مجتمع انثوي غارق فى التفاصيل الجميلة شكلته الظروف التى جمعت فيه طالبات من بقاع الوطن الواسع للانصهار فى حياة اجتماعية صاخبة خلف اسوار حصينة لا تطأها الا اقدام النواعم ذلك المجتمع يعرف (بداخلية البنات) فتجد الحركة بداخله صاخبة فى كل المواسم حتى فى رمضان.. (الرأي العام) سجلت زيارة رمضانية لاحدى (الداخليات) وامضت وقتا فيها . كان فناء الداخلية خال من حركة الطالبات اللائي احتمين بالغرف بعد ان انتصفت الشمس فى السماء ليتحول الحراك الى الداخل - اي فى الغرف- تجد ان بعض منهن اعتدل فى جلسته للفضفضة عن رمضان فى ديارهم التى فارقوها فجاء الحديث متنوعاً كتنوع الوطن اثرته وصفات الوجبات الرمضانية فكل واحدة منهن كانت تعد شفاهة طبقها المفضل فى مائدة رمضان الذى لم تشاء ظروف الداخلية اعداده ...(هناء) طالبة الطب عبرت عن شوقها (للمة) الاسرة حول مائدة رمضان لانها الفرصة الوحيدة التى تجمعها باقاربها عبر برنامج تبادل الزيارت كما انها شعرت بشئ من الحنين والغربة عندما وصلتها (كرتونة) رمضان من اسرتها وبداخلها (الابرى والسكر واللحم المجفف والرقاق) ولكنها وجدت نفسها لاتجيد اعداد (التقلية) وقالت ان رمضان فى الداخلية مبارة للطهى حيث تعد كل واحدة منهن الطبق الذى تشتهر به منطقتها ..فبنات دارفور ماهرات فى (التقلية) اما بنات الشمالية لا احد يجاريهن فى (القراصة بالدمعة) ....وعلى طريقة (نفرق الموية) يخرجن فى جماعات لممارسة رياضة المشى ثم العودة لحصون (الداخلية) قبل انتهاء الزمن المحدد لبدء برنامج السمر باحتساء القهوة واعداد وجبة العشاء اما السحور فان اغلبهن لا يتسحرن ...هنا تعود بنا (سامية) الى ما سبق اى الحنين للاسرة لان والدتها كانت تحرص على ايقاظها للسحور. حنين الطالبات لاسرهن يبدده الخروج لتلبية دعوات الافطار مع اقاربهن المقيمين بالخرطوم يعيشون لحظات اسرية جميلة حول مائدة مفتقدة ...وتجد ان كل طالبة تنوى الخروج لاقاربها تستصحب معها عددا من الزميلات كما فعلت (سامية) التى طلب منها خالها احضار زميلاتها فى اليوم الاول لرمضان فقضين يوما جميلا فى ضيافة اسرة حفتهم بكرم اعاد لذاكرتهن اجواء الاسرة. الرأي العام