في مقاربة جديدة لانهاء فتيل الازمة في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان حث الرئيس الامريكي باراك أوباما دولة الجنوب الوليدة بحكم علاقتها بالحركة الشعبية قطاع الشمال على تقديم مبادرة تساعد في اعادة الامن والسلام والاستقرار للمنطقتين، ويرى مراقبون ان المبادرة ان تمت تمتلك فرص نجاح كبيرة اكثر من اي وقت آخر لاسيما وان الارتباط العسكري بين قطاع الشمال ودولة الجنوب مايزال قائما، وأن الجيش الشعبي بجبال النوبة والنيل الأزرق مازال تحت قيادة القائد الأعلى للجيش الشعبي سلفا كير ميارديت الذي بامكانه وقف الحرب في جنوب ك?دفان والنيل الازرق إذا ما أصدر أوامر بذلك لكل من عقار والحلو، في وقت وصف فيه محللون المبادرة الجديدة بانها تمثل طوق نجاة للحكومة التي لم تحسم قوات الحركة الشعبية بقطاع الشمال عسكريا حتى الآن. رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الذي رحب بدعوة اوباما واكد استعداده للتعامل بودية مع السودان ونقل لاوباما انه قبل ان يحضر لنيويورك قال انه اجرى اتصالات مع الرئيس عمر البشير وان الطرفين اكدا ضرورة التواصل بين الخرطوم وجوبا، واشار الى ان الاتصال تطرق الى الاتفاق على زيارة يقوم بها سلفاكير الى الخرطوم في الاسبوع الاول من اكتوبر. الاستعانة بسلفاكير في التوصل لحل النزاع في الولايتين ليست الاولى من نوعها فقد سبق لحزب الأمة القومي دعوة رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير للتدخل وانهاء الازمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، بناء على مبادرة من رئيس الحزب الصادق المهدي الذي طرح على كير في اغسطس الماضي بجوبا مبادرة لعقد توأمة بين البلدين تهدف إلى تعزيز العلاقات الشعبية والتكامل الاقتصادي بين دولتي شمال وجنوب السودان، وطلب من سيلفا كير بالتدخل لوقف الحرب والتوتر في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأ?رق. على ان تعمل المبادرة على إيجاد حلول سريعة عبر الحوار لاحتواء الأزمة في المنطقتين وإنهاء قضية أبيي بالطرق السلمية، وتضمنت المبادرة مقترحات بتفعيل اتفاق يتيح الحريات الأربع - التنقل، العمل، التملك، الحركة- أمام الجنوبيين المقيمين في الشمال والشماليين المقيمين في الجنوب. ووفقا لمحللين تحدثوا ل الصحافة فان ازمتي النيل الازرق وجنوب كردفان رغم تعقدها وتشابكها الا ان خيوط حلها بيد سلفاكير نظرا للارتباط العسكري بين قطاع الحركة بالشمال والجيش الشعبي ،لاسيما وان قيادة الاول لاتزال تتبع لرئيس دولة الجنوب وذهب مراقبون الى ان المبادرة تأتي لفك الجمود الملازم لقضيتي النيل الازرق وجنوب كردفان وفق مقاربة جديدة معتبرين ان واشنطن اقتنعت بان سياسة الضغط المجرد غير ناجحة في اشارة الى فشل المبادرات السابقة في الوصول إلى النتائج المرجوة الامر الذي يطرح تساؤلا عن امكانية قبول الحكومة ب?ذه المبادرة مع العلم بانها تحدثت في اكثر من مناسبة عن اغلاق باب التفاوض مع متمردي قطاع الشمال عبر مبادرة خارجية اذا كانت مبادرة سلفاكير تصنف على انها مبادرة خارجية ... المحلل السياسي والمهتم بشأن جنوب كردفان دكتور صديق تاور يرى بان المبادرة لايمكن ان تصنف خارجية لجهة ان انفصال الجنوب لم يغير شيئا على ارض الواقع لاسيما على صعيد الشعور والقناعات بجانب الدور الذي تفرضه الطبيعة الغريبة لاتفاقية نيفاشا والتي ارتضت ان ينفصل الجنوب كجزء من البلاد على اساس الحركة الشعبية وليس على اساس السكان بمعنى ان الحركة نجحت في فصل الجنوب في نفس الوقت نجحت في الاحتفاظ بابناء الشمال ضمن قواتها وفقا للرابط التنظيمي والعسكري فضلا عن انها تتلقى توجيهاتها وادارتها من رئيس دولة الجنوب بينما هم في?الاصل مواطنون غير جنوبيين .وذهب تاور الى ان حل الازمة يتعلق بقرار من اصابع اوباما واردف بان هذا يقود الى سؤال مشروع عن هل غيرت اميركا خططها لتفكيك السودان... ووصف تاور في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس توجيه اوباما بالدبلوماسي لكي يبعد مسئولية مايحدث في المنطقة عن الادارة الاميريكية معتبرا قرار المبادرة تجميد لخطوات السيناريو الامريكي في المنطقة لحين تهيئة الاوضاع في الدولة الجديدة الذي لاحت بوادره من خلال موقف مجلس حقوق الانسان في جنيف الذي قرر عدم التجديد للخبير المستقل محمد عثمان شاندي رغم اوضاع حقو? الانسان في السودان. وقال تاور ان موقف الحكومة لا يختلف عن حكومة الجنوب مشيرا الى ان الطرفين مرهونان بالريموت الامريكي وحريصان على كسب ود اوباما لضمان استمراريتهما في السلطة. وبشأن اغلاق الحكومة لباب التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة قال تاور ان الحكومة في احيان كثيرة تتنازل عن مواقفها بناء على الضغوط الخارجية التي كانت سببا في فصل الجنوب وطرد حركة حماس وتسليم الارهابي الايطالي كارلوس للانتربول، وتوقع تاور ان تقبل الحكومة بخطوة وقف الحرب ليس حلا للاشكال وانما استجابة للضغوط. وتوقع استاذ العلاقات الدولية بجامعة امدرمان الاسلامية الدكتور صلاح الدومة رفض الحكومة للمبادرة باعتبارها قبولا للاملاءات الامريكية مشيرا الى ان المؤتمر الوطني سبق وان رفض اتفاقية الرئيس الاثيوبي ملس زناوي التي وضعت حلولا جذرية للازمة، واكد الدومة في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس ان الحكومة ستقابل المقترح الامريكي بتصريحات عنترية لان الاتفاقية المقبلة غالبا ما ستتحدث عن الاعتراف باحقية مالك عقار في ولاية النيل الازرق وستقابلها امريكا بممارسة مزيد من الضغوط في وجه الخرطوم تجبرالاخيرة على القبول بالمب?درة بشروط اسوأ مما كانت عليه . بالمقابل لم يستبعد المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم دكتور الطيب زين العابدين قبول الحكومة بمبادرة سلفاكير وقال زين العابدين في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس بعدم وجود مبرر لرفض الحكومة المبادرة مشيرا الى انها تمثل طوق نجاة للحكومة التي لم تحسم قوات الحركة الشعبية بقطاع الشمال عسكريا. واكد زين العابدين ان الحكومة في حاجة ماسة الى مخرج سياسي وعسكري مضيفا بان المبادرة فرصة لمناقشة القضايا المعلقة بين الدولتين التي على رأسها المشورة الشعبية ومشكلة ابيي والبترول وذهب الى انه لا يوجد ما ي?نع حضور سلفاكير للخرطوم لمناقشة قضايا الدولتين لاسيما وان الجنوب جزء من اتفاقية نيفاشا وبالتالي له الحق في التدخل في القضية لان جزء من الاتفاقية لم ينفذ بعد معتبرا لقاء الخرطوم بانه فرصة ليس لحل الازمتين فقط وانما للمسائل المعلقة واولى لبنات بناء الثقة . واشار زين العابدين اليى ان اوباما لم يكن ليعلن عن هذه المبادرة الا بوجود ضوء أخضر من حكومة الخرطوم.