عندما يتأخر إبني ذو الثامنة عشر عاماً عن موعد عودته مساء للمنزل أصاب بقلق شديد يزداد القلق كلما مر الوقت (الأعصاب تبوظ) والضغط يرتفع ، أهاتفه للإطمئنان عليه ويا (ويلي وسواد ليلي) إن كان هاتفه لا يرد لضعف في الشبكة أو البطارية أو خلافه ، ولا يهدأ لي بال إلا بعد وصوله إلى المنزل وعمل (الإستيضاح) اللازم وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لكل أب فكل الآباء تقريباً لا يعرف النوم إلى أجفانهم سبيلا إن لم يكن (العدد مكتمل) . تخيلوا معي تسعين يوماً والكثير من الآباء والأمهات والأسر ينتظرون عودة أبنائهم … يعيشون خارج (الحياة) في بحر من الحزن والأسى في عالم من الظنون والخيالات والآمال والهواجس .. تمر الأيام متثاقلة كئيبة قاسية والأذهان تعيد صور ما قبل الإختفاء … كلماتهم … مكان نومهم .. أسرتهم .. أغطيتهم … هذه أحذيتهم .. قمصانهم على الشماعة … وشواحنهم على مفاتيح الكهرباء … في هذا الركن من المنزل كانوا يجلسون … يتسامرون وتعلو ضحكاتهم البريئة … أين أنتم الآن …أأنتم بيننا أم أنكم أحياء عند ربكم ترزقون؟ هل تبقى لنا من الأمل شيء أن تعودوا إلينا ؟ أن يعود المنزل (كامل العدد) أن ينتهي هذا الكابوس المزعج الفظيع؟ ماذا فعل بكم هؤلاء الأوغاد؟ لا تسألوننا ماذا فعلنا بهم ؟ لا شيء لا شيء لا شيء .. وإن شئتم هم طلقاء أحرار لا زالوا (يفعلون بنا) .. لا (مسؤول) يفتح الموضوع .. لا أحد يهتم للقبض على من ساموكم مر العذاب .. ممنوع أن نسأل عنهم …ممنوع أن نسأل من هم ؟ وكيف فعلوا ذلك؟ نعم هم (طلقاء) .. لا زالوا في مواقعهم .. يجلسون مع أبنائهم .. يتسامرون .. يضحكون .. أعذرونا يا أبنائي فقد (أشتريتم) حياتنا لكننا قد (بعنا) حياتكم بالصمت المريب ! تري كيف سوف تسير الحياة بدونكم؟ يا من بذلتم حياتكم من أجلنا ؟ متى ينتهي هذا الألم والعذاب ونحن في إنتظار عودتكم .. قد جف دمعنا وتفتت أحشاءنا والأمل في عودتكم يتضاءل يوما بعد يوم وساعة أثر ساعة ونحن نضرب في الأرض وفي (البحر) بحثاً عنكم؟. عودوا أحبائنا فالأبواب لم تقفل منذ أن ذهبتم والنوافذ مشرعة للقائكم ولا زالت الغرف تمتلئ برائحة عرقكم . لا زلنا نسائل أنفسنا والدهشة تغتالنا أهنالك في هذا العالم من يتلذذ بهذا العذاب الذي نحيا فيه ؟ أيعلمون أيفهمون معنى إلا تعودوا لنا ونحن ننتظركم في (راس الشارع) وخلف (الأبواب)؟ أين الرحمة لمن إغتالنا حزناً وإغتالكم ظلماً وكيف له أن يعيش هانئاً ونحن في هذا الحزن المقيم . تعالوا .. عودوا .. نحن نحتاجكم .. تعالو .. تنفسوا معنا .. أكلو .. أشربو .. ألبسو .. ضعوا (المتاريس) .. أهتفوا بحناجركم الجميلة الفتية (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) ، تعالو فنحن في إنتظاركم أبد الدهر فكم أنتم رائعون .. وكم نحن مستسلمون لمن جعلنا قسراً نفتقدكم ، كم نحن جبناء لأننا أصبحنا نتمسك بالأمل في عودتكم ولا نتمسك بإنفاذ العدالة فيمن جعلكم تختفون من حياتنا .صدقونا أننا لم نحس بأي نصر ولن .. وسوف يظل طعم الوطن (ماسخاً) إلى أن تعودوا أو يعرف مصيركم أو أن نقتص لكم وسوف نظل نكتب ونكتب ونكتب ونكتب ونطارد القتلة والمجرمين ما بقي فينا قلب ينبض … وأعذرونا إذ لم يعد في مقدورنا ونحن في هذا العمر غير الكتابة … وليس لنا غير الأحزان والدموع … ! كسرة : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) ضدق الله العظيم كسرة ثابتة : – أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص – أخبار محاكمة قتلة الأستاذ الشهيد أحمد خير شنووو؟ الجريدة