فجأة دون سابق انذار، كشف بنك السودان المركزى عن اتجاه لإيقاف خدمة تحويل الرصيد ، بجانب إحالة تلك الخدمة الى فروع البنوك المتعددة، وعزا الامر لازالة تشوهات صنعتها خدمة تحويل الرصيد بالاقتصاد الوطني، وخفض عملية طباعة العملة، في الوقت الذى ابدى عدد من المواطنين استطلعتهم (الصحافة) عدم ثقتهم في التعامل مع تحويلات البنوك،كما ان البنك المركزي يرى ان حجم الكتلة النقدية المتداولة خارج الاقتصاد بلغت سبعين مليار جنيه ، وهو امر يشكل اشارة سالبة . فقدان معايير وأكد مسؤول بنك السودان زاهر فقيري أن البنك المركزي حدد استراتيجية للحد من خدمة تحويل الرصيد و كشف عن اتجاه لتكوين لجنة مشتركة بين البنك ووزارة الاتصالات لتفعيل خطوة وضع سقف لعملية تحويل الرصيد حتي ايقاف العملية والتحول الي خدمة (بنكك) أو الدفع (عبر الموبايل )، وأضاف أن مشروع الدفع عبر التمويل حقق عند انطلاقته في سبتمبر الماضي معاملات وصلت قرابة 120 ألفا ، وقال ان شركات الاتصالات بدأت في ضبط وتنفيذ حملتها التجارية ليتخطي عدد المشتركين 3 ملايين واضاف أن هنالك شركتي اتصالات لم تطلقا حملتهما التجارية ، واشار الى ان خدمة تحويل الرصيد رغم خدمتها الكثير من فئات المجتمع السوداني إلا أنها لم تكن خاضعة لأي نوع من الضوابط واعتبرها عملية من صنع المتعاملين مع الرصيد ، واكد أن الخطوة تمت لمحاذير أمنية في محاولة لمراقبة الأموال المتداولة . يونيو موعد التنفيذ وأعلن فقيري أن تطبيق الخطوة سيكون اعتباراً من يونيو المقبل ، وأن الاستراتيجية ستكون في صالح المواطن ، مؤكدا أن الهدف الأساسي من المشروع أن تكون هناك حسابات مصرفية للمواطنين ، وراهن علي ارتفاع حجم الاستفادة من تخفيض أسعار الخدمات بجانب إسهامها في تخفيض طباعة العملة بإسهامها في تقليل حجم الكاش المتداول . أوضح المدير العام لبنك الخرطوم فيصل عباس فضل أن التطور في المصارف والخدمات التي نقدمها للعملاء في الفترة الأخيرة سببه تطور قطاع الاتصالات، وأن نجاح تحويل الرصيد عبرالمصارف رهين بقوة الاتصالات ، وقال ان خدمة تحويل الرصيد عبر المصارف معنية بالمواطن العادي وذلك تسهيلا له وعدم أخذ مبالغ باهظة مقابل الخدمة ، مشيرا إلى أن خدمة تحويل الرصيد غير مبرئة للذمة ولها أغراض ليست منها المكالمات والإنترنت ، وعدد مميزات خدمة الدفع عبر الموبايل ومنها حفظ الأموال في الحساب الخاص بالعميل، وشراء الكهرباء وشحن رصيد الهاتف سواء دفع آجل أم مقدم ، ومتابعة حركة الحساب من خلال إشعارات نصية فورية عقب كل معاملة ، والتحكم في إدارة الحساب بسرية عبر رمز سري خاص ، وكشف عن أكثر من 800 مليون جنيه اجمالي خدمة الدفع عبر الموبايل. وأعتبر الخبير الاقتصادي محمد ابراهيم كبج أن خدمة تحويل الرصيد تخدم الكثير من الاسر وان ايقافها يسبب فقد وظائف خصوصا ان بعض الشباب يمتهنونها ، واضاف ليس بها ضرر وانما تخدم ثلاث جهات هي شركات الاتصالات والوكلاء والمستفيدين بجانب ان الخدمات البنكية تكون بطيئة ومحدودة وفي بعض الاحيان تأخذ اياما ، لكن تحويل الرصيد توفير للزمن والثقة . وفي ذات السياق ذكر عمران النور أن تحويل الرصيد يخدم العديد من الافراد والتفكير في إيقافه يجب أن يكون بمقابل خدمة مضمونة لمن يعمل بها ، خاصة ان الشعب السوداني أصبح لا يثق في الجهاز المصرفي ، أضافة الي انها لا تعمل بدوام 24 ساعة ، وأعتبر ان هناك اتجاه منهم لأحتكار التعاملات المالية عبر التطبيقات التي يروجون لها في وسائل الاعلام المختلفة ، داعيا الهيئة القومية للاتصالات للوقوف الي جانبهم وتقنين عملية تحويل الرصيد عبر مراكز معتمدة . 500 جنيه أحد أعلى .. كما لفت المسؤول بهيئة الاتصالات مصطفى عبدالحفيظ لعملية انتشار خدمة تحويل الرصيد وصعوبة ضبطها وتحديد حجم الكتلة المالية المتداولة فيها، مؤكداً أن حجم المشتركين في خدمة الهاتف الجوال بلغ 28 مليون شخص، وأشار إلى أن 84%من المشتركين يتعاملون بتحويل الرصيد عبر الهاتف ، مشيرا الى أن هنلك مقترحا بتحديد «500» جنيه كحد أعلى لتحويل الرصيد في اليوم للشخص الواحد. .. و احتج الأمين العام لجمعية حماية المستهلك ياسر ميرغني من الخطوة بالنظر لغياب الاستراتيجية لدى البنك المركزي لإدماج الفقراء في النظام المصرفي . ونفي عبدالحفيظ استفادة شركات الاتصالات من عمليات تحويل الرصيد الجارية الحالية ، وأكد أنها تقف مع التحول إلى البديل الجديد مبينا اقتراح بعض الشركات بأن يكون سقف التحويل ثلاثة جنيهات في اليوم ، نافيا إسهام الخطوة في تشوه الاقتصاد . ويري المواطن أحمد كمال أنه لم يسمع بشخص قام بتحويل اموال عبر الموبايل لخدمات غير الدعم الاسري او بعض العمليات التجارية، مضيفا ان شبكة الاتصالات في اطار سيطرة الحكومة ولكن سبق أن سجل البنك المركزي السوداني 56 حالة اشتباه بغسيل أموال خلال 3 سنوات سابقه وأضاف ان الذين يتعاملون مع البنوك هم اصحاب المصادر الاخري ولكن كل من يلجأ الي تحويل الرصيد يحتاج الي حل اني كما أن 90% من الشعب السوداني يعمل بخدمة تحويل الرصيد عبر الهاتف. 2.5 مليون في المصارف قال المسؤول في شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية عمر العمرابي إن عملاء المصارف لا يتجاوزن ال 10%، إذ يوجد 4 ملايين متعامل منهم «2.5» مليون يتعاملون بخدمة المصارف التقليدية ومليون ونصف مليون فقط عبر الوسائل الإلكترونية. ورأى أن خدمة تحويل الرصيد تتفوق على خدمة الدفع عبر الموبايل في سرعة الوصول والثقة ، خاصة أن تلك العمليات تسيطر بشكل كامل على السوق الاقتصادية في البلاد ما صعب على البنك المركزي التحكم فيها، واشار إلى استفادة شركات الاتصالات من تلك المبالغ، مؤكداً أن تقنين التحويل عبر البنك من شأنه أن يسهم في التنمية . وأعتبر المواطن كفاح كرسني أنه بهذه الخطوة تكون البنوك والصرافات قد أوصدت ابواب رزق للمواطن ، وتساءل هل هنالك بديل لطالب الرزق والمسترزق من تحويل الرصيد ؟ وكيف يكون حال من لا يملك حسابا في البنك ؟، واضاف أنه سبق له أيداع مبلغ مالي في طرفه وتأكد منه ولم يتم السحب لانتهاء سريان بطاقته القومية لذلك يفضل التعامل بتحويل الرصيد ، بجانب ان التحويل يساهم بدرجة كبيرة في اسهم شركات الاتصالات بالمقابل سيتمكنون من دفع الضرائب لحكومة السودان وتكون عائدا بالخدمات التي تقدمها .