(الخرطوم) - أعلن حزب الأمة السوداني الذي يتزعمه الصادق المهدي، آخر رئيس وزراء في العهد الديمقراطي وإمام طائفة الأنصار، أن رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير ميارديت وافق على التدخل لنزع فتيل الأزمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، وذلك بناء على مبادرة من زعيم الحزب. وقالت رئيسة المكتب السياسي بحزب الأمة القومي سارة نقد الله في تصريح ل"الاتحاد" عبر الهاتف من جوبا إن الإمام الصادق المهدي طرح على سيلفا كير أمس في اجتماع مشترك بجوبا مبادرة لعقد توأمة بين البلدين تهدف إلى تعزيز العلاقات الشعبية والتكامل الاقتصادي بين دولتي شمال وجنوب السودان، وطالب سيلفا كير بالتدخل لوقف الحرب والتوتر في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتهدف المبادرة لإيجاد حلول سريعة عبر الحوار لاحتواء الأزمة في المنطقتين وإنهاء قضية أبيي بالطرق السلمية، وتضمنت المبادرة مقترحات بتفعيل اتفاق يتيح الحريات الأربع “التنقل، العمل، التملك، الحركة" أمام الجنوبين المقيمين في الشمال والشماليين المقيمين في الجنوب. وقالت نقد الله إن المبادرة “وجدت كل الاهتمام والتقدير من رئيس حكومة الجنوب الذي أكد أن الحرب في السودان ليس من مصلحة أي جهة ووعد ببذل الجهود كافة لنزع فتيل الأزمة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشارت نقد الله إلى أن النقاش تطرق إلى ضرورة تنظيم مؤتمر شعبي جامع لألوان الطيف السياسي كافة لحوار جاد وبناء بشأن قضايا الوطن والعلاقات مع دولة الجنوب وسبل تعزيزها ومن ثم يتم عقد مؤتمر آخر دولي بمشاركة القوي السياسية والمجتمع الدولي لاطلاعه على مخرجات المؤتمر الأول مؤكدة أن المبادرة تمثل خطوة فاعلة في إطار الحل للقضايا الوطنية كافة. وأكدت أن لجنة إدارة الأزمات التي تم التنسيق بشأنها في وقت سابق مع حكومة جنوب السودان قبل انفصاله ستواصل عملها بهدف التوصل إلى حلول وطنية سلمية بشأن القضايا العالقة بين دولتي السودان، بالإضافة إلى العمل الجاد والحثيث لتعزيز أواصر العلاقات التاريخية بين الشعبين وتحقيق تطلعاته وأمانيه في التنمية والعيش في سلام واستقرار. وجددت نقد الله رفض حزبها المشاركة في الحكومة العريضة التي تطرحها الحكومة السودانية لإدارة الحكم في المرحلة المقبلة، وقالت إن المناقشات مع الحزب الحاكم في هذا الشأن لم تحرز أي تقدم، مشيرة إلى أن حزب الأمة يشترط القبول بالأجندة الوطنية التي تشكل رؤية الحزب لإدارة الحكم في البلاد. وعلقت على المقترح الذي قدمه الرئيس السوداني حول دمج حزبه مع حزبي “الأمة" و"الاتحادي الديمقراطي - الأصل"، وقالت إن الفوارق كبيرة بين الحزبين العريقين والحزب الحاكم ونقاط التلاقي تبدو غير واضحة. وكان المهدي غادر أمس الأول على رأس وفد قيادي من حزبه إلى جوبا في زيارة مفاجئة بعد تلقيه دعوة من رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وأوضح مدير مكتب الإمام الصادق إبراهيم علي إبراهيم أن رئيس جنوب السودان بعث بطائرة خاصة نقلت أمس وفد حزب الأمة المكون من رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي ومريم الصادق ومبارك الفاضل وسارة نقد الله ومن عدد من القيادات في زيارة تستمر ليومين تناقش عدداً من القضايا المشتركة. وتعتبر زيارة المهدي الأولى من نوعها لحزب سوداني إلى دولة الجنوبالجديدة بعد الانفصال ومشاركة القوى السياسية في احتفال الاستقلال. وكان زعيم حزب الأمة قد وصف قبل يومين، أزمة جنوب كردفان بالتحدي الخطير الذي يواجه دولتي الشمال والجنوب معاً، وكشف عن اتصالات أجراها مع رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار ونائبه عبدالعزيز الحلو للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ويعالج الأزمة، وطالب بدستور جديد وإقامة نظام جديد متفق عليه من الرئاسة إلى أدنى المستويات. جريدة الاتحاد