عرض السيد الصادق المهدي يوم السبت الثاني من مارس 2019 مخرجا للنظام الحاكم أسماه كبسولة التحرير... الكبسولة في علم الطب هي ظرف صغير يحتوى دواء بداخله تعطي للمريض كعلاج... أما في علم السياسة فأعتقد أن الصادق المهدي يقصد بها ورشتة علاجية سريعة ومركزة....عموما احتوت كبسولة الصادق المهدي على الآتي: 1/ إلغاء حالة الطوارئ 2/ إطلاق سراح المعتقلين 3/وقف أعمال القمع 4/تنحي الرئيس 5/إبداء استعداد الرئيس للقاء القوى السياسية المعارضة والتفاكر حول كيفية العبور الى نظام جديد. أولا لم يحدد الصادق إن كانت هذه الكبسولة هي رأيه الشخصي أو هي رؤية حزب الأمة القومي أو رؤية بقية قوى المعارضة ممثلة في نداء السودان وتحالف قوى الإجماع وتجمع المهنيين وبقية القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير…وعدم التحديد هذا يفقدها الكثير من قدرتها العلاجية... ثانيا…حالة الطوارئ وعسكرة الولايات وأعمال القمع والاعتقالات هي أعراض للمرض وليست هي المرض بحد ذاتها…المرض هو النظام القائم بكل أوجهه سواء تنفيذية أو تشريعية أو أمنية أو عسكرية أو مدنية... ثالثا… كيف يتنحى الرئيس ومن ثم يبدي استعداده للقاء القوى السياسية المعارضة للتفاكر في كيفية العبور الى النظام الجديد؟ ثم هل الإشكالية كلها في تنحي الرئيس؟ الثورة السودانية تسعى إلى اقتلاع نظام الحركة الإسلامية وليس لديها مجال للتفاكر أو الحوار مع النظام القائم وقد أوضحت القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير أنه لا جلوس مع النظام إلا حول التسليم و التسلم كما أنه لا مجال لأن يفرض النظام شروطا للتسليم... ثم إن الكبسولة هذه تجنبت الحديث عن محاسبة عادلة للقتلة والفاسدين والمجرمين في حق هذا الوطن…لقد وعد و أقسم الثوار أن لن تذهب دماء الشهداء هدرا وسيبرون بوعدهم وقسمهم.... مع احترامنا وتقديرنا لدور السيد الصادق المهدي ومحاولاته الحكيمة في أن تحل الأزمة الراهنة الآن بأقل الخسائر الممكنة إلا أن كبسولته التي قدمها إلى النظام المنهار لا ترقى لطموح الثورة السودانية ولا تعالج مرض النظام المستفحل...