كان من حلفاء البشير الخلص بل أن المشير كان يلوح به في إطار توازن القوى لكل من تسول له نفسه التمرد على السلطان حينما إنتهت سطوة الفريق طه بدأ حميدتي يتهيأ لحلق الرأس عندما بدأت بلاط نظام جبهة الإنقاذ في الإهتزاز تمكن حميدتي من قراءة المشهد و في لغة حمالة أوجه أكد أن قواته ليس من إختصاصها فض مظاهرات الشغب كما أوصفها ، وفي هذا المناخ جمع حميدتي قواته من الأمصار وجعلها تقبع قريبا من قلب الأحداث. كان يفكر حميدتي بطرق مختلفة لمخاطبة المستقبل عبر تحوله إلى سياسي مدني معتمداً على الذهنية الجديدة بإعتباره صانع ثورة يتكيء على معادلة الجغرافيا السياسية
تمكن بسرعة من قراءة مشهد نهاية عهد البشير فأصبح جزءاً من آليات التغيير من محيط دائرة كبار الجنرالات ، كما تبنى مطالب تقليل الفترة الإنتقالية ، وهذا التقدير وضع على كتفه نجمة إضافية مع موقع الرجل الثاني وبعدها لم يتحدث عن أمد الفترة الانتقالية.
وفي هذه الأيام نرى قواته تقوم بتقديم نفسها عبر منصات التواصل الإجتماعي على إنها قوة تملأ الفراغ في الخدمات الإجتماعية والصحية وتوفير النقل العام وتعقد صفقات مع رؤوساء القبائل ناسين أو متناسين ما حدث في محيط القيادة من وجود أشلاء من القتلى المتفحمة وأجساداً متناثرة على حواف الشوارع وترويع بحق النساء والأطفال ونهب للمتلكات.
نعم ما يقوم به حميدتي وقواته هو تقديم نفسه حاميا لسكان السودان وثورته وهي مفارقة ، اذ بدأ واضحاً وجلياً هي حملة من أجل الحصول على دعم الشعب لكن هيهات فالشعب السوداني لا يغفر ماضي حميدتي وقواته في تغيير الموازين ، و ربما يصطدم بواقع مغاير فالجيش السوداني على مضض بتخطى الرقاب دون بوابة الكلية الحربية؛ ويوجد هنالك في دارفور من لا يغفر ماضي حميدتي أيضاً ، فحتى داخل العشيرة نجد أصوات مناوئة له مثل موسى هلال الذي يمثل غريماً لا يستهان به ، على كل حال حميدتي لن ينتصر على النخب والشعب السوداني العظيم في منصات التواصل الاجتماعي، وأن شهر العسل مع الشارع الثائر سيتغير بسرعة وسوف تتم إعادة تصنيف حميدتي في صف خصوم الثورة و عليك بالتفكير يا هذا الحميدتي بمجاورة من كان الداعم الأساسي لك بسجن كوبر و دعك من الأماني السندسية.