجميع". أصوات ضعيفة من جانبه، يشدد نائب رئيس جريدة الاقتصادية خالد السهيل على أن لا أحد يمكنه أن يقف عثرة في طريق برنامج الابتعاث. ويقول ل"العربية.نت": "من الصعب على أي انسان أن يقف حجر عثرة في طريق الابتعاث، على اعتبار أن القرار صادر من قائد البلاد ومسيرة التنمية الملك عبدالله، وهي هدف استراتيجي للدولة، وأي محاولات لإيقاف هذا المشروع أو الحد منه فهي محاولة فاشلة". ويتابع: "وحتى الأصوات التي تشكك في مشروع الابتعاث هي أصوات ضعيفة ومحدودة جداً ولا تشكل أي ثقل ولا يمكن أن يعتد بها أو تؤثر على هذا التوجه". ويؤكد السهيل على أن السعودية استفادت بشكل كبير من برنامج الابتعاث في السنوات الماضية، ويتوقع أن يحقق البرنامج الحالي المزيد من الفوائد للدولة. ويقول: "كل القيادات في الدولة هم أصلاً نتاج البعثات السابقة، وهم منتشرون في كل قطاعات الدولة، وهذا يعني أننا مستفيدون فعلاً من هذا البرنامج، وهي متحققة حتى في الفترة الحالية، فعدد كبير من المبتعثين الحاليين عادوا بعقود عمل جيدة، وشاهدنا وزير التعليم عندما كان في الولاياتالمتحدة قام بحضور حفل تخرج عدد كبير من السعوديين الدارسين هناك ويتوقع استيعابهم في عدد من القطاعات الحكومية والخاصة". ويتابع: "سيضخ الابتعاث دماء جديدة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وهذا أمر مهم لأنه سيكون له تأثير على المشروعات وأيضاً على البنية الاجتماعية والوعي وثقافة المجتمع ككل".
