أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة الكاتب الصحافى مكرم محمد أحمد، تقريره الأول بشأن تجاوزات الأعمال الدرامية وبرامج رمضان في الفترة من 27 مايو/آيار حتى 6 يونيو/ حزيران الجاري. وجاء في التقرير، أنه بانتهاء الثلث الأول من شهر رمضان، بدأت ملامح سباق الدراما الرمضاني على الفضائيات المصرية الخاصة تتضح نوعا ما، وأصبح من الممكن التمييز بين بعض الأعمال القليلة الهادفة، التي التزمت بقواعد الآداب العامة نسبيا، وكثير من الأعمال التي اعتمدت أساسا على الابتذال اللفظي والمشاهد الجريئة والإسقاطات السياسية، دون الاهتمام بالمضمون ولا بالرسالة الحقيقية التى تريد تقديمها، وقد تم رصد تجاوزات عديدة احتوت عليها المسلسلات والبرامج والإعلانات وجاء أبرزها كالتالي: أولا – المسلسلات رصد المجلس كما هائلا من التجاوزات اللفظية والشتائم والسباب الذي وصل لدرجات غير مسبوقة من الفجاجة والوقاحة، والخوض حتى في أعراض الأمهات، وانطبق هذا على مسلسلات مثل: «خلصانة بشياكة».. جيث ورد على لسان أحمد مكي ألفاظا مثل: (المرا دي – هطنط عليكوا – يا ولاد الكلب – النسوان الشمال – عيل بايظ – هخزوقك – وحياة أمك – أنا عايز واحدة تكون بسوليفانتها – عنتيل أمك)، وشيكو: (ما أقدرش أنسى ريحة أمك – هظبط أمك – انت مقضيها مع أختي – هنعمل معاهم الكوكو). وفي مسلسل «ريح المدام».. جاء على لسان أحمد فهمي: (الوساخة اللي في دماغك – جايين نشقط بنات – يلعن ميتين أمك – ولاد صايعة). وفي مسلسل «الحرباية» على لسان هيفاء وهبي: (بنت كلب صايعة – فاجرة – أحلى حاجة في الدنيا شرب المخدرات). وفي «عفاريت عدلي علام».. قال عادل إمام: (بنت كلب – جاتك نيلة في تقل دم أمك – بيجاما فاجرة). كما رصد التقرير اعتماد بعض المسلسلات على الإيحاءات الجنسية الفجة في الحوار بين أبطال العمل، لدرجة أنه لا يكاد يخلو مشهد واحد منها، مع ارتباط العرض بإشارة +18.. وجاء ذلك في مسلسلات مثل: «ريح المدام».. (مشاهد عديدة لأحمد فهمي وهو يخون زوجته، وعندما تحول إلى نصف أنثى وتحرش به أحد الرجال، ومشهد ذو حوار فج له مع أكرم حسني حول كيفية اصطياد الفأر). «الحرباية».. (مشهد لضابط البوليس وهو يهدد دينا وهيفاء وهبي، ويقول لزميله: شايف المزتين دول عايزك تروقهم وتسمعنى اللحن). «عفاريت عدلي علام».. (مشهد لعادل إمام وهالة صدقي في الفراش وهي تقول له: إنت بس إفرد لى طولك وملكش دعوة). «أرض جو»، و«هذا المساء»، و«الحلال»، و«خلصانة بشياكة».. (لا يكاد يخلو مشهد من إيحاء جنسي واضح). كما استعرض التقرير كذلك، تعمد عرض كثير من المشاهد المنافية للآداب، مثل مشاهد غرف النوم الفجة، ومشاهد التحرش الجنسي، أو مشاهد لنساء تراود الرجال عن نفسها، وارتداء ملابس مكشوفة.. مثل: مسلسل «خلصانة بشياكة».. (مشاهد فجة لتحرش الرجال ببعضهم بعد انتهاء مخزون زيت الكافور لديهم، ومشهد لبيومي فؤاد وانتصار بروب الاستحمام) مسلسل «الزيبق».. (مشهد مخل بين مصري يعمل في اليونان وعميلة مخابرات معادية في الفراش). مسلسل «لأعلى سعر».. (مشاهد خيانة زوجية بين زينة وأحمد فهمي في الفراش، ومشهد آخر لفرح وهي تقود أحمد مجدي لغرفة النوم بخلاعة). مسلسل «عفاريت عدلي علام».. (مشاهد بين عادل إمام وهالة صدقي في الفراش وهي تتودد له، ومشاهد لغادة عادل وهي تقترب من عادل إمام وتحتضنه وتحاول تقبيله). مسلسل «الحرباية».. (مشاهد كثيرة لدينا وهيفاء وهبي وهما ترتديان ملابس ضيقة ومكشوفة للغاية). وأوضح التقرير أيضا، أن بعض المسلسلات عرضت مشاهد تحوي دروسا مجانية في كيفية تناول المخدرات، كما في مسلسلي «خلصانة بشياكة» و«الحرباية»، وكيفية اختطاف حافلة مدرسية، كما في مسلسل لمعي القط، ولجوء الفتيات الساقطات لطرق الغش الطبي للعودة لبكارتهن مرة أخرى، كما في مسلسل «الحرباية»، وطرق التشاجر بالأسلحة واستخدام العنف لحل أي خلاف، كما في مسلسل خلصانة بشياكة، وطريقة سرقة الملفات والصور الخاصة من الهواتف المحمولة التي يتم بيعها لابتزاز أصحابها، وكيفية الانضمام لداعش وشرح طرق التجارة بالبشر وبالأعضاء، وكيفية التحرش بالصغار مثل ما يحدث في مسلسل «غرابيب سود». وأشار التقرير، إلى وقوع البعض في أخطاء تاريخية وفنية، مثل: مسلسل «الجماعة» وعرض مشهد تقبيل مصطفى النحاس ليد الملك فاروق، وهو الأمر الذي نفاه تماما خبراء تأريخ هذه الفترة، وأن ذلك من شأنه تشويه شخصية هذا الزعيم الوفدي، ومسلسل «الزيبق» وعرض مشهد لسرقة التلفونات المحمولة، وهو عدم انتباه أنه عام 1998 لم تكن الهواتف المحمولة منتشرة لدرجة وجود لصوص متخصصين لها. وأخيرا، تضمن التقرير عددا من الإسقاطات السياسية في بعض الأعمال التي تم عرضها بطريقة مسيئة حسب التقرير، مثل: مسلسل «خلصانة بشياكة»، الذي عرض مشاهد لأحمد مكي (زعيم الرجال) الذي لا يستطيع قراءة خطابه بلغة سليمة، ويضطر للارتجال، الذي يعذب معارضيه، ويستخدم أساليب ملتوية للإيقاع بهم، وأيضا يسخر منهم بقوله (انتوا فاكريني ديمقراطي بجد ولا إيه)، وأخيرا الإساءة لصورة ضابط الشرطة المسؤول عن الكمين، الذي يسمح بعبور سيارة لشاب وشابة في حالة سكر وعربدة، ويستوقف سيارة بها عجوزان مريضان ويتهمهما بالانحلال، وأيضا يسمح بمرور سيارتي دفع رباعي لرجال مدججين بالسلاح ومعهم قتلى وجرحى حتى يلحق بموعد عشيقته. مسلسل «كلبش»، الذى يتعرض لفساد بعض رجال الشرطة ضباط وأمناء، ومسلسل «عفاريت عدلي علام»، الذى بدأ يتعرض لاستيلاء رجال الأعمال على أراضي الدولة بمساعدة ضباط كبار، وفساد بعض الصحافيين ونواب البرلمان الذين يستغلون الموظفين الصغار لكتابة كتبهم ومقالاتهم مقابل مبالغ زهيدة، وأيضا استعانة بعض رجال الأعمال بالسحرة لاستخراج الآثار وتهريبها مقابل مبالغ مالية كبيرة، هذا إلى جانب الفساد الإداري المتمثل في فساد وزير الثقافة ومدير دار الكتب اللذين يضطهدان الموظف المحترم ذا الضمير «عادل إمام». ورصد التقرير أيضا الإساءة لبعض المهن، مثل ما حدث في مسلسل «كلبش»، حيث وصف بطل العمل المحامين بأنهم يتم تأجيرهم ب «3 صاغ»، ما دفع بعض المحامين لتقديم بلاغ رسمي ضد العمل، وأيضا مسلسل «أرض جو»، إذ أهانت بطلته مهنة المضيفات الجويات، ووصفتهن بأنهن «بيشقطوا رجالة»، وتم تقديم عدة بلاغات رسمية ضد العمل أيضا. ثانيا – البرامج: كان لبرنامجي «رامز تحت الأرض» و«هاني هز الجبل» نصيب كبير من التجاوزات التي رصدها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لبرامج التسلية والفكاهة الرمضانية، بسبب ما يشتمل عليه البرنامجان من كم هائل من الشتائم والتجاوزات اللفظية الفجة من الضيوف بعد التعرض للمقلب، إلى جانب اتهام البعض لرامز جلال بالإساءة لسمعة مصر، بعدما عرض حلقات لنجوم عرب وعالميين، مثل الشاب خالد وشاروخان، وهما يظهران استياء شديدا وازدراء واضحا لرامز ومقلبه السخيف. ثالثا – الإعلانات: تم رصد عدد من التجاوزات في الإعلانات هذا العام، وتنوعت بين تجاوزات أخلاقية وتعدّ لحدود الآداب العامة، مثل إعلانات ملابس الإمبراطور وشرابات قطونيل، التي تحتوى على إيحاءات جنسية واضحة، إضافة إلى التحريض على العنف ضد الأطفال، وبين الأطفال وبعضهم، كما في إعلان «فودافون». وتضمنت الملاحظات التي سجلها المجلس على الإعلانات أيضا، الإساءة لسمعة مصر، كما في إعلان بيت الزكاة، الذي قامت ببطولته دلال عبد العزيز، إضافة إلى إعلانات مبتذلة ومقرفة، مثل إعلانات أجهزة تكييف فريش، التي خرجت عن سياق الجذب الجماهيري تماما. «القدس العربي»