ليّتنا نتّعظ من التاريخ والتجارب المريرة فيّه ِ ، بعد كّل ثورة تأتي« ديكتاتورية » الشيء المؤسف جداً، إنّ الشعب يصنّع الثورات من أجل التغيير والتّحول الديمقراطي وبناء دولة ذات سيادة، دولة يتحقق فيها الاستقرار السياسي والاقتصادي ، دولة تسودها يد القانون و روح العدّالة ؛ ولكنّ المؤسف نجد واقعاً مُظلم، واقع يجعلنا نرّجع لنفس البؤس والقهر والفوضى والظلم …….. الخ؛ لأنّ بعد كل ثورة شعبية يتكبل عليها المرتزقة والمتسوّلين حتي يعيدوا لنا نفس الأنظمة ونفس الظلم ….حينها يتجدد الاستعمار الداخلي ….. وهكذا تستمر معاناة الشعب، لا قانون، ولا حياة كريمة، ولا استقرار أمني ونفسي، كل ما في الأمر فوضي – و ليّست دولة بتعريفها المضمون، وبعد ثورة ديسمبر، رغم الصراع والتحديات التي مرّت بها الثورة تظل مجزرة فض الاعتصام، والاتفاق بين المجلس العسكري والقوي السياسية، واتفاق السّلام الآخير أكثر المحطات التي بعثّرت الثورة وشوّهت صوّرتها لتصبح مجرد ذكرة ، لا قضية مات من أجلها الشرفاء، وهذا ما جعل الأزمات تتناسل في امتصاص الشعب رغم الثورة لم يحدث تغييراً ملموس؛ بل زاد الأمر سوءً، وآخر ما وصلت له القوي السياسية والعسكرية، انهيار كامل للدولة و فقد السيطرة في إدارة الدولة والأزمات…. اتفاق بما يُسمي- مجلس الشركاء هو محطة عاريا عن ثوب الثورة ، محطة يكتنفها الغموض ، ، عن أية َ شراكة يتفوهون ….؟…… و بأيّ حق يتفقون ….؟ وهل فوق الدماء يبتسمون ….؟ هل مع الاعداء يتقدمون….؟ ماذا بعد …؟ لقد طفح الكيل وصار هذا الشعب تحت الجحيم، ماذا يستفاد من الذين يتسابقون لأجل السلطة…؟ وهل من أهدى الرصاص غدراً لصدور الابرياء يهدى السعادة لنا….؟ كيف تتزن الامور ومن يوزعون صكوك السلطة هم اعداء الشعب …؟ .. الذي يحصل الآن يوضح جلياً مظهر الدولة التي تتحكّم فيها بعض العصابات ، وما يعانيه ِ الشعب مجرد خناق وتضيق فكري حتي لا يدرك الشعب الحقائق؛ بل يفكّر في حلول ازماته الشخصية وليس الازمات العامة، نفس سياسة النظام البائد ؛ ولكن يختلف اللاعبون الجُدد ، الوضع غير مُطمئن،،،، لأنّ ما حدث بعد الثورة لا يلامس شعارات الثورة بتاتاً، لم يستفيد الشعب شيء ً ، لا محاكمات تمّت، ولا سلام تحقق ّ ولا ازمات حُلّت، كل شيء فقد قيمته حتي الثورة، والنظام باقي كما هو ولكننا نخدع انفسنا بسقوطه ونحن نحتضن بقاياه بكل حب، حتي بعد الخيانة لم يفوق الشعب بعد ………. صدام البدوي يوسف