بنغازي - دعا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة السبت الى الوحدة في مواجهة نظام القذافي في الوقت الذي يشهدون تصدعا في صفوفهم بعد خمسة اشهر من الانتفاضة على الزعيم الليبي المخضرم، على اثر اغتيال عبد الفتاح يونس القائد العسكري للمجلس الانتقالي. ويمسك عبد الجليل فعلا بالسلطة السياسية في شرق ليبيا، وقد اصدر بيانا دعا فيه الثوار الى مواصلة جهودهم لاسقاط معمر القذافي وانهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما. وقال عبد الجليل انه يريد ان يبعث برسالة "الى كافة الليبيين في المناطق المحررة" يحثهم فيها على تركيز جهودهم على "المعركة من اجل الحرية" والاتحاد "من اجل قضية اسمى". وغدت وحدة الثوار محل تساؤل اكثر من اي وقت مضى بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس القائد الذي انضم الى قوات المتمردين على القذافي بعد ان كان حليف ورفيق الزعيم الليبي. وجاء مقتل يونس اثناء عودته الى بنغازي معتقلا، ليطرح تحديا سياسيا هائلا على المجلس الانتقالي. وتعرض المجلس لانتقادات لدوره في الاحداث التي ادت الى مقتل يونس، فضلا عن تعامله مع حادث الاغتيال نفسه. ورغم عدم توافر التفاصيل والتي لا زالت بانتظار التحقيق فيها، فمن المعروف ان عضوا بارزا بالمجلس الانتقالي وهو علي العيساوي وقع على امر بالقبض على يونس ما اثار اتهامات بان المجلس ربما ساعد في تسهيل اغتياله من حيث لا يدري. كما تعرض "وزير دفاع" الثوار جلال الدغيلي وابرز مساعديه لانتقادات لمواصلتهما جولة خارجية رغم ورود انباء اعتقال يونس. وواجه المجلس احتجاجات غاضبة وعنيفة احيانا من جانب ابناء قبيلة العبيدي التي ينتمي اليها يونس فضلا عن مطالب بالاصلاح من مجموعات كانت في طليعة الثورة التي بدأت في 17 شباط/فبراير. وردا على ذلك اصر عبد الجليل على انه تم فتح تحقيق جنائي وسوف يخرج بنتائج في وقت قريب. ووعد عبد الجليل بسرعة الكشف عن الفاعل وعن تفاصيل ما جرى. كما وعد الرئيس الفعلي للثوار بتحقيق جريء في كيفية تعامل المجلس الانتقالي مع الازمة، حيث قال ان "لا احد فوق القانون" من قمة المجلس وما دون. وتطالب قبيلة العبيدي بالقصاص، ومنذ مقتل اللواء يونس ظهرت توترات قبلية الى السطح في بلد شكلت فيه العشائرية لعقود اساس تسوية النزاعات في غياب مؤسسات قضائية فاعلة. ميدل ايست أونلاين الثوار الليبيون يقررون توزيع 10 ملايين دولار لمساعدة الأسر في جبل نفوسة أعلن المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية التي تمثل الثوار الليبيين، أمس، أنه أطلق برنامج دعم اقتصادي في منطقة جبل نفوسة، غرب البلاد، سيوزع خلاله نحو 10 ملايين دولار على العائلات لدعمها في شهر رمضان، خصوصا بعد شكاوى كثيرة من عدم تسلم الموظفين رواتبهم منذ شهور عدة.. في غضون ذلك، شكا رئيس «لجنة دعم جهود الإغاثة في ولايات الجنوب»التونسي من أن مخيمات اللاجئين قرب الحدود التونسية - الليبية تعاني «نقص الإمدادات الغذائية وتردي الخدمات الصحية». جاء في بيان وُزع في بنغازي، عاصمة الثوار شرق البلاد، أن «المجلس الوطني الانتقالي، من خلال آلية تمويل مؤقتة ضمن 14 مليون دينار (10 ملايين دولار) لبرنامج دعم العائلات». وأوضح البيان أن «هذا البرنامج ينص على توزيع تلك الأموال مباشرة على عائلات جبل نفوسة خلال شهر رمضان كي تتمكن من اقتناء المواد الأساسية ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن مدير آلية التمويل المؤقتة مازن رمضان، في البيان، أن «ذلك المال سيساعد عائلات جبل نفوسة.. إنها المرحلة الأولى من خطتنا لتحريك الاقتصاد واستعادة الاستقرار في المنطقة». وأوضح مسؤول في حركة الثوار أن الأموال ستُنقل جوا من بنغازي إلى هناك خلال الأسبوع الحالي. ويشمل البرنامج 17 بلدة، وسيستند إلى الدفتر العائلي الذي تملكه كل أسرة. ولم يتقاضَ موظفو تلك المنطقة الحدودية مع تونس التي تسكنها أغلبية من البربر رواتبهم منذ يناير (كانون الثاني). وعلى غرار شرق البلاد، تمرد القرويون في فبراير (شباط) على نظام العقيد معمر القذافي، وتشكل السهول في سفح الجبل خط الجبهة مع قوات القذافي على مسافة 100 كم جنوبطرابلس. في سياق ذي صلة، أعلن عبد الباسط بلحسن، رئيس «لجنة دعم جهود الإغاثة في ولايات الجنوب»التونسي، أمس، أن مخيمات اللاجئين قرب الحدود التونسية - الليبية تعاني «نقص الإمدادات الغذائية وتردي الخدمات الصحية». وتطرق بلحسن، الذي يرأس المعهد العربي لحقوق الإنسان، إلى هذا الوضع في تقرير رفعه، الجمعة، إلى رئيس الوزراء الانتقالي الباجي قائد السبسي. ونقلت الصحف أن بلحسن كشف عن نقص في أجهزة العناية والصحة، وأشار إلى «مشاكل أمنية» في 3 من ولايات الجنوب (تطاوين، مدنين، وقبلي) المتاخمة لليبيا. وتابع بلحسن، العائد من مهمة بدأت في آخر أسبوع من يوليو (تموز)، أن تلك المشاكل «أصبحت مصدر قلق لأهالي الجنوب وتتطلب تدخلا من الحكومة ومختلف أجهزة الدولة». وأفاد بأن رئيس الوزراء أبدى «إكبارا لجهود أهالي الجنوب» في مساعدة اللاجئين الفارين من النزاع في ليبيا. وشهد جنوبتونس مطلع أغسطس (آب) نقصا حادا للوقود بسبب إضراب في إحدى المصافي، إضافة إلى عودة عدد كبير من اللاجئين الليبيين إلى ديارهم بمناسبة شهر رمضان. ومن المفترض أن يتلقى نحو 55 ألف لاجئ ليبي في تونس وجبات إفطار أثناء رمضان بمبادرة من برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التونسي ونحو 10 منظمات غير حكومية. وستتلقى كل عائلة، أسبوعيا، سلتين تشملان الزيت والمعكرونة والبرغل والفاصولياء والأرز والسكر والجبن والتمر والهريسة والحساء، على ما أوضحت المسؤولة الإعلامية في البرنامج في تونس، ريم ندا. ولجأ إلى تونس نحو 70 ألف ليبي منذ مطلع الثورة ضد نظام العقيد القذافي في 17 فبراير.