عجبي لكل مثقف متهالك يسعى الى حضن الطغاة عجولا يقتات من عرق الضمير ويرتمي فوق الموائد جائعاً واكولا او يرتدي ثوب الخيانة طائعاً او خائفاً متخاذلاً و ذليلا نحذر الشعب السوداني ممن ادار له الظهر في اشد ايام الحوجة لقلم منصف او اعلامي يعكس مأساته، واليوم يحاول الظهور بمظهر الوطني الثائر ليمن علينا بنصائحه ويمارس هواية التملق المفضلة لديه فيتملق السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تارة و يتملق المجلس السيادي تارة اخرى عله يجد ضالته و يبقى مقرباً من السلطة، و يبدو انه تعرف مؤخراً الى اداة الثورات و عصا الشعوب السحرية المسماة (الفيسبوك) ليظهر لنا في جلباب لقمان الحكيم ليبدي اعجابه بالثورة ومكوناتها بشقيها المدني والعسكري (مع التحفظ الكبير ع اعتبار الجزء العسكري مكون ثورة ذاتو بعد حدث ما حدث) و ردنا لكل هذا ببساطة يا د. خالد انه it's too little too late و ان آوان تذكيرك بأفعالك قد ازف ولا مفر من ماضيك الأسود فالدكتور المحترم المثقف السيد خالد المبارك الذي يحمل صفة المستشار الإعلامي للسفارة السودانية في لندن، عكف بكل طاقته طيلة السنين الماضية مدافعاً عن نظام البشير عبر قلمه و في كل مقابلاته التلفزيونية فلم يدع الرجل اي جهد ممكن او مستحيل الا و قد بذله في هذا السبيل فكان درع الانقاذ اعلامياً امام الصحف و القنوات البريطانية، و سأدرج لكم ادناه تسلسل زمني بسيط لمواقفه المتخاذلة مع الأدلة وحين مارس النظام اشد انواع البطش في حق الشعب السوداني كان د. خالد المبارك يتجول بين البرامج التلفزيونية ليصف الثوار بأبشع الأوصاف وليدافع عن اولياء نعمته. في شهر يونيو من العام 2012 و في حوار تلفزيوني في برنامج اجندة مفتوحة على قناة ال BBC العربية كان طرفاه الدكتور الباقر عفيف و د. خالد المبارك ظل فيه الأخير يرغي و يزبد بدفاعه عن نظام البشير الجائر ناكراً لفساده و واصفاً الاحتجاجات التي اندلعت حينها انها محاولة خارجية للنيل من الإقتصاد السوداني و كال الشتائم لمركز الخاتم عدلان للإستنارة بخيانته و عمالته الخارجية و تلقي دعومات خارجية لدعم الاحتجاجات في الداخل و لم ينسى بالتأكيد تبرير الفساد لنظام البشير بوجود الفساد في كل مكان في العالم و اليوم يأتي الينا بلا خجل و ينتقد دور رجال الدين في توطيد هيمنة الحكم الفاسد، فما رأيك في دورك انت يا رعاك الله؟ شاهد الحلقة في الرابط ادناه و في برنامج نقطة حوار على ذات القناة في شهر سبتمبر 2013 التي قدم فيها الشهداء ارواحهم غالية فداء لهذا الوطن (واليوم يحاكمونه بالثراء الحرام، سبحان الله) لم ينسى د. خالد المبارك الاستماتة في الدفاع عن النظام و لبى دعوة الباطل بوصفه الثوار بالمخربين و دافع عن سياسات التقشف التي فرضها النظام والتي كانت سبباً في اندلاع شرارة الاحتجاجات آنذاك و ان جهات اجنبية متمثلة في الجبهة الثورية كانت هي السبب في خلق البلبلة و العجيب في الأمر ان ذات الحلقة ظهر فيها الأستاذ حسن طرحة و لكن في صف الثورة. شاهد الحلقة عبر الرابط ادناه و اطل علينا بوق الإنقاذ مرة اخرى في أكتوبر عام 2015 عبر شاشة العربي في برنامج العربي اليوم ليبرر انتهاكات جهاز الأمن و المخابرات الوطني فبمقارنته بمثيله في بريطانيا واقتحامه لمقرات الصحف و تدمير ما يراه خطراً على الامن العام فتأمل يا انسان ان شخص كهذا يقتات عبر تبرير افعال المؤتمر الوطني المشينة و تضييقه على الحريات يأتينا اليوم ليحاول ركوب الثورة و امثال هذا الشخص لعمري هو خطر كبير على استقرار الفترة الانتقالية و اتمنى ان يحذره الجميع. طالع الخبر عبر صحيفة اخبار اليوم tiny.cc/8ksacz و في ديسمبر من عام 2016 كنت قد صرحت لصحيفة ibtimes الالكترونية في بريطانيا بخصوص العصيان المدني الذي نتج عن رفع اسعار المواد البترولية و تحرير سعر الدواء و وصفت الوضع الاقتصادي بأنه لا يمكن تحمله و جاء في نفس الخبر تعليق خالد المبارك ان العصيان فاشل لأنه مدعوم عبر ياسر عرمان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال و هذا دأبه للهجوم على اي حراك شعبي يقوم به شعب السودان اقرأ الخبر ادناه https://www.ibtimes.co.uk/sudan-strike-authorities-confiscate-independent-newspapers-civil-disobedience-continues-1594022 كل ما سبق هو قطرة في بحر تطبيله لنظام الانقاذ و ارجو ان لا يتجاهل خالد المبارك ماضيه المظلم و يقر و يعترف بسوء فعله، و يقدم اعتذاراً صادقاً عن فعله الذي لا اظن انه يمكن ان يُغفر ولكن هذا قد يمهد الطريق لكثير من الاعتذارات القادمة وليكن عبرةً لكل من يطبل للطغاة الظالمين. لست من نور لتغفر انت من طين لتبني رامز التجاني [email protected] 6 سبتمبر 2019