في تصوري لا علاقة للتصوف بالصوف أو الجلود أو حتى الصفة! فالتصوف مفهوم عابر لكل الأديان والأزمان، وهو ليس حكراً على دين دون آخر، بل هنالك غير متدينون يمارسون التصوف! الاختلاف بينهم في المحتوى، ووسائل نشدان الحكمة، هذا الاختلاف نجده حتى بين الطرق الصوفية الاسلامية نفسها، ولكن كل تصوف بالضرَرة يبتغي الحكمة والتزكية والتخلي عن رذائل الأعمال، والتحلي بفضائلها، بهدف الانفصال عن مستوى الغريزة والدخول في سوح الحكمة والفضيلة! (لا نتكلم هنا عن الشعوذة)! ممارسة غير المسلمين للتصوف لا يقدح في تصوف المسلمين، فالحكمة ركيز كبرى في الدين، إن لم تكن هي الدين كله! ﴿رَبَّنَا وَ0بۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُوا۟ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ 0لۡكِتَٰبَ وَ0لۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ 0لۡعَزِيزُ 0لۡحَكِيمُ﴾! استغرب جدا عندما أجد دفاع مستميت عن التصوف بمحاولة فصله عن التصوف الانساني! فكل انسان بما هو مخلوق "رباني" قد أودع فيه ربُه نزوعاً "فطرياً" للحكمة، فلا يكاد شعب في العالم يخلو من حكمة! ومن ينكر فضل متصوفة فارس والهند والرهبان في تصوف المسلمين فهو جاحد! فلا حاجة لمحاولات التوقع والانفصال عن الانسانية! ﴿يُؤۡتِي 0لۡحِكۡمَةَ مَن يَشَاۤءُۚ وَمَن يُؤۡتَ 0لۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرࣰا كَثِيرࣰاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ 0لۡأَلۡبَٰبِ﴾ ومن التصوف جاءت الفلسفة وهي حب الحكمة.. Philosophy وهي السبب المباشر في نهضة المسلمين إبان حكم المأمون وما تلاه، لأنها فتحت الباب "لسؤال لماذا"، وبالتالي فتحت الباب للأسئلة الوجودية الكبرى التي انتجت لنا كل العلماء الذين نفاخر بهم اليوم! إذا فهمنا التصوف على أنه "الحكمة"، وهو بالأساس نزوع فردي، سنعلم أن "النوبة والطارات" والأزياء المزركشة والرايات، وكل الاداء المصاحب للطرق الصوفية هو نوع من الفلكور الشعبي ولا علاقة له بالتصوف، فهو نوع من محاولة الانسجام والترفيه والامتاع المباح مالم يُمارس فيه حراماً، فإن لم يعجبك فارفضه وانتقده فهو ليس تصوفاً! الاداء الفلكولوري قد يساعد في استقطاب الناس، وهذا ما نجد اثره عندنا في السودان، ولا احد يستطيع أن ينكر فضل الطرق الصوفية في تماسك السودان وفي ارساء دعائم السلم الاجتماعي فيه! ﴿ذَ ٰلِكَ مِمَّاۤ أَوۡحَىٰۤ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ 0لۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ 0للَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومࣰا مَّدۡحُورًا﴾ ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ 0لۡحِكۡمَةَ أَنِ 0شۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ 0للَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدࣱ﴾ ﴿وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ 0لۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ 0لۡخِطَابِ﴾ ﴿وَيُعَلِّمُهُ 0لۡكِتَٰبَ وَ0لۡحِكۡمَةَ وَ0لتَّوۡرَىٰةَ وَ0لۡإِنجِيلَ﴾ ﴿وَإِذۡ أَخَذَ 0للَّهُ مِيثَٰقَ 0لنَّبِيِّۧنَ لَمَاۤ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبࣲ وَحِكۡمَةࣲ ثُمَّ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِ﴾ ﴿فَقَدۡ ءَاتَيۡنَاۤ ءَالَ إِبۡرَ ٰهِيمَ 0لۡكِتَٰبَ وَ0لۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمࣰا﴾ ﴿وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ 0لۡكِتَٰبَ وَ0لۡحِكۡمَةَ وَ0لتَّوۡرَىٰةَ… ﴾ ﴿0دۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِ0لۡحِكۡمَةِ وَ0لۡمَوۡعِظَةِ 0لۡحَسَنَةِۖ﴾ ﴿هُوَ 0لَّذِي بَعَثَ فِي 0لۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُوا۟ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ 0لۡكِتَٰبَ وَ0لۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينࣲ﴾