يبدو أن الهدف المبكر الذي سجله نجم ريال مدريد، كريستيانو رونالدو، في الدقيقة الثانية من مباراة فريقه مع مالاجا، لم يتردد صداه فقط في ملعب "لاروساليدا"، بل أيضًا في "كامب نو" معقل برشلونة، حيث نجح الياباني تاكاشي إينوي في فرض الصمت على مقاطعة كتالونيا، بهدف مباغت في الدقيقة السابعة من لقاء البرسا وإيبار، بالجولة الأخيرة من الدوري الإسباني، والذي انتهى بفوز أصحاب الأرض بنتيجة "4-2". ارتباك ربما كان هذا العنوان المناسب للشوط الأول، حيث عكس الهدف المبكر لإيبار حالة الارتباك التي عانى منها لاعبو البلاوجرانا في بداية اللقاء، والتي ربما لعب هدف رونالدو في شباك مالاجا دورًا كبيرًا فيها، إذ كان يعني هذا الهدف أن الريال صار قاب قوسين أو أدنى من معانقة لقب الليجا، بغض النظر عما سيفعله برشلونة في "كامب نو". لم تتوقف حالة الارتباك بعد هدف إيبار المفاجىء، الذي ألمح مجددًا إلى الأزمات الدفاعية التي يعانيها برشلونة، خاصةً في الرواق الأيمن، حيث نجح إينوي في تسجيل هدفين بذات الطريقة، عندما سنحت له الفرصة خاليًا من الرقابة داخل منطقة جزاء البرسا من الجهة اليمنى، سواءً في ظل وجود سيرجي روبيرتو بها في الشوط الأول، أو أندريه جوميز في الشوط الثاني. أبدع لاعبو برشلونة في إضاعة الفرص السهلة خلال الشوط الأول، خاصةً لويس سواريز الذي فشل في التعامل مع انفرادين، ليطيح بالكرة خارج المرمى بغرابة شديدة في المرة الأولى، ويتصدى الحارس المتألق لإيبار، يويل رودريجيز، للثانية. برع نجوم البرسا أيضًا - على غير العادة - في التمريرات المقطوعة، وبدا تعجل تصحيح الوضع مؤثرًا بالسلب على أداء الفريق حتى نهاية الشوط الأول. ظهر ذلك أيضًا من خلال وقوع سواريز في مصيدة التسلل أكثر من مرة، بينما نجح لاعبو إيبار في تطبيق الدفاع المتقدم، وإن كان سوء حظ لاعبي برشلونة قد ساعدهم في بعض الأوقات، حيث شكلت الكرات الطولية التي أُرسلت خلف الدفاع خطورة كبيرة على مرمى الفريق الزائر. انتفاضة على غير المتوقع، انعكس هدف إينوي الثاني سلبًا على فريقه، إذ انتفض لاعبو برشلونة بعد اهتزاز شباكهم للمرة الثانية، وكأنما تناسوا تمامًا أمر الليجا، وفطنوا إلى أنهم في طريقهم لتذوق أول هزيمة في تاريخ الفريق على يد إيبار، خصوصًا في قلب العرين الكتالوني، وهو ما بدا واضحًا في الطوفان الهجومي للبرسا بعد ذلك، والذي أسفر عن 3 أهداف خلال 12 دقيقة فقط. بدا إنييستا الأكثر هدوءًا وثباتًا بين لاعبي البرسا - ربما بحكم الخبرة الطويلة - وكذلك ظهر نيمار بمستوى قوي وبروح قتالية عالية، وهو ما لم يكن عليه حال لويس سواريز، الذي أهدر المزيد من الفرص السهلة، لكنه حفظ ماء وجهه بتسجيل هدف التعديل لفريقه، بعد تمريرة رأسية من زميله البديل، باكو ألكاسير. انتصار بطعم اللاشيء لم تكن مباراة إيبار بمعزل عن الموسم الأخير لإنريكي مع البرسا، بل بدت نموذجًا لهذا الموسم بإيجابياته وسلبياته، حيث ظهر الهجوم الكتالوني مرعبًا - كالعادة - بفضل الثلاثي اللاتيني "M.S.N"، رغم ضياع العديد من الفرص، بينما بدا الدفاع في حالة يُرثى لها كما كان طول الشهور الماضية، خاصةً في ظل غياب بيكيه وماسكيرانو، وهو ما أدّى بالتراكم إلى هذه النتيجة في نهاية الموسم.. انتصار بطعم اللاشيء.