بإتقان ومهارة عالية في "نهارات" رمضان، وجدته "يرص" الفاكهة بصورة ملفتة لكل المارين من أمام مكانه القابع بسوق أم درمان الشهداء، ولم تمنع حرارة الجو الملتهبة عبده دفع الله من "مبايعة" الزبائن الوافدين إليه, وأطفأ أسئلتي الظمأى في أريحية ومرح. الشاب عبده دفع الله الذي يعمل "فكهاني" منذ خمس سنوات بهذا السوق العتيق عندما بادرته بحال السوق في رمضان والقوة الشرائية، قال إن هذا أسوأ رمضان يمر عليه كتاجر وأحسن منه بقية الشهور الأخرى، فالناس بسبب غلاء الأسعار تحولوا إلى متفرجين "يعني الواحد يجي يعاين ويسألك دا بكم؟ يعطشك من كثرة السؤال وبعدين يمشي لحال سبيله". ويمضي عبده قائلا: زمان الناس بتحرص في رمضان على تناول الفواكه طلبا للطاقة التي يستعينون بها لصيام شهر رمضان، أما الآن وبسبب هذا "النشاف" والغلاء الغريب في كل السلع الاستهلاكية اتجه الناس إلى "الحلو مر" البقى مر بسبب غلاء السكر المعبأ في الأكياس الصغيرة. وأضاف الفكهاني عبده إن الناس اتجهت في هذه الأيام إلى شراء "العجور" الذي يكثر استهلاكه في "سلطة الروب" وهو متيسر من حيث السعر وفي متناول الجميع. وكشف عبده عن أن أسعار الفواكه التي يتم استجلابها من السوق المركزي تختلف من صنف لآخر: دستة المانجو مثلا سعرها أربعين جنيها, البرتقال المستورد وهو نوع جيد قادم من جنوب أفريقيا ثمانية عشر جنيها والمصري خمسة عشر جنيها وأنواع أخرى منه ما بين الستة والسبعة جنيهات, العنب أربعة وعشرين جنيها، وعبوة "العلبة" منه تسعة جنيهات، القريب فروت الدستة بسعر ثلاثين جنيها، والجوافة عشرة جنيهات، الموز سعر الكيلو جنيهين ونصف الجنيه، الخوخ عشرين جنيها والكمثرى خمسة عشر جنيها، والكرز بنفس التسعيرة. وفي ختام حديثنا معه أكد أنه في هذه الأيام المانجو هي الأكثر استهلاكا من بين الفواكه الأخرى بسبب الظمأ الذي لا يروى إلا بالعصير الفريش, وأجابني وهو يضحك في ختام حديثه عندما بادرته بسؤالين، هل تتناولها باستمرار؟ الفواكه دي ما بتجوعك؟ والله مافي زول ما بحب الفواكه والجسم يحتاج إلى الفيتامينات باستمرار، وما قاعد أجوع لأنو الصيام يقين ودي لقمة عيشي، مسترسلا في قوله: بندفع رسوم للمحلية والنفايات ومستورة والحمد لله. تركته بين زبائنه الذين توافدوا إلى المحل بصورة كبيرة رغم مزاعمه بأن هنالك ركودا.. وبعد أن شكرته رجعت إليه وباغته "إنت ما قلت مافي زبائن" فأتت إجابته في دبلوماسية "والله بس إنتي كراعك خضراء". الاخبار