(سونا) - تسلمت الحكومة السودانية من السفارة الفرنسية اليوم قطعة أثرية بعد إعادة ترميمها وجددت فرنسا التزامها تجاه التراث السوداني واستمرار التعاون في مجال الآثار، وشكر وزير الدولة بالسياحة والآثار عادل حامد دولة فرنسا والبعثة الفرنسية العاملة في مجال الآثار في السودان والموسسات العلمية الفرنسية وتعاونها مع السودان في كافة المجالات بما فيها التدريب وشكر الشركة التي قامت بالمسح الضوئي بعد خمسة وعشرين عاماً من االدراسة والتمحيص. وأكد على أهمية دفع التعاون مع دولة فرنسا في مجال الاثار وحفظ المقتنيات التاريخية تحقيقاً للمصلحة العلمية والقيمة الحضارية للآثار ودورها السياحي . وأكد السفير الفرنسي في السودان برونو اوبير أن القطعة الأثرية أرسلت إلى فرنسا في العام 2001 لترميمها وانها عبارة قماش منقوش تم لصقه علي تابوت عقب ترميمه جزئيا من مئات القطع الصغيرة ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد واكتشفت خلال عمليات التنقيب التي قام بها الفريق الفرنسي في موقع صدينقا التي تقع بين الشلالين الثاني والثالث علي الضفة اليسرى لنهر النيل وهي مقبرة واسعة تعود لمملكتي نبتة ومروي وهي اكبر مقبرة في بلاد النوبة . ويشير إلى العمل تم بشراكة مع مؤسسة ارخينوم الفرنسية التي ساهمت في التأهيل بدون مقابل، مشيراً إلى الجهود المبذولة من القسم الفرنسي بالهيئة القومية للاثار والمتاحف بإجراء عملية مسح ضوئي لقماش التابوت المنقوش الذي تم ترميمه في فرنسا. وأكد على أنها اول شراكة من نوعها بين السودان وفرنسا للاحتفاظ بنسخة رقمية عالية الوضوح للقطعة الأثرية الاستثنائية، مؤكداً على حيوية التعاون بين الدولتين واستمراره. وأكد استمرار التعاون في مجال التراث السوداني مؤكداً إقامة معرض دولي في متحف اللوفر بباريس في سبتمبر من العام 2020 وهي خاصة بمملكة نبتة حيث ستجمع معظم المقتنيات السودانية الموزعة بين السودان والخارج في مكان واحد بقاعة نابليون بمتحف اللوفر ومن ثم ينقل وذلك بعد التنسيق مع المتحف القومي الي المتحف البيريطاني ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن. وأشاد بالتراث السوداني الذي حصل على الاعتراف الدولي بفضل العمليات التي تمت في مواقع و حفريات فرنسية نفذت في السودان (الهوبجي والكدادة،الكدروكة، ودوكي جل،والحسا وجزيرة صاي وصوليب والمويص) مشيداً بالبحوث والتعاون القائم بين علماء الآثار الفرنسيون ونظرائهم السودانيين منذ ما يقارب ال60 عاماً . وأشار إلى الاهتمام الفرنسي بالتراث السوداني منذ العام 1820 وإلى القسم الفرنسي في الهيئة القومية للآثار والمتاحف الذي أنشئ في 1967 مبيناً أنه أحد الأقسام التي تمول من وزارة الشئون الخارجية الفرنسية وواحد من معاهد البحوث الفرنسية. وأشاد بالدور الكبير الذي تلعبه المعارض السودانية (ممالك على النيل) (مروي إمبراطورية على النيل) وأنه عرف الجمهور الفرنسي بحقيقة البحث العلمي في السودان وأظهر اهتماماً متزايداً تجاه البلد وتاريخه . وأعرب عن أسفه لعدم اكتشاف عدد من المناطق مثل كردفان والمنطقة جنوبالخرطوم لفهم علاقاتها مع إفريقيا الوسطى إلا أنه استدرك قائلًا: لقد كانت النتائج التي تم الحصول عليها فيما يزيد قليل عن نصف قرن سواء كانت لحفريات مخطط لها أو استكشافية كبيرة بالفعل.