يعد شارع الأربعين من أهم وأعرق شوارع أم درمان، وبرز الكثيرون من سكان هذا الشارع نشطاء في الحركات السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى الرياضية، ومعلوم أن الشارع يمتد من شارع العرضة من جهة الشمال وحتى شارع (الفرقة)، وهذا الاسم يعرفه المخضرمون من سكان هذه المنطقة، وتعنى به فرقة المهندسين القائمة هناك بمبانيها العتيقة. أما الاسم الجديد لشارع الفرقة فهو (بانت) أو (الشارع الوراني)، كما يحلو لقاطنيه تسميته، من أعرق المعالم هذا الشارع (تُمنة البوليس) قسم الشرطة حالياً وكان موقعه غرب سينما بانت (موقف الركشات) الآن، وكانت يوما مكتبة للمراهنات (توتو كورة)، ومن أعرق الأماكن أيضا محلات (دلالة الرانجوك) ومكانها مغلق حاليا حيث تقع في الشارع الرئيس مقابل خور أبو عنجة من الجهة الشرقية. مقاومة وصمود قال محمد آدم علي – من سكان بانت القدامي – ل (اليوم التالي): هناك معالم لا تزال تقاوم وتصمد باقية لوجود أشخاص ارتبطوا بها منها استديو برعي للتصاميم والخطوط، وهو الاستديو الأشهر في عالم التصميم الداخلي والخارجي، ويقوم منذ أكثر من واحد وثلاثين عاما بتصميم اللوحات واللافتات وكتابة أرقام القصاصات الرياضية. وأضاف: من أشهر رواد الاستديو لاعبا الهلال في الستينيات عيسى دهب ويونس الله جابو، ولاعبا المريخ محمد علي بخيت والسر زغبير، وتاريخ إنشاء الاستديو يرجع إلى العام 1970م. معالم جديدة من جهته، قال مرتضى الطيب – موظف يسكن بانت شرق – ل (اليوم التالي): هناك معالم ظهرت مع مرور الزمن ولم يقف الشارع على تلك المباني القديمة بل طور ساكنو الشارع عدداً من المحلات والمباني أيضاً. وتابع: من المعالم التي يتوقف عندها المارة عدد من العيادات الطبية التي تقع في جانبي الشارع الشرقية والغربية، وأشهر العيادات عيادة المرحوم (د.عابدين شرف)، وكذلك مستشفى (الضو حجوج)، كما تمتد المطاعم على طول الشارع زائد محلات الباسطة (قولو) ومحلات الفول (الكارب) قبل عشرين عاما، والآن يقف مطعم المعلم حسون غرب محطة عابدين وعدد من محلات الأثاثات وورش صيانة الركشات، بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من أماكن المحلات التجارية. شخصيات شهيرة وواصل مرتضى حديثه قائلاً: لم يكن شارع الأربعين يعج بسكان غير معروفين للمارة والمجاورين لهم، بل ترعرع فيه عدد من الشخصيات المهمة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر منزل الأميرالاي عبد الله حبيب الله جوار مكاتب الهيئة القومية للكهرباء الآن، ومن ضمن السكان أحفاد الناثر ثابت عبد الرحيم، ومن هذه الأسر ثابت حمزة عبد الرحيم موظف البريد المتعاقد، وبالقرب من منزل فضل المولى يقع منزل السياسي والضابط السابق بالجيش المرحوم صلاح عبد السلام الخليفة وعلى بعد عدد من الأمتار غرب الشارع يسكن الأستاذ صلاح الدين الفاضل يعمل بالإذاعة القومية. مثقفون وأكادميون في مقدمة هؤلاء الأكاديميين البروفيسور الرضية محمد خبيرة المعلومات العالمية الأستاذة بجامعه أمدرمان الأهلية، وعلى صعيد المثقفين يسكن معلم اللغة العربية المعروف عبد النبي، وأيضا حفيد اليوزباشي عبد النبي هو أول من نال رتبة اليوزباشي في عهد الاستعمار البريطاني عام (1911)م. اليوم التالي