(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). صدق الله العظيم ). برحيل السيد الصادق المهدي إمام الأنصار و زعيم حزب الأمة القومي انطوت آخر صفحة للتسامح في الحياة السياسيه السودانيه مستندة على الثقافة والوعي والاستنارة والإيمان المطلق غير المحدود بالديمقراطية. كان الصادق المهدي أحد أهم ركائز السياسه السودانيه، وآخر نبلاء هذا العصر والذي كان مناصرا لكل قضايا حقوق الإنسان والضعفاء والشعوب المضطهدة. كان نصيرا للصحافة وحريتها فكان مكتبه خلال فترات توليه الحكم مفتوحا لكل تياراتها حتى التي كانت تعاديه وتهاجمه وخلال حكم الدكتاتوريات التي ابتليت بها بلادنا كانت داره ابوابه مشرعة لاستقبالنا .. تأكيدا لإحترام السيد الإمام يرحمه الله للصحافه و تعاونه مع النقابه الشرعيه إبان فترة حكمه في الفترة الديمقراطية لقائه بمجلس النقابه و موافقته على مشروع مدينة الصحفيين و توجيهه لمصلحة المساحه بتخصيص قطعة ارض ضخمه جنوب العمارات و شرق امتداد الدرجه الثالثه لهذا الأمر . كانت حياته ملحمة سياسية ، فكرية وثقافية قضاها دعوة للديمقراطية ومناهضا للطغيان والإستبداد، متمسكاً بفطرة الإنسان المجبولة على الحرية خياراً واختياراً فكانت نزعته ، ثم دعوته المتصلة للديمقراطية للسودانيين ولغيرهم من شركاء الإنسانية ، موقفاً نذر جل حياته لتحقيقه وفي سبيل ذلك تعرض للاعتقال والملاحقة والعسف والعيش في المنافي… رحل الإمام وبلادنا في حالة مخاض عسير بعد ثورة عظيمة كانت تحتاج لحكمته وحسن رؤيته، لتوازن تفكيره وتقديره لمآلات الأمور .. وبرحيله الجلل، فقدنا في نقابة الصحفيين الشرعية صديقاً، وداعما ومشاركا معنا في كل فعالياتنا لاننا كنا نعتبره صاحب الشرعية التي إنقلب عليها سارقي السلطة من عصابة الانقاذ.. نعزي فيه شعبنا وأسرته وعموم آل المهدي، كيان الانصار ، حزب الأمة القومي، وكل شرفاء بلانا.. إنا لله وإنا اليه راجعون