كما يعلم الجميع ان لكل ثورة تبعاتها بعد أن كانت الثورة عبارة عن ارهاصات في عقول النخب السودانية ها هي الآن تغدو فعل تحقق ليؤسس لعهد جديد هذا العهد الجديد الذي تكون نتاج فعل ثوري انما سبقه نشاط فكري عميق في تشكيل الفهم العام لطبقة الشعب هذا الفهم الذي تأسس على هامش الوعي السياسي الذي عرف بالكبت في الحريات والتضيق في حرية الرأي و الممارسة الطبيعية للسياسة والاعتقادات الاخرى . يمكن ان نقول ان هذا الهامش قد انتفت ظروفه بعد قيام الثورة واصبح للشعب رايه الواعي الذي دفعه للقيام بالتغيير و الانتفاض في ثورة عرفت بثورة الوعي والتطلع للغد المشرق في الذي تقوده عقول شبابية تؤسس للسودان الجديد الذي يمكن فيه استصحاب التجارب الغربية في صناعة الاتحاد وخلق قومية جديدة لا تنحاذ الى جانب معين هذه القومية يجب ان تاخذ بعدها السوداني البحت بحيث ياتي التطلع لهذه القومية الجديدة على مرتكز السودانوية الخالصة التي لا تصحبها اي رؤية انتمائية لاي قومية اخرى سواءً كان قومية عربية او افرقانية انما استصحاب هذه التجارب واسقاطها على الرؤية الجديد للقومية السودانية الجديدة . ان من اهم المرتكزات التي سوف تؤطر للعهد الجديد في الدولة السودانية السلام واتفاقية السلام التي تعد المحفز الاول للقيام بقومية الدولة هي الراعي الأول لفكرة القومية السودانية الجديدة التي تنطلق من توافق تام بين مكونات اتفاق السلام التي تسعى الى تنزيل بنود اتفاقية السلام على ارض الواقع وتتبنى رؤية مغايرة لما كانت عليه في العهد السابق بحيث تكون القومية السودانية الجديدة هي الباعث الاول لتشكيل الحياة السياسية والاجتماعية وتحقيق شعارات الثورة من حرية في الانتماء والاعتقاد والرأي والرأي اللآخر و السلام الذي قطع الجميع فيه شوط كبير في تشكيل الرؤية السياسية الجديدة و السعي لضم الحركات الممانعة وانجاز السلام الشامل والعدالة التي تستصحب تحقيق العدالة في ابها سلطاتها و تحقيق العدالة في توزيع الموارد على كافة الولايات السودانية وعدالة تقسيم الثروة والعدالة الاجتماعية بحيث الخروج من ضيق الطبقية الضيقة الى رحاب اوسع مجتمعياً وسياسياً وحتى دينياً في تحقيق حرية الاديان وحرية الاعتقاد وحرية الفكر.