تسبب القصف السوري العنيف على مدينة اللاذقية في تهجير الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم الرمل في المدينة، وهو الأمر الذي دعا منظمة غوث وتشغيل الفلسطنيين "الأونروا" لمطالبة دمشق بالسماح لها بدخول وتفقد المخيم، كما أدانت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة اقتحام المخيم وتهجير سكانه. وقال المتحدث باسم "الأونروا" كريس غونيس، يوم الاثنين، إن "آلاف اللاجئين فروا من المخيم.. هناك 10 آلاف لاجئ هناك وهرب أكثر من نصفهم.. ما بين خمسة آلاف و10 آلاف شخص فروا، يجب ان ندخل الى هناك ونعرف ما الذي يحصل". وأشار غونيس إلى أن التقارير الواردة من مخيم الرمل تتحدث عن "نيران مدفعية حاصرت المنطقة بالإضافة الى نيران قطع بحرية". جريمة ضد الإنسانية ونفت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) حصول قصف بحري على اللاذقية، مشيرة الى أن القوات المسلحة خاضت معركة برية مع مسلحين في المدينة الساحلية ما أدى الى مقتل اثنين وإصابة 40 آخرين في صفوفهم. وقال غونيس إن "الإشارات التي نتلقاها غير مشجعة، هناك سفن حربية تطلق النيران على مخيمات اللاجئين وهناك قصف من البر على المخيمات ايضاً". وأضاف "قالت القوى الأمنية السورية للبعض بالمغادرة بينما ذهب آخرون بإرادتهم، نحن لا نعرف اين هؤلاء الآن ومن منهم مريض او مصاب او ميت". وأعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن "إدانتها الشديدة" لاقتحام القوات السورية مخيم الرمل الفلسطيني، واصفة ما يجري ب"الجريمة ضد الإنسانية". وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه لوكالة الأنباء "إننا ندين بشدة عمليات القوات السورية في اقتحام وقصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وتهجير سكانه". وأضاف "نحن نعتبر أن هذا العمل يشكل جريمة ضد الانسانية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وأشقائهم السوريين الذين يتعرضون لهذه الحملة الدموية المستمرة". ودعا عبدربه "كافة الهيئات الدولية المعنية الى التدخل الفوري لوقف هذه المجزرة التي أدت الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى". دعوة لوقف العنف ومع استمرار التصعيد السوري ضد المدنيين العزل دعا رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت الاثنين نظيره السوري عادل سفر الى "وقف العنف فوراً" في سوريا، معرباً عن "مشاعر الرفض والأسف لدى الحكومة الأردنية تجاه استمرار القتل وحالة التصعيد" في سوريا ضد المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) إن البخيت أكد خلال اتصال هاتفي أجراه الاثنين مع نظيره السوري "ضرورة وقف العنف فوراً والبدء بتنفيذ الإصلاحات والاحتكام الى منطق الحوار"، معبراً عن "مشاعر الرفض والأسف لدى الحكومة الاردنية تجاه استمرار القتل وحالة التصعيد". وأضافت أن البخيت "لفت إلى تنامي الغضب العالمي، شعوباً وحكومات، وتبلور حالة من شبه الاجماع الدولي في رفض استمرار هذه المشاهد وضرورة وقفها فوراً، والانتقال الى ما هو أفضل لسوريا وللشعب السوري الشقيق"، مشدداً على ان "الامل لايزال قائماً على قدرة الاشقاء في سوريا على تحقيق هذه الغاية". وطالب رئيس الوزراء الأردني "بسرعة وقف العمليات العسكرية وحقن الدماء وتنفيذ الإصلاحات السياسية المطلوبة، للحفاظ على سلامة الشعب السوري الشقيق وعلى أمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها". وأضاف البخيت لنظيره السوري "إننا في الأردن ننتظر اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة، في الفترة القريبة المقبلة". وكان ناشطون سوريون قد ذكروا في وقت سابق أن حصيلة القتلى الذين سقطوا في احتجاجات أمس الأحد على يد قوى الأمن السوري وصلوا إلى أكثر من 42 شخصاً أغلبهم في مدينة اللاذقية.