موسكو/بيروت (رويترز) - نفت روسيا يوم الأربعاء مسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد عن هجوم بغاز سام وقالت إنها ستواصل دعمه فيما يضع الكرملين على مسار أكبر صدام دبلوماسي حتى الآن مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وألقت دول غربية بينها الولاياتالمتحدة المسؤولية على قوات الحكومة السورية في أسوأ هجوم كيماوي في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات والذي تسبب في موت العشرات بمدينة خان شيخون في منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا يوم الثلاثاء. وقالت واشنطن إنها تعتقد أن الوفيات نتجت عن هجوم شنته طائرات حربية سورية بغاز السارين. لكن موسكو قدمت تفسيرا آخر يحمي الأسد فقالت إنها تعتقد أن الغاز السام تسرب من مخزن أسلحة كيماوية تابع للمعارضة بعدما قصفته الطائرات السورية. ورفض مسؤولان أمريكيان طلبا عدم الكشف عن اسميهما الرواية الروسية. وقال أحدهما "هذا غير معقول... التأكيدات الروسية لا تنسجم مع الواقع." وقال مسؤول في البيت الأبيض معلقا على المزاعم الروسية "نرى أنها غير معقولة. لا نصدقها." واقترحت واشنطن وباريس ولندن مسودة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلقي باللوم على دمشق. لكن وزارة الخارجية الروسية وصفت القرار بأنه "غير مقبول" وإنه يستند على "معلومات زائفة". وقال ديمتري بيسكوف إن روسيا ستنقل دفوعها بأن المعارضة المسلحة مسؤولة عن التسمم إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف للصحفيين "ستواصل روسيا وقواتها المسلحة حملتها لدعم عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها القوات المسلحة في سوريا لتحرير البلاد." وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن أحد المستشفيات التابعة لها في سوريا عالج مرضى "ظهرت عليهم أعراض مثل اتساع حدقة العين وتشنج العضلات... تتسق مع أعراض التعرض لغاز أعصاب سام مثل السارين." وقال الرئيس التركي طيب إردوغان إن الهجوم أودى بحياة أكثر من 100 شخص. ولم يتسن التحقق من هذا العدد من جهة مستقلة. ووصف حسن حاج علي القيادي في جماعة جيش إدلب الحر المسلحة البيان الروسي الذي يلقي بالمسؤولية على المعارضة بأنه "كذبة". وقال لرويترز من شمال غرب سوريا "الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة." وأضاف أن "المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع" تابعة للمعارضة. وتابع "المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد." وهذه أول مرة تتهم فيها واشنطن الأسد باستخدام غاز السارين منذ 2013 حينما لقي مئات الأشخاص حتفهم في هجوم على إحدى ضواحي دمشق. وقالت واشنطن آنذاك إن الأسد تجاوز "خطا أحمر" حدده الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما. وهدد أوباما بشن حملة جوية للإطاحة بالأسد لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن وافق الرئيس السوري على التخلي عن ترسانته الكيماوية بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وهو قرار قال ترامب منذ فترة طويلة إنه أثبت ضعف أوباما ووصف حسن حاج علي القيادي في جماعة جيش إدلب الحر المسلحة البيان الروسي الذي يلقي بالمسؤولية على المعارضة بأنه "كذبة". وقال لرويترز من شمال غرب سوريا "الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة." وأضاف أن "المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع" تابعة للمعارضة. وتابع "المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد." وهذه أول مرة تتهم فيها واشنطن الأسد باستخدام غاز السارين منذ 2013 حينما لقي مئات الأشخاص حتفهم في هجوم على إحدى ضواحي دمشق. وقالت واشنطن آنذاك إن الأسد تجاوز "خطا أحمر" حدده الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما. وهدد أوباما بشن حملة جوية للإطاحة بالأسد لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن وافق الرئيس السوري على التخلي عن ترسانته الكيماوية بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وهو قرار قال ترامب منذ فترة طويلة إنه أثبت ضعف أوباما. * نفس المأزق يضع الهجوم الجديد ترامب في مواجهة نفس المأزق الذي واجه سلفه: هل يتحدى موسكو صراحة ويجازف بتوسيع الدور الأمريكي في حرب بالشرق الأوسط من خلال السعي لمعاقبة الأسد على استخدام أسلحة محظورة أم يتساهل ويقبل ببقاء الأسد في السلطة ويبدو ضعيفا. ووصف ترامب هجوم الثلاثاء بأنه "أفعال شائنة يقوم بها نظام بشار الأسد" لكنه انتقد أوباما لفشله في فرض الخط الأحمر قبل أربع سنوات. ورفض متحدث باسم أوباما التعليق. ويندد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بالهجوم ويطالب بإجراء تحقيق. ويمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض (الفيتو) لإحباطه وهو ما فعلته ضد جميع القرارات السابقة التي كانت ستدين الأسد وكان آخرها في فبراير شباط. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن الهجوم الكيماوي يظهر أن الأسد يختبر ما إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة ستتمسك بمطالب إدارة أوباما بإزاحته عن السلطة. وأبلغ جان مارك إيرو راديو (آر.تي.إل) "إنه اختبار. ولهذا السبب تكرر فرنسا الرسائل لاسيما للأمريكيين لتوضيح موقفهم." وأضاف إيرو "قلت لهم إننا نريد الوضوح. ما موقفكم؟" سيكون رد فعل ترامب في أي مواجهة دبلوماسية مع موسكو تحت المجهر في الداخل بسبب اتهامات خصومه السياسيين له بأنه يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر مما ينبغي. وتقول أجهزة المخابرات الأمريكية إن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية العام الماضي من خلال اختراق أجهزة كمبيوتر لمساعدة ترامب في هزيمة هيلاري كلينتون. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي ولجنتان في الكونجرس فيما إذا كانت شخصيات من حملة ترامب تواطأت مع موسكو وهو ما ينفيه البيت الأبيض. وتدهورت علاقة ترامب بروسيا منذ حملة الانتخابات الرئاسية عندما أشاد ترامب ببوتين ووصفه بأنه زعيم قوي وتعهد بتحسين العلاقات بين البلدين بما في ذلك زيادة التنسيق بينهما لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وسيعقد الهجوم الكيماوي في محافظة إدلب، وهي واحدة من آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة التي تقاتل منذ 2011 للإطاحة بالأسد، الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب التي أزهقت أرواح مئات الآلاف وشردت نصف السوريين. وخلال الشهور الماضية تنازلت دول غربية بينها الولاياتالمتحدة عن مطالبها بأن يغادر الأسد السلطة في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب مُسلمة بأن مقاتلي المعارضة لم يعد بمقدورهم الإطاحة به بالقوة. وسيصعب استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة توقيع المجتمع الدولي على أي اتفاق سلام لا يطيح بالأسد. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأربعاء إن على الأسد أن يرحل. وكان جونسون قد بدل سياسة بلاده قبل عدة أشهر حينما قال إنه يجب السماح للأسد بخوض انتخابات الرئاسة. وقال جونسون لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "هذا نظام همجي جعل من المستحيل بالنسبة لنا أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السوري بعد انتهاء هذا الصراع