ما يحدث من حالة الإستقطاب الحادة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير مما أدى الى هذا الفراغ الدستوري طويل الأمد وشديد الأذى في كل الجسد السوداني سياسيا وأقتصاديا و تعطيلا للخدمات أوتردي جوانبها الحياتية الهامة ..هوتماما مثل حالة زوجين ربطتهما مصلحة أملتها ظروفٌ مُلحة دون أن تتوفر بين قلبيهما ذرة حب .. فأحال عدم الإستقرار شراكتهما الى تراكمات من التوجس وعدم الثقة ..فقررا الطلاق المشروط على أن يبقيا تحت سقف واحد..ولكن في حالة تلاسن لاتخلو أحيانا من تبادل التقاذف بصحون الدار على قلتها . وهي حالة لها ضحاياها مثلما لها من العوازل الذين يشعلون الفتن التي تزيدمن إندفاع الطرفين الى تبادل الإتهامات والوعيد بنسف سقف المنزل من ذاك الطرف أو هجر الدارمن الطرف الآخر . ولكنها لابدأن تستمر وتظل شراكة مساكنة ضرورية مرحلياً على علات وقوفها دون سيقان الثقة التي تمكنها من السير الى إصلاح ذات البين الذي إنقطع حبله في أكثرمن عقدة . فالثورة التي خرجت من رحم التضحيات الجسام لترقد في حاضنة هذه المعاناة الطويلة ..ظل يعض عليها الشارع بالنواجز وهو الذي يفوق قيادتها في التشبث بعلو سقوفاته حتى نزفت لثة إعتصامه وشفاه مواكبه الكثير من دماء الوطن الغالية وفي عدة مدن . بل فقد أصبح قدرها كالكرة التي يتقاذفها فريقان في ملعب مبتل وزالق ..أحدهما يريدثقب جلدها وإفراغها من هواء أهليتها والآخر لايجيد التركيزفي اللعب بغرض إحراز الهدف الذهبي الذي يحسم المبارة ولطالما أرهقت الحكام وملها الجمهور فنزل الى وسط الملعب ..عسى أن يفهم اللعيبة رسالته وفحواها أن لكل لعبة زمنها وللصبر أيضا حدوده . فالذين ينادون بوقف التفاوض من متشددي الحرية والتغيير هم تماماً كمن يريد قطع رأس العجل وكسر الجرة مثلما جاء في مثل البصيرة أم حمد ..والمجلس العسكري بدوره يريدأن يظل رأس العجل داخل الجرة وترك الأمور لصروف الزمن عله يجد مخرجا من ورطته التي أدخل فيها نفسه الى نفق هذه الشراكة التي قد تنتهي الى محاكمته إذا ما آلت الأمور الى سلطة ديمقراطية مدنية مكتملة أركان استقلالية وشفافية العدالة ! ولكن وبغض النظرعن كل تعقيدات ذلك التنافر ونظرات الريبة بين الطرفين فمسئؤليتهما التاريخية أن يكملا مشوارالتفاوض ولومشياً على أشواك دروب التنازلات جلوسا بين المجلس المتناقض الخطاب ومعتدلي الحرية والتغيير على إختلاف مسارات مشاربهم للخروج بهذه البلاد المنكوبة وهي التي لم تكد تنفض عن جسدها المنهك رماد حريق الثلاثين عاما العجاف ..ونخشى ان ينهال عليها تراب فشل ثورتها الثالثة لتدفن مرة آخرى في حفرة مجهولٍ آخر .. لاقدر الله . [email protected]