سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الترابي : العسكر يتمسكن حتي يتمكن وإذا تمكن تفرعن.. \"مبارك قال لرئيس أثيوبيا بعد حادث أديس ابابا..الترابي يريد أن يقتلني\"..جون قرنق كان يأتيه السلاح من الغرب ومن مصر
حسن عبد الله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان تلك الشخصية المثيرة للجدل كمفكر أولاً وكسياسي في الحكم او معارض خارج الحكم ثانياً ، زار مصر مؤخرا بعد ثورة 25يناير، وعقد العديد من الفعاليات السياسية والمناقشات والحوارات الجادة والمثمرة . والحقيقة أن زيارة الترابي ما كانت ستكون كاملة إلا بعد لقاءه بنظرائه من الإسلاميين أصحاب التجارب العملية والمعاناة والصدام مع السلطة قرابة السبعين عاما الماضية ، لقد كان الترتيب للقاء الترابي مع قادة العمل الإسلامي وقاداته وشبابه ليس بالامر السهل ، فالجميع يراقب هذا اللقاء عن قرب. وعندما طرحت الفكرة علي د/ كمال حبيب رحب بها مباشرة ، وسهل لي طرق الوصول للرجل لما له من أتصالات وعلاقات ، الحقيقة قابلتنا بعض المحاذير فالرجل ليس عليه إجماع من الإسلاميين فالبعض يراه مفكرا إصلاحياً مستنيراً والبعض الأخر يراه قريبا من العلمانية ، والبقية تراه خارجاً عن الإسلام لما تتسم به (افكاره علي حد قولهم )بالإنحرف العقائدي وخاصة في مجال علم أصول الفقه والذي يراه علماً تقليدياً ينبغي ان يحدث فيه تطوير وتجديد . كانت هذه هي ابرز المشكلات التي واجهتنا عند الإعداد للقاء الرجل ولكننا تغلبنا عليها يفضل وعي قادة العمل الإسلامي النابهين الذين قدموا الحوار والتواصل علي الخلاف إذا كان موجودا ، هذا فضلاً علي انه ضيف وصاحب تجربة مثيرة وهامة في السودان تستوجب علينا الجلوس والإستماع إليه . فهو في الأساس في وطنه الثاني مصر ، وكما داعبنا كثيراً بمقولته (مصر والسودان حته واحد) ، (وانا وانتم أرباب سجون ومعتقلات) ، افتتح الترابي الحوار بابتسامته المعهودة ومداعباته مع الجالسين نحوه وأستطراد الرجل وتحدث وكان حديثا ممتعا وصادقا وصادما في نفس الوقت واستغرق حتي الساعات الأولي من الفجر وهو ما دعاه إلي القول ضاحكاً معنا قمنا معا الليل يا إخوان : وكان ثمرة اللقاء مع الدكتور الترابي هذا الحديث الذي أداره د/ كمال حبيب رئيس القسم السياسيي " بمحيط " ورئيس حزب السلامة والتنمية نحت التأسيس ، وحضر اللقاء من الجانب المصري م/ صلاح هاشم مؤسس الجماعة الإيسلامية والأب الروحي لها ويعد هذا اللقاء اول ظهور إعلامي له بعد الثورة . م/ صلاح صالح الإستشاري الهندسي الكبيير ورئيس جمعية العمل حق والمهتم بشأن الوطني الشيخ / علي الديناري امير الجماعة بالمنيا الشيخ / محمد علي شيخ السلفيين في أمبابة الشيخ / بدر محمد شيخ السلفيين في أمبامة م/ خالد عبد السلام السلامة والتنمية م/ عماد سعد السلامة والتمية م/ وليد مصطفي من التيار القطبي م/ أحمد مصطفي من التيار القطبي الشيخ / محمد القاضي داعية مستقل المحامي / أحمد أسماعيل السلامة والتنمية المحامي / ممدوح الشويحي عضونقابة المحامين للحقوق الإنسان والعديد من شباب الحركة الإسلامية ونشطائها ، هذا بالإضافة إلي الجانب السوداني والذي يضم مساعده، الشيخ إبراهيم السنوسى ، وكمال عمر الأمين السياسي للحزب، والمهندس على شمار عضو الأمانة العامة ،والدكتورة نجوى عبد اللطيف أمينة المرأة، والدكتورة ثريا يوسف عضوة الأمانة العامة، بالإضافة إلى المحبوب عبد السلام وعوض بابكر. وإلي تفاصيل كلمة د/ حسن الترابي والمناقشات التي دارت حول محاضرته الاستثنائية : البداية د كمال حبيب : في البداية نرحب بد / حسن الترابي في مصر لأول مرة بعد الثورة ، تلك الثورة التي رفعت عن مصر الإصر والأغلال ، وأزاحت الطاغوت وجنوده ، وإذا أزيح الطاغوت فلا طاغوت ولا فرعون بعده كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ( إذا ذهب كسري فلا كسري بعده ) تلك جلسة خاصة مع البيت من الداخل ، فالحضور الكريم يمثلون تيارات إسلامية متعددة رغبت أن تلتقي مع د/ الترابي ، لتسمع منه وتتحاور معه أيضاً ، وجها لوجه بدون بعد جغرافي وبدون مصائد إعلامية. ونرحب به أيضا في مؤسسة أريبيا إن فورم ، إحدي أهم مؤسسات نظم المعلومات في مصر والعالم العربي ، وأيضاً في القسم السياسي بشبكة الإعلام العربيي "محيط " وهوموقع من أهم المواقع الإخبارية ، ثم مع قادة حزب السلامة والتنيمة والناشطين من شبابه وشيوخه ، وجميع الإخوة الإسلاميين في مصر بكافة أطيافهم والذين يرحبون بالدكتور حسن الترابي . كما يسر شركة أرابيا أنفورم أن تقدم هدية متواضعة لدكتور حسن الترابي وهي بيبلوجرافيا جامعة لكل ما كتب عن د/ حسن الترابي في عام 2010سواء في الصحافة العربية وكذلك ما نشر علي الفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية . وأترك الكلمة الأن للدكتور الترابي فليتفضل مشكوراً : الشيخ الدكتور حسن الترابي : بداية أثبت دائما الوحدانية لله تعالي ونذكر الله بسم الله قاصدين الأمر لله ، فالحمد الله رب العالمين ، الآن لنا سلف في عهدنا وهو سلف صالح ، السودان ما دخل فيه الإسلام إلا فاتحاً ، دخل عليه العرب ، العرب بكل ثقافتهم وألوانهم ، جاء العرب بكل أعرافهم وعاداتهم وتفاليدهم ، الدين كان هويتهم ، فيما بعد دخلت عليهم الطرق الصوفية ، والقرانية وكان هناك فقهاء ، وحتي أكون صريحا ، كانو أعراق ، وعندما دخل البريطانيون السودان كانو يكرهونهم ، كانوا يحكمون مثل الموظفين ، وكان البريطانيون يستخدمون القاضي الشرعي وعندما لا يسمع كلامهم يقبضون عليه ويذهبون به إلي بلد أخر ، يضربون به الأطراف . كان السودانيون يهتمون بالفن والأعمال اليدوية فضلا عن الرياضة والحساب ، لكن الطامة الكبري التي قامت بها ثورة في السودان كانت هي ثورة المهدي ، ان الإنجليز بعدها أولاد كثيرين أخذوهم إلي الكنائس كاثوليكية وغيرها ،لقد تعلموا اللغة والشعر والادب والمعلقات بكل الدرجات والمنظومات ، وتعلموا هناك أيضاً اللغات الأخري. كان كثير من الناس رغم درجاتهم العلمية بعيدين كل البعد عن الدين ، وعندما يبلغ أرذل العمر يتدين ويبحث عن بعض المسائل الفقهية وتكون في الأساس ثقافته غربية ، يغشاها شئ من التدين، شخصية غير حقيقية ، يكون في الحقيقة بشخصيتين ، والبعض الآخر كان يحصل علي درجات علمية ويقال عنها الدكتوراة ويمد فيها قليلأ ،دكتوراه ، وكان هذا شرف عظيم لمن يحصل علي هذه الدرجة سواء من جامعات عربية او أجنبية . قديماً كان يقال العلامة والفهامة والشيخ والحبر ، هذا كان قديماً حتي جامعتنا الإسلامية ،غيرت هذه المصطلحات وكانت عندما تضيق منظومتنا اللغوية تنطلق اللغات الأجنبية ، ومعاني اللغات الأخري تتقدم وتدخل علي اللسان العربي المبين . عندما يكون هناك منطقة ضعف تأتي الرياح عليها ، وأدخلونا إلي كليات وكانو يدرسون كل اللغات إلا اللغة العربية ، وصل التبشير في السودان إلي ذروته وولو في الخرطوم كبيرهم حاكما علينا ، وقتله المجاهدون ،والحقيقة كسائر المسلمون اليوم يجاهدون بصدق وإخلاص ،ولكن لا يعرفون شيئا عن الحكم ، الكتب ما فيها شيء عن الحكم ، الكتب تتكلم عن الفقه والطهارة والعبادات والمعاملات ، لا عن أقتصاد العامة وإدارة حياتهم ، ولا يعلمون شيء عن كثير من الحياة العامة ، وكان شعار المجاهدين جادلوهم أو قاتلوهم . حكم العسكر وأقام العسكر بعد ما حكم السودان مرة أخري ، وحدثت محاذير كان السودان يقتل بعضه بعضا ، لقد وجدنا في الجامعة نمطين نمط يكرة الإنجليز ويكرة الغرب ، ويميل إلي كل من يكره الغرب وأصبح عدو عدونا هو صديقنا ، ونمط يحب الغرب وهنا برز ليبراليون غربيون يريدون نمط معينا من الزي والأخلاق ، كانو يستغربون من لباس السودان يقولون (مالك تلبس هكذا) ، يريدون بدلة كاملة علي النمط الغربي ، لقد جمعنا في الحركة الإسلامية أناس كبار ، وعادة الكبار أن لا يحترمون الصغار ، وكان في دينهم ضعف . لقد بدانا في الجامعة بحركة الإسلام ، وجميع الأحزاب الإخري كانت علي أساس من الدين ومن المهدية أيضا نشأ حزب قوي ، والغريب ان القادة ليسو من الإسلام في شيئ ، الإسلام ينتهي عندما يضمن لهم ولاء كل الأتباع والقواعد ، وبعد ذلك الدين ينقطع تماماً . الحزب الإتحادي غالباً كان ذا نمط غربي ، ولقد حاولنا مع أولاد الشيوخ ، والساسة والأغنياء الإبقاء علي نمط السودان القومي، وعندما جاء البرتغاليون والنمساويون وغيرهم عرفت غاياتهم وتصوراتهم ، ووقفت كل التيارات ضد هؤلاء المغامرين الأجانب ، القادرية والنقشبندية والأحمدية وتم تجميع كل القبائل جنوب وشمال كل الناس للجهاد في سبيل الله في مواجهة هؤلاء المغامرين كان لا يصرف لك زياً ولا سلاحاً ، لو أردت سلاحاً فعالاً اضرب بحربتك الكافر وخذ منه البندقية لتقاتل بها . المسلمون ما عرفو يحكمون ما عرفوا كيف يبنون ، يعرفونه فقط يهدمون الباطل ، لذلك ما عرفوا كيف يحقون الحق ، مخلصون يتركون مليون شهيد ، لذلك لما آل إليهم الأمر ما عرفوا كيف يكون الأمر في سبيل الله . لقد حاولنا في بداية الامر حماية الشعب بالتدين ، كان عندنا قبائل من العرب من الجنوب ، هناك الأبيض و الأسود من الجنوب ومن الشمال ، وبما ان اللغة العربية لغة القرآن تم تدعيم العربية في السودان (حم عين سين قاف )، وكانت هناك حركة تحرير أسلامي في وجه التحدي الأكبر ، وحركة تحرر وطني شيوعية ، وروسيا ما كانت تحتمي في أحد حتي تستقيم البلد الموجودة بها بالشيوعية ثم حركة التحرير السوداني كانت من الشباب ومن الطلاب ومن الخريجين الجدد ، وعندما خرجنا من الجامعة كانت هناك حركة سرية لا بد من الخروج منها ، لقد قام السودان في هذه الاثناء وأستقل أو أوشك علي الإستقلال . وكانت التحرير وأقصد التحرير من الغرب ، والتبعية (لا ميدان تحرير مصر )، في تلك الايام كانت في مصر أيام منكرة ، قامت قيامة علي شيوخ دين وعلماء من الإخوان مثل عبد القادر عودة والشيخ محمد فرغلي ، محاكم عسكرية منكرة ، كانت ضربة قاسية في الحقيقة ، تأثر بها السودان. لقد كانت ضربة شديدة علي الحركة الإسلامية ، لقد كنا نقرأ كتب الإخوان المسلمين المودودي من باكستان ، مالك بن نبي من الجزائر ، وكذلك كتب أسلامية جديدة في التفاسير والسنن ، كانت ثقافتنا من كل الإتجاهات وكان هذا حالنا في السودان . كنا نعتقد أن " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " ، وتقلبت الحكومات بعد الأستقلال حكماً عسكرياً يتلوه حكما آخر، وكانوا يخشون من الإسلاميين ، وكنا نحن لا نخشي إلا الله ، لذلك في هذه الفترة كانت التقية هي نهجنا . ودفنا في الأرض وبعد ست سنوات توكلنا علي الله ، لقد كانت هنا مشكل في التحرر هل نحن مع مصر في كل الوادي ، دولة واحدة كمثل الحال منذ محمد علي ، كما احتل السودان كله . عندما ثرنا ضد عبود لانه كان طاغية كما هو معروف ، الشرطة كانت تضرب في المليان كانت الثورة داخل الجامعة وقتل واحد منا ، قبض علينا وقدمنا إلي القاضي ودخلت وقلت له تنحي هل سهل عليك ان تظلم اساتذه في الجامعة وطلاباً وهكذا ، وبعد ذلك أنظر إلي العواقب وما سوف يحدث خاف علي بلدك فخاف الرجل وفتح لنا الباب وخرجنا جميعاً ودخلنا عبرنا السور وإجتمعت الجماهيروالتف حولنا عدد هائل من البشر ، والذي مات صلينا عليه صلاة الغائب وأنطلقت الثورة المباركة . في هذه الأثناء رئينا لأول مرة عربات من الشرطة تحترق ، كان حركة صريحة وكان معنا أسماء معروفة وأسماء من الصوفية . كان جدي الأكبر فقيها كبيراً حسن عبد الله الترابي ، وكان مع المهدي ، لقد كتبنا ميثاقاً للأسلام بالأصول والإيمانيات ليصل بنا إلي الحكم ، كتبنا تصورا كاملاً وكيف الحكم إلي المعاش وكيف المعاش كما ينبغي أن يكون ، إلي المجتمع والأسرة إلي القبيلة وإلي أي مدي يصبح الامر عصبية ودكتاتورية ، والفنون والرياضة ، وكيف يكون ذلك عبادة إلي الله . الصوفية وأنصار السنة في هذه الأثناء بعد كتابة الميثاق ، كانت انصار السنة موجودة وكان بينها وبين الصوفية عداء شديد ، كانو يرون الصوفية عندهم إشراك بالله سبحانة وتعالي ، أولياء وقباب ، كانوا يقولون الحي القيوم ، وكنا نقول لهم ما معني الحي القيوم ، ويطوفون ويقولون ما لا يعلمون ، يطوفون ويتمايلون . كانت أنصار السنة يحتدون عليهم وكنا نحن بين هؤلاء وهؤلاء ، كنا لا نسميهم صوفية نطلق عليهم الذاكرين الله والذاكرات ونقول هذا للصوفية القادرية ، وانصار السنة نقول لهم انهم من انصار الله وكانوا علماء تقليديين . في المجال الذي كنا نعمل فيه كانوا لا يعرفون الحكم والسياسية وجملة الاقتصاد وأسمينا ذلك جبهة الميثاق الإسلامي ، وكنا نخفي اسمنا من تحت الإسم الحقيقي ، بعد ذلك انقلب علينا الشيوعيون كنا في المجلس النيابي زمرة وقام الشيوعيون وقالوا كلمة خبيثة ، وكانوا يحاولون الوقيعة كان ذلك حوالي 1964و1965وكنا نحاول أن نقول كلمة الحق. وأذكر ان عبود عندما قامت عليه الثورة دعانا نحن قبل ان يلتقي باي أحد ، وقال انه امره رئيس الوزراء ، ان يلتقي بكثير من الإئتلافات، وأنا رجل مهندس عسكري ليس لي شأن بالسياسة أمرني أمرا فأتمرت . كانوا يصفرون لعبود ، عاش عبود وهكذا الشعوب عاش فرعون مات فرعون حاكموا فرعون ، غالب الناس هكذا ، واستمرالأمربعد ذلك حينا من الدهر ، وحل الحزب بعد ذلك قيل عنه انه خان الديمقراطية ، وقام الجيش بانقلاب عسكري وتم إيداعنا السجون. وكان رئيس النظام زميلاً لي في الدراسة وهو جعفر النميري وبعد حين أدرك انه لابد ان يصالح الناس ويتعامل معهم ، وبعد ان اودعونا السجون وضعوا هم فيها العسكر وزمرتهم ، عاداتهم وتقاليدهم هكذا . هم يحلقون رأسك ليس طهارة ولكن حتي لا تفكر ، الذي تحتك تأمره وتنهيه والذي فوقك يناديك فتقف انتباه ، تدور يمينا تدور معه وشمالاً تدور معه ومعروف طريقة العسكر . والنميري جاءته نزعة أسلامية تاب وصالحنا جميعا كل الإحزاب ، وبدأت أجوب السودان وأسير بكلمة الله والحمد الله وعملنا منظمة اجتماعية ورفاق النهضة ونشرنا دعوة الإسلام في الأرض وجبنا الارض طولاً وعرضا. كنت اتكلم مع الناس عن الصلاة أعرف ان الفقهاء كانوا يتكلمون مع الناس عن رفع اليدين في الصلاة إلي أذنيك ، وكنت أتحدث معهم عن ماوراء الصلاة وان الله خارج أطار الزمان والمكان . ويجب ان يكون العالم الإسلامي واحد والكل يعمل علي الوحدة ، والعالم الإسلامي وحدة واحدة ، فإذا رفعتم أيديكم إلي الله يعني تستسلمون إلي الله الواحد الأحد أسلم نفسك لله لا للغرب ولا لشرق ، وكنا نتكلم معهم علي الصيام والحج والصفا والمروة وهذا ما حدث بالضبط في السنين الغابرة . المؤتمر الشعبي نحن الآن نسمي المؤتمر الشعبي فينا جنوبيون ومسيحيون كل الجنوب عقدنا معه معاهدة وعلاقات وهناك أحزاب شمالية مثل حزب الأمة وغيرها من الاحزاب ، سمحوا لنا بعمل مدارس وجامعة أسلامية بزكاتهم واوقافهم وكثير منهم في نفوسهم شيئ من حب الإسلام ، وكثير منهم حزين لأنهم انفصلوا عن السودان . لكن الغربيين يتحركون تحركا شديدا لقد دخلنا في منطقة ليس بها إسلام وأقمنا فيها الدعوة الإسلامية ، لقد دخل التبشير في بعض الأماكن ونصروا جميع من فيها ولكن مازالوا يصومون ويختنون النساء ويمشون إلي الكنيسة ودخلنا عليهم وقلنا لهم لا تسمي نفسك محمد وابقي علي أسمك الأصلي كما هو . وكان بعضهم يقول لنا النصرانية فرضت علينا نحن المسلمين فرضاً ، الجنوب الان يتكلم اللغة العربية ، المثقفون هم فقط من يتكلمون اللغة الإنجليزية ، ولا يجعلوها اللغة الرسمية لقد عربنا الجنوب والقبائل الان تتكلم اللغة العربية بعضهم مع بعض . أما النيل بعد انفصال الجنوب ما بقي عندنا ، أوغندا وكنيا يتحكمان فيه ، وهذا خطر علينا كبير و إسرائيل متواجدة أيضا ، جميع الامة الغربية عندنا في السودان عشرات الجنسيات موجودة عندنا في السودان . علي سبيل المثال السفير البريطاني يقول ان حكومة البشير عندها ثمانية وزراء عندهم الجنسية البريطانية ، لقد طرد البشير أكثر من خمس عشر الف من الجيش والشرطة والوظائف الحكومية ، وقال لهم أنابيب البترول عندنا ، صحيح اغلب البترول عندكم ولكن مفاتيحة عندنا في الشمال وسوف ندفعكم ثمن البرميل 36 دولاراً وعرضت شركات دفع كل هذه التكاليف لقفل هذه الأنابيب ، واخذ حق أمداده إلي هناك . العسكر يتمسكن حتي يتمكن وأذا تمكن تفرعن ، تعرفون حزب البعث في سوريا ،الذي أتي بحزب البعث هناك مشيل عفلق وبعد ذلك هرب هرب من العسكر وهو الذي وضع المبادئ. اما في روسيا فستالين قتل كل مفكري الشيوعية ، في السودان الذي خلف المهدية العلماء افتوا بشيء لصالح العسكر وإذا خالفوا أمرهم قالوا طوبوهم أي ضعوا الطوب عليهم . وفي القديم خالد بن الوليد لما فتح شرقا وغربا وخوف الروم قالوا له يكفيك هذا يا خالد،لأنه بدا في نفسه شيء من الحكم والسلطة ، كذلك في باكستان كان حكم العسكر لا ينفذ حكم الشريعة علي الإطلاق ، من أول يوم حكموا فيه البلاد في السودان ، وكنت صديق بعضهم . كذلك في إيران كان الشاه طاغية جبار ، لذلك قال الله للنبي صلي الله عليه وسلم " وما أنت عليهم بجبار" وقوله تعالي " فذكر فإنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " ، وما كان للنبي أن يغل ، (ما يأكل المال) ، ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة . كانت العسكرية أيام النبي صلي الله عليه وسلم بالشورى ، وكان ينزل علي رأي الشورى ، قرار الإستراتيجية العسكرية الإسلامية بالشورى ، عندما قام حكم العسكر عندنا قام علي أساس الدولة المدنية ، ويرونها لا دينية ، رغم وجود الدولة المدنية في المدينة ونعرف لماذا ينادون بها في هذا المطاف . الحكم الفيدرالي كانت الدولة المدنية في المدينة دولة بها يهود وكان يقولون علي النبي صلي لله عليه وسلم هو أذن ، ويرد الله " قل أذن خيرا لكم ، يؤمن بالله" ويبين دين الله ، الرسول من المدينة الصغيرة حكم العالم وقال لليهود لكم دينكم ولي دين لكم محاكمكم وتعاليمكم ، وكان هناك الفرس والروم وكانت هذه العلاقات الخارجية كان هناك المركز الذي يحكم ويشاور. أما في السودان ، كان حكم فدرالي ، ونحن نختار القائد عن طريق الانتخابات ، كان القرآن يقول أطيعوا الله والرسول وأولوا الأمر منكم" وليس عنكم ، " وإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول " ، وهكذا الأمر ، لذلك الإجماع حاكم هو الذي أتي بك ويحكمك . حكم الإجماع ملزم لدي المسلمين ، القرآن موجود ، مع اللغة ، ولابد من معرفة معني الكلمة لماذا قدمت القاف هنا وأخرت الهمزة هناك ، معني الجملة في السياق ، العرف وأوضاعه علي سبيل المثال معني الاستصحاب فهو نمط في التفكير ، لذلك حكم الإجماع ملزم للمسلمين جميعا ، والعرف نوع من الأصول المتعارف عليها ، لذلك كان هناك من يري انه لا إجماع بعد عصر النبي ،خذ مثلاً حديث ( من بدل دينه فقتلوه) لا بد أن أفهم من اللغة العربية معني الدين والقتل لكي أفهم معني التشريع في حالة الردة والقتل . لذلك وقعت بيننا وبين هؤلاء العسكر فتن وخشينا ان يقال ان هذا هو نموذج الإسلام ، وبعد ذلك قلنا للبشير وتصالحنا مثل الحديبية ، صلح الحديبية كان فيها ظلم ولكن كان للرسول شيئ آخر لا بد ان ننتبه له وهو يعلم انه لو اسكت قريش سوف تعلم العرب ما هو موقف الإسلام . رد أحد المسلمين ورد أبو بصير واحدثو حرب العصابات وقطعو الطريق علي قريش ،فنحن قلنا له لا تخون العقود لا تقسم علي الدستور وتخونه لانه لا يخان عهد مع الله ولا مع الزوجة ولا علي الحاكم ولا علي المحكوم . فاختلفنا علي أصول بنية الدولة الإسلا مية ، لا يصلح ان نرفع راية الإسلام ونقول الإسلام ونحن نخالفه ، لا توجد شوري لا توجد أخلاق الإسلام ، لا ينفع ان نقول ذلك ولا توجد شوري ولا منافع للإسلام . النميري عندما طبق الشريعة كسر كل البارات وحرم الخمر ، ولكن هولا فقالت له ابدأ بنفسك الشريعة جاءت من علي ، ولا تأكل المال العام ، وطردني بعض الأسابيع وقامت الدنيا عليه ، ورجعت بعد ذلك ، واختلفنا معه وأشبعنا سجنا ، ونفعنا السجن كثيراً ، تعرفون ان سجن النميري العسكري امر غريب ، كنت نحيلا جدا وكنت أقرأ كثيرا حتي خرجت ، كنت اقرأكتبا كثيرة ، جاء واحد جنوبي وسكن معي في المبيت وكان يدافع عنا يقول هؤلاء القوم لا يعرفون الناس بجنوبي واسود وأحمر ولكن يعرفون الناس بعمله . وكان يحضر لي كتب من كل اللغات عن طريق مدير الأمن ، وقالوا له انه يحضر كتب ضد الأمن القومي السوداني ، وجاءوا يوماً بتفسير القرطبي الجزء السابع عشر وقالوا ان هذا الجزء خطر لان به سورة ضد الامن القومي سورة الأنبياء خطرة . قلت لهم ما تخافوا الله تخافون الضباط الاعلي منكم فقط ، يامرون بالذي أمر به القائد ، الحاكم لا حصانة له ، كل حكام العالم هكذا ، حكامنا فوق المحاكم ، وفعل الغرب الأفاعيل بي ويري العرب الصور علي أعين ومراي من العالم . وجاؤا بالجنجويد وهم ملشيات من العسكر ، اغتصبوا النساء وفعلوا الأفاعيل ، ويوزعون النساء بعضهم علي بعض لتنتج منها لا لتتزوج ، واللجنة التي حققت في السودان جاءت بهذه الحقائق ، والأمم المتحدة ذكرت هذه الحقائق أيضاً لجنة أوكامبوا هذه، وتم التحقيق مع الجميع . وقالوا إن الرئيس قال لا نريد أسيراولا جريحا ، أقتلوهم جميعاً ، وقالوا في دارفور أنتم أعطيتم الجنوب ، قدرا من الحكم والمركزية فلما لا تعطوننا نحن ذلك الامر ، والقتال حتي الآن مستمر. وقلنا في هذه الفترة كلمة الحق وعقدت لنا المحاكمات العسكرية والقاضي من غير بينات يحكم ، ويحكم بالجملة خمسة أعوام خمس عشر عاماًًَ ، وأي شيئ يصنع في هذا الوقت . أخواني الكرام هكذا كان حالنا ولا يخفي علي أحد ، وأعتذر للإطالة . أسئلة الترابي وتلقي د . كمال حبيب الكلمة وبدأت المناقشات والأسئلة: فسأل أحد الحضور د/ الترابي هل هناك في السودان جيوش أجنبية ؟ نعم ، السودان أكبر دولة في العالم بها جيوش اجنبية ، كل الجيوش عندنا ، من بنجلادش وأمريكا اللاتينية والهند وجنوب أفريقيا ، الامريكان يتنزهون ،الهوتو والتوتسي ، والأنجلوفون . وماذاعن جون جا رنج وسلاحه ؟ كان ياتيه من الغرب ومن مصر وكان عنده مكتب هنا في مصر . ما هو العمل لمستقبل السودان ؟ الحرية والانتخاب والدولة اللامركزية ، لاننا عندنا أسلاميون ومسيحيون وقبائل واختلاف أعراق . وما هو سب مشكلة دارفور ؟ أولا السودان ليس بقومية واحدة. الآخرون رأونا سود الوجوه فسمونا سودان، جمعوا اسم السواد فقط. وضمنا هكذا الاستعمار بحدود علاقاته الإستراتيجية في أفريقيا فقط، فنحن مبتلون بهذا التباين أن نتواصل وننشئ شيئا غنيا بكل هذه العطاءات والمساهمات فيه أو تحدث فينا الفتن . دارفور هذه كانت دولة مستقلة منذ مئات السنين، أشد استقلالا وأثرا في العالم من بقية السودان، وتمتلك كل مقومات الإستقلال ، كانت لها علاقات دولية وكان لها كيان. والإنجليز فقط استولوا عليها لا مع الاستيلاء على السودان ولكن في السنة 16 من القرن الماضي لأنها ذات علاقات وهموم دولية، هم كانوا مع العثمانيين في الحرب الأولى مع الألمان، يعني انعطافها مع المسلمين. فغزوها وضموها، وليعاقبوها تركوها هكذا يعني، لم يصلوها بوسائل الاتصال والطرق لها وتلك هي المشكلة . وماذا عن السجن ؟ سجنت ما يقرب من أثني عشر عاما متفرقة ، اخرها أثني عشر شهرا ، زوجتي سجنت في عهد النميري وابني الأكبر كذلك ، وندخل السجن كأن لم نخرج ابدا ، ولا نضيع الوقت نقرأ القران ونصلي ونقرأ الكتب ، وإذا خرجت من السجن كأني لم أسجن أبدا . ما هو حال المؤسسة الدينية ؟ دائما المؤسسة الدينية تابعة للدولة يدور العلماء خلف الساسة، وليس الساسة خلف العلماء ، يفتونهم بما يريدون ، ، ارادو الحصول علي أموال من الصين بالربا ، فهذا حرام أما عندما أستفتوا رجال الدين قالوا لهم هذا الضرورة وتقدر بقدرها ، ويرجع الأمر للوزير المالية ليقدر ذلك ، فقلت لهم الضرورة هذه تموت إذا ما أكلت خنزير ، او واحد قال لي تكفر بمحمد او تقتل أقول أكفر بمحمد حتي أمرر الموقف وأهرب منه ، أما الأموال مش كفايه أخذ بربا وأقول ضرورة ، فهذا حرام . كبف كانت علاقتك بمصر ومبارك ؟ الحقيقة كنا ممنوعين ايام حسني مبارك ، وجا واحد من عندنا اسمة علي عثمان غير علي عثمان طه ، وتحاور معنا علي موضوع مصر ، والغريب ان حسني مبارك بعد حادث أديس اباب اتهمني وهو يعلم انني بريء ، من هذه المحاولة قال لرئيس الجمهوريه عندما رجع بسيارته إلي المطار ، الترابي عاوز يقتلني ، ورأي الناس ما حدث . وكنت لا أعلم بما حدث جاء علي عثمان وآخر في السلطة الأن ، وأنا في الغالب لا أحب أن أذكر أسماء ، هناك اثنين من مصر نفذوا الحادث ، وقالوا عندنا نقتلهم ، ورردت فورا من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وحسبه جهنم ، لماذا اقتلهم حرام ، انت دربتهم وسلحتهم وفعلوا فعلتهم هذه بدون أذن منك لكن لا تغدر بهم ، وعوقبنا معافبات دولية بسبب قضية حسني مبارك وطالبت أمريكا تسليم ناس ، هناك وزير سوداني زار مصر برسالة من البشير ، فقال مبارك لا أقابله كان اسمه مصطفي أسماعيل ، ظنا منه أنه علي عثمان وعندما قابله مبارك قال له معلش كنت أقصد قتال القتله ده علي عثمان وليس انت ، وكنت عندما أقابل احد من الناس يقول انت حاولت قتل حسنس مبارك ، أضحك واقول ما حاولت ولا قاتلت ، هم من مصر ولكن ما عاونتهم ولو أتوا إلي كنت أناصحهم واتحدث معهم ، كنت أقول لهم السادات قتل ماذا حدث . لماذا الهجوم علي الترابي حتي الأن ؟ الهجوم علي الترابي أما من الأمن الغربي ، أو من الأمن السوداني ، لان عندي علاقات بكل الإتجهات ، معظم الإعلاميين العربي لا يجهدون أنفسهم بلقائي والحديث معي ، وينقلون عن الإعلام الغربي تصوراتهم . محيط