المتابع لتاريخ الغناء في السودان يجد أن هنالك أوجه شبه بين الأجيال الفنية المختلفة في بعض الأشياء التي تتكون داخل المجتمع الفني وقد تخلق هذه الأشياء المتشابهة إبداعا وفنا راقيا من تلك الأشياء التي أصبحت مثل العادة عند أهل الفن بهذه البلاد الثنائيات الفنية، حيث نجد أن هنالك عددا من الثنائيات تكونت في الوسط الفني في حقب فنية مختلفة ونورد اليوم في هذه المساحة عددا من الثنائيات التي جمعت بين فنانين وشعراء وأحيانا بين فنانين ومحلنين جمع بينهم أكثر من عمل في المسيرة الإبداعية لكل واحد منهما... الشفيع وود القرشي هي من الثنائيات المهمة في تاريخ الغناء السوداني جمعت بين الفنان عثمان الشفيع والشاعر محمد عوض الكريم القرشي ثنائية فنية كانت متفردة في كل شيء حتى أن الاثنين ولدا في عام واحد وهو عام 1924م حيث ولد ونشأ ود القرشي في مدينة الأبيض بينما ولد الفنان عثمان الشفيع في شندي ليلتقيا فنيا في عدد من الأعمال الفنية المتميزة ود القرشي ناظما للشعر وملحنا في بعض الأحيان والفنان عثمان الشفيع مؤدياً وملحنا أيضا، لتلك الأعمال التي نذكر منها (القطار المرَّ, والشاغل الأفكار , الحالم سبانا, خداري , في الشاطي يا حبان...إلخ) وغيرها من الأعمال وأغنيات الربوب التي عرف بنظمها ود القرشي مثل رب الوسامة ورب السعادة... من أميز الأعمال التي جمعت بين الاثنين التي لا زال الناس يتغنون بها في عدد من المحافل أغنية الذكريات. وردي في تلك الفترة لم يكن فنان إفريقيا الموسيقار محمد وردي يلحن سوى الأغنيات المكتوبة باللغة النوبية فكتب له الشاعر إسماعيل حسن أغنية (يا طير يا طاير) التي كانت أولى أغنيات وردي وهي من ألحان خليل أحمد لتتوالى بعدها الأغنيات بين الاثنين لتصل إلى ما يفوق العشرين أغنية جمعت بين وردي وإسماعيل بازرعة وعثمان حسين ثنائية ثالثة من الثنائيات المهمة والتي لا يمكن المرور دون ذكرها هي تلك التي جمعت بين الشاعر حسين بازرعة والفنان الراحل عثمان حسين رفدت تلك الثنائية الساحة الفنية بالعديد من الروائع واستمرت هذه الثنائية إلى أن توقف الفنان الراحل عثمان حسين عن الغناء... وكان أول لقاء فني جمع بين الاثنين هي أغنية (القبلة السكرى) التي نشرت بمجلة الإذاعة وتم اللقاء بين الاثنين عن طريق الشاعر قرشي محمد حسن بمقهى جورج مشرقي ويذكر أن أغنية القبلة السكرى كتبها بازرعة من خمسين بيتا إلا أن عثمان حسين اختصرها لتصبح خمسة وعشرين بيتا. الحلنقي وفرفور في السنوات الأخيرة شكل شاعر الأجيال ورئيس جمهورية الحب إسحق الحلنقي ثنائية جديدة مع الفنان الشاب جمال مصطى (فرفور) تضاف إلى الثنائيات التي شكلها الحلنقي مع بعض الفنانين مثل وردي وقد التقى فرفور والحلنقي في عدد من الأعمال الغنائية مثل أغنية (صفق العنب, المشكلة, إنت مافي) وهنالك عمل جديد يجمع بينهما مواصلة لهذه الثنائية وهي أغنية (ريدة العيون) التي يقول الحلنقي في مطلعها: ريدة العيون ما فيها شي لو ما العيون ما كان فضل في الدنيا شي