دمشق من كامل صقر ووكالات: حاصرت مجموعة من''أنصار الرئيس السوري بشار الأسد السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد الخميس، بينما واصلت القوات السورية لليوم الثالث على التوالي أعمال القمع ضد نشطاء الديمقراطية والمنشقين عن الجيش في مدينة الرستن في محافظة حمص. وقال ناشط من الرستن يتخذ من لبنان مقرا له لوكالة الأنباء الألمانية: 'قتل 27 شخصا على الأقل'. ومن بين القتلى عشرة منشقين من الجيش. واضاف ان تبادل اطلاق النار الكثيف ما زال دائرا بين المنشقين والجيش السوري في الجزء الشمالي من الرستن. وبينما تواصلت أعمال قمع المتظاهرين المناهضين للنظام حاصرت مجموعة من''أنصار الرئيس السوري''بشار الأسد'امس موكبا للسفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد بينما كان يزور'المعارض السوري البارز حسن عبد العظيم'في العاصمة السورية، بحسب شهود. وفي واشنطن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان'حشدا من المتظاهرين'حاول مهاجمة فورد وموظفين اخرين في السفارة 'في الوقت الذي'كانوا'يؤدون فيه العمل المعتاد لاي سفارة'. واتهمت واشنطن النظام السوري بانه وراء التعرض للسفير الامريكي في دمشق. وقال شاهد لوكالة الأنباء الألمانية مشترطا عدم ذكر اسمه'إن الشرطة أمنت'منفذا لموكب السفير الأمريكي روبرت فورد 'المحاصر'.'' وبحسب الناشط الذي يتخذ من دمشق مقرا له فان فورد كان داخل المبنى الذي جرى فيه اللقاء مع المعارض حسن عبد العظيم عندما حاول نحو مئة'متظاهر موالين للنظام ويرددون شعارات مناهضة لأمريكا اقتحام المكتب. وحوصر'السفير الأمريكي الذي بدأ'لقاءه مع عبد العظيم الساعة 0800 بتوقيت غرينتش لمدة ساعتين داخل المبنى'قبل أن تصل قوات الأمن'السورية إلى الموقع وترافقه في الوقت الذي رشق فيه الحشد موكبه بالحجارة والطماطم. وقال تونر 'المتظاهرون'لجأوا للعنف'وحاولوا، عبثا، مهاجمة العاملين في سيارات السفارة ما الحق ضررا جسيما بالسيارات'.''' واضاف 'ان ضباط الامن السوريين'ساعدوا في''النهاية'في تأمين ممر لعودة السفير'ومساعديه من الاجتماع''إلى'السفارة'. وقال مصدر بالسفارة الأمريكية ل(د.ب.ا) إن أحدا لم يصب وشق السفير طريقه بسلام إلى مجمع السفارة في وسط دمشق. وقال عبد العظيم ان المعارضة توظف اللقاء لصالح سورية، وأضاف في تصريح ل'القدس العربي': أبلغت السفير فورد أن هيئة التنسيق المعارِضة تقف ضد التدخل الخارجي وأن الهيئة ضد عسكرة وتسليح الانتفاضة وضد إثارة النعرات الطائفية، فيما رد السفير فورد وفق ما قال عبد العظيم، انه لا الإدارة الأمريكية ولا الاتحاد الأوروبي لديهما أية نية بالتدخل العسكري في سورية. ولدى سؤال عبد العظيم إذا كان مقتنعاً بذلك قال: السفير فورد أكد لي هذا الأمر وأعطى مثالاً عن الحالة العراقية وأوضح ان مأساة العراق لم تنتهِ رغم التدخل العسكري. وأضاف عبد العظيم أنه أبدى للسفير فورد قلقاً بخصوص الأنباء عن محاولات فرنسية أو تركية لتسليح بعض الجهات السورية، وزاد: يهمنا التأكيد على أن المعارضة ضد أي تدخل خارجي بل وتقاومه، وكشف عبد العظيم أنه وبمجرد دخول فورد إلى مكتبه برفقة سكرتيرة الشؤون السياسية في السفارة الأمريكية بدأت الضجة والهتافات في الخارج ومحاولة اقتحام المكتب من قبل المتجمعين من المواطنين في الخارج وبالتالي لم يحصل لقاء بالمعنى الحقيقي، بل دردشة سريعة لمدة عشر دقائق فقط بمشاركة المعارضين عبد العزيز الخير وصالح محمد. وحول موضوع العقوبات قال عبد العظيم انه أبلغ فورد رفض المعارضة للعقوبات الأمريكية والأوروبية التي تضر بالشعب السوري لا سيما منها ما يتعلق بقطاع النفط، ولفت إلى أن السفير فورد شدد على وجوب حل الأزمة السورية سلمياً وسياسياً وعبر الحوار الوطني. وحول ما إذا كان قد تم الحديث في مسألة دعم واشنطن لجماعات معارضة في الخارج تنادي بالتسلح والتدخل العسكري، قال عبد العظيم: أكدنا لفورد أن واشنطن وأنقرة تأخذان منحى من هذا القبيل، وأن الشعب السوري لديه حساسية لجهة التدخل الخارجي، وتفهم فورد هذا التحفظ. ونفى عبد العظيم أن يكون لقاؤه مع فورد قد جاء على ذكر مسألة 'إسقاط النظام'. ولفت عبد العظيم إلى أن مكتبه اتصل بالأجهزة المختصة لحماية الحاضرين في اللقاء فأرسلت السلطة عناصر من الشرطة والأمن السياسي لإبعاد المتجمعين أمام المكتب. من جهة اخرى اعربت ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الخميس عن ثقتها في ان اعضاء لجنة تحقيق دولية حول الانتهاكات التي ارتكبت في سورية سيتمكنون من دخول هذا البلد. وقالت السفيرة ايلين تشامبرلين دوناهوي التي تباحثت مع الاعضاء الثلاثة في اللجنة، للصحافيين ان هذه اللجنة على 'استعداد للدخول الى سورية للتحقيق حول مزاعم خطيرة بجرائم ضد الانسانية، وستزور تركيا ولبنان والاردن ايضا لجمع وقائع وادلة'. واضافت 'نعتقد انهم سيتمكنون من الدخول' الى سورية.