عاد السودانيون للاحتفال بذكرى ثورتهم الشعبية في الحادي والعشرين من اكتوبر1964م عقب نجاح ثورتهم الشعبية في ديسمبر2018م، وهم يؤكدون حرصهم على الحفاظ على أهداف الثورة في تحقيق الديمقراطية والسلام الشامل العادل وبسط العدالة وتأمين الحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين. الاحتفال بذكري أكتوبر 64 يذكرنا دائماً بالدروس التأريخية التي تستحق إعادة إسترجاعها لاستصحاب الإيجابي وتجاوز السلبي منها، خاصة في ظل إستمرار التامر المعادي للديمقراطية والسلام والعدالة من مخلفات نظام حكم الإنقاذ. ما حدث في جامعة الزعيم الازهري بالخرطوم بحري من بعض المحسوبين على نظام الحكم السابق وفي جناح المجهوريين بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب يؤكد خطورة التساهل شبه المتعمد تجاه المتفلتين في كل مناحي الحياة العامة. نحمد لقوات الشرطة تدخلها الحاسم لاحتواء الموقف في الجامعة، كما نحمد لها وللقوات النظامية الأخرى تأمينها للخرطوم وحماية المتظاهرين السلميين الذين إحتفلوا بذكرى ثورة اكتوبر وهم يطالبون باستكمال خطوات إنهاء التمكين ودفع استحقاقات العدالة الإنتقالية. جاءت تأكيدات رئيس الحكومة المعتمدة من جماهير ثورة ديسمبر الشعبية الدكتور عبدالله حمدوك بمناسبة الإحتفال بذكرى أكتوبر بأن الحكومة ماضية في إنهاء مظاهر التمكين من جميع مفاصل الدولة وبسط العدالة الإنتقالية والقيام بمسؤولياتها تجاه معالجة أسباب الغلاء والأزمات المتوارثة الاخرى مطمئنة بأن الحكومة تسير في الإتجاه الصحيح رغم كل التحديات التي تواجهها. لا بد من تاكيد حقيقة عدم تعارض بين قيام الدولة المدنية وبين قيام القوى الشرطية والنظامية الاخرى بواجباتها المهنية المقدرة لانها جزء أصيل من مؤسسات الحكم المدني وحامية له ولامنه وسلامه، كما أن الدولة المدنية لاتمارس أي نوع من أنواع الإقصاء لأي مكون من مكونات الامة، وأن إجراءات إنهاء التمكين تستهدف فقط الذين أجرموا في حق الوطن والمواطنين، وأعداء التغيير الديمقراطي والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين. إن تأجيج الفتن المصطنعة بين الدولة المدنية وبين المعتقات الدينية لا يخدم للمعتقدات ولا للسودان قضية، بالعكس من ذلك فإن المعتقدات الدينية تجد الحماية التامة في ظل أنظمة الحكم المدنية الديمقراطية كما هو ماثل في جميع أنحاء العالم.
نورالدين مدني [email protected] الوسوم السودان تحديات المرحلة الانتقالية