نعبّر عن أسفنا البالغ جدًا، لما حدث في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، وهو إعتراض بعض الشباب المنتمين للجبهة الثورية، ومنعهم للمخاطبة الجماهيرية، التي كان مقرر أن يخاطبها القياديان، بقوى الحرية والتغيير، د. محمد ناجي الأصم، وخالد عمر، المعروف ب (خالد سلك)، فيا لها من غوغائية وهمجية، لا تشبه إلا دكتاتورية النظام الإسلاموي، الذي خرجت ثورة الشعب من أجل تشييعه وقبره إلى مثواه الأخير، وهي بالطبع لا تشبه أخلاق وسلوك أهل دارفور، ناهيك عن أهل الفاشر، المعروفين بكرمهم وجُودهم، وتاريخهم في الأدب والإحترام، والحنكة والدربة في السياسة، وحب الخير للناس أجمعين، سيما لضيوفهم الكرام، لكنّا موقنين حقًا بأن ما جرى، لا يمثل أهل الفاشر، بسماحتهم وحسن أخلاقهم، لذلك ندين ونستنكر بأقوى عبارات الشجب والإدانة، ما حدث، ونرجو أن يكون تمرينًا ديمقراطيًا مُعينًا لنا، في إحترام الحرية والحقوق، كما نأمل أن تعمل كل حركات الكفاح المسلح، على ضرورة جرد الحساب، وتقييم التجربة وتقويمها، ونشير إلى أن الذين قاموا بهذا الصنيع، لا يعبرون إلا عن خوائهم الفكري، وضيق أفقهم، لذلك لا يهمنا من يكونوا، فقط عليهم أن يعلموا أن الشعب السوداني، قال قولته، عندما هبّ ضد النظام البائد- أي أنه خرج لتعزيز القيم الفاضلة، ومحاربة كل صنوف الشمولية والدكتاتورية، وقلة الزوق والأدب، وليعلم الذين غرّرُوا بأؤلئك الشباب، أن صنيعهم هذا، قد أكد بُعدهم عن المصلحة الوطنية، ناهيك عن المواطنين، وأنهم لا يمثلون ولا يعبرون عن قضايا الهامش، مهما كالوا من زعم، خاصة النازحين واللاجئين، أيضًا إن تهشيمهم للسيارات، ومنعهم لقوى الحرية والتغيير، إعتلاء المنصة، سيعزز من قيمة التعاضد، وسط أهل دارفور، وإحترامهم للرأي والرأي الآخر، فدعوني أعزائي أن أطرح تساؤلًا بريئًا.. ألم يكن كافيًا لهم تلك اللافتات التي رفعوها؟، وكيف يكون حالهم إذا ما أقدموا على هذه الفعلة، في ظل النظام السابق؟، وأليس من الأوفق لهم، السماح بقيام الندوة، ثم مقارعة الحجة بالحجة والمنطق، بدلًا عن إشهار العنف، وممارسة التهديد والتهشيم، ثم الإنكفاء إلى التسلط والجبروت، وحسنًا ما فعلاه القياديان، بقوى الحرية والتغيير، الأصم، وخالد سلك، وهما يسلطان المزيد من الأضواء، على تلك الحادثة، عبر كتابين قرأت من ثناياهما، أن ما حدث، ينبغي أن يدفع بقوى الحرية والتغيير، وكل الحادبين على السلام، إلى ضرورة إيلاء هذا الملف الإحترام، والعمل على إرساء قيم الحرية والعدالة، ومحاربة كل أمراض العنصرية والجهوية، التي أقعدت بنا كثيرًا، ووصف الأصم ما حدث، بالأمر المؤسف، قائلًا: (إنه صادر من شباب غاضبين، في الجبهة الثورية، نافيًا وقوع أي إعتداء بحقهم، لكنه نبّه إلى منعهم من صعود منصة اللقاء، ما دفعهم لإيثار الإنسحاب، خوفًا من إنفلات الأمور، وفي ذات الصدد إستنكر الأصم، الحملة الدعائية ضدهم، التي حاولت تصويرهم كأعداء، كاشفًا عن تعرّض سيارات، تخص إثنين من قيادات قوى الحرية والتغيير، بالفاشر، لعمليات تهشيم متعمّد، وشدد القيادي في تجمع المهنيين، حرصهم على تحقيق السلام، وتقديرهم لرفاقهم في الجبهة الثورية، قائلاً: لسنا في عداء مع رفاقنا في الجبهة الثورية، وطالب الثوار بعدم الإنجرار وراء الخطاب العدائي والعنصري، ضد مكونات الثورية والثورة)، ولطالما نطالب الآخرين بدولة المواطنة الحقة، فمن باب أولى أن نؤمن بهذه الحقوق الإنسانية، ولا تجزئة لهذه الحقوق، لكي لا ننهَ عن خلقٍ ونأتيَ مثله.. عارٌ علينا إذا فعلناه عظيم. دنيا دبنقا …. نور الدين بريمة [email protected]