رمضان تحت كنف الاسرة له طعمه الخاص فالجميع يلتفون حول صينية واحدة .. بعيدا عن الاسر وفي داخليات الجامعات يختلف طقس رمضان وفقا لظروف موقع الداخلية ومدى انسجام الطلاب مع بعضهم وتتجسد معاناة طلاب الداخليات في عدم حصولهم على بعض المأكولات التي يشتهونها والتي طالما تذوقوها مع اسرهم ، الجميع تجره ذاكرة الحنين الى دفء الأسرة وايام رمضان بموطنهم الاصلي الذي له مذاق وطعم مختلفان . (الصحافة) تحدثت الى عدد من الطلاب وتلمست حنينهم الى اسرهم والتمتع بأجواء الشهر الفضيل قبل انتهاء ايامه ،وفي هذ الصدد قال الطالب محمد اسماعيل انه لاتوجد مقارنه بين اجواء رمضان مع الأسرة وبالداخلية ، مشيرا الى انه ورغم الاختلاف توجد العديد من العوامل المشتركة بين البيت والداخلية ابرزها قضاء اوقات طويلة من تلاوة القرآن والصلاة ،ويأتي الاختلاف بطبيعة الحال في تناول الوجبات التي تبدو متوفرة ومتاحة في المنزل ويستطيع الانسان ان يتناول ماتشتهي نفسه ولكن في الداخلية هناك محدودية، فالصندوق لايوفر الوجبات التي يجدها الطالب في منزله ولذا يحرص الطلاب على الشراء من الكافتريات الخارجية و رغم ذلك لاتعوض فقد وجبات (الحاجة) بطبيعة الحال ،وهنا لابد من الاشادة ببعض الشركات والخيرين الذين يعملون على توفير وجبات الافطار الرمضاني للطلاب وهذه احدى شيم الاسلام والمسلمين ،وايضا يلبي الطلاب الوافدون دعوات الاصدقاء من ابناء الخرطوم والتي تخفف عليهم ما افتقدوه من بيئة اسرية . الطالبة هناء حسين اشارت الى انها تقطن في داخلية خاصة ورغم ذلك تواجه صعوبات كثيرة في رمضان وذلك من واقع القيام باعداد الوجبات الرمضانية في ظل صفوف طويلة من الطالبات لاستعمال البوتجازات ،ونفت هناء وجود مقارنة بين رمضان في البيت والداخلية ماضية للقول ان اعداد الافطار في البيت يأتي بمشاركة كافة افراد الاسرة وان هذه المشاركة تطفي اجواء جميلة ،واشادت بالقرار الذي قضى بزيادة زمن العودة الى الداخلية في المساء الى الحادية عشرة قائلة ان ذلك الامر جعلهن يتذوقن طعم الشهر الكريم والتمتع باجوائه،وتضيف محاسن حسين الى وجود فوارق بين البيت والداخلية الا ان هناك اشراقات لابد من الاشارة اليها وهي ان الافطار في الداخلية يأتي بشكل جماعي سواء كان داخل الغرف او في حرم الداخلية وهو امر رائع وجميل يجسد قيمة التكافل ،اما الطالبة علوية محمد فقد عبرت عن بالغ حزنها لقضاء شهر رمضان بالداخلية وارجعت حزنها الى افتقادها جو الاسرة بكل تفاصيله ولمة الاهل والجيران حول مائدة الافطار ،ورغم حزنها اكدت علوية وجود اجواء روحانية بالداخليات غير متوفرة بالمنزل وقالت ان الطالبات يقضين الوقت في قراءة القرآن والصلاة ،عطفا على القراءة الاكاديمية ،واشادت بروح التكافل التي تسود الداخليات وقالت (لاتشعر الطالبة حتى وإن كانت لاتمتلك المال بالحرمان في شهر رمضان فالجميع تسودهم روح التكافل والاخاء ويقتسمون اللقمة بيناتهم ولاتوجد طالبة تجنح الى تناول وجبتها منفردة وتحرص كل طالبة على اشراك زميلاتها ،ورمضان في الداخلية خاصة في الفترة المسائية له مذاق خاص وطقوس جميلة) ، في الداخلية تجد احداهن تعمل على اعداد وجبة العشاء واخرى تشاهد القنوات الفضائية وثالثة تتجاذب اطراف الحديث مع اخريات وهكذا تتعدد المشاهد الجميلة التي تخفف على الطالبات وطأة الابتعاد عن اهلهم ، علما ان هناك طالبات متخصصات في اعداد وجبة السحور ويحرصن على ايقاظ زميلاتهن وذلك ايضا من الاشياء الجميلة بالداخليات .