الكلام عن تقليص الهيكل الإداري الحكومي والوزارات وما تسمى (ظلما) بالمناصب الدستورية.. كلام لا معنى له، فقد انتهى وقت التفكير في تقليص الوزارات و(ضم المتشابهات) لحل الأزمات الحاضرة .. هذه تصريحات لا معنى لها وهي بالونات يتم إطلاقها (بعد نفخها) في أوقات الأزمات أو عند تمرير القرارات والإجراءات عسيرة البلع مثل رفع الدعم وكوارث الفيضانات والسيول وأزمات الوقود والخبز والغاز وشح السيولة النقدية أو من أجل تمرير انتخابات مضروبة الموعد بأعوام قادمة وبقانون (مضروب)! ..وقد كان الجماعة يسخرون من فترات الديمقراطيات بالصفوف على أبواب محطات الوقود ومنافذ توزيع الخبز أو بسبب ندرة الغاز والجاز، فرد الله الكيد بأن سحب منهم هذا التعريض بالحكومات التي انقلبوا عليها وخصهم الله ذو القوة المتين بصفوف غير مشهودة في كل المواقع.. وإلى درجة ان اصبحت ساعات الانتظار في هذه الصفوف مما لا يمكن احتماله فلجأ الناس إلى تبادل المواقع بين أفراد الأسرة ابا عن ابناء.. وحفدة عن جدات.. وجيرانا عن معارف.. كما اصبح الناس يبيتون ويصبحون ويسمرون ويختصمون فيها لأيام، كما اضحت الصفوف مجالا للتعارف ولعب الورق وعقد المصاهرات وصيام ما قبل وبعد (أيام.التشريق)!! وهي مع ذلك صفوف (غير مأمونة العائد) فقد يعود منا (المصطف) خالي الوفاض إلا من (تعسيم الظهر) ويباس الأطراف. . وهكذا من يريد أن ينكل بالديموقراطية ويزيف الواقع المعيشي يجعله الله (نكال الآخرة والأولى)! والحمد لله ان سحب من الجماعة استعراض النجاحات الوهمية برفع لافتة (تمزيق فاتورة الصفوف) التي كانوا يرفعونها في وجه كل احتجاج ويقولون.ان عهدنا هو عهد الوفرة فمن لديه فلوس فليذهب ويشترى مايريد، ومن لا يملك الفلوس عليه أن (ينطم) ولا يسبب لنا (خوتة) وقد قالها أحد الدستوريين من أصحاب الشهادات العليا حرفياً: من لا يملك فلوس فلماذا يريد أن يقرأ؟ وهي عبارة تصلح للتطبيق على مجالات أخرى لتصبح: من ليس لديه فلوس فلماذا يريد أن يتعالج؟ ومن لا يحصل على الرغيف لماذا لا يأكل الكسرة؟ والذي قال هذا الاقتراح العبقري الأخير هو وزير مالية سابق ورئيس لجنة برلمانية مسؤولة عن تصويب الأداء الاقتصادي للدولة.. وها هو يعيد استفزاز الناس (كرة أخرى) بالحديث الممجوج السابق الذي يزجر المواطنين ويقول إن عليهم أن (يبطلوا الدلع) ويأكلوا الكسرة..!! واذا كان الرغيف في رأيه من (ادوات الفلهمة) والتعالي والبذخ فلعل هذا الوزير الخبير الاقتصادي الذي لا يرى بذخ حكومته لا يعلم أن الكسرة العزيزة أكثر تكلفة من الخبز.. وإذا كان المواطن لا يستطيع إلا بشق الأنفس أن يوفر تكلفة الخبز فكيف له بالكسرة (ذات الدلال) عسيرة المنال والأعلى تكلفة؟ وكما قال المجذوب.. (الله الله على الكسره ..بيضاء تهيج لها الحضره…!