عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين ، الإسلام ، الإيمان والسياسة .. بقلم: فيصل بسمة
نشر في سودانيل يوم 02 - 05 - 2020

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
ما جاءت به الرسالات السماوية و الرسل و الأنبياء دين واحد:
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ 0لدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَ 0لَّذِيۤ أَوۡحَيۡنَاۤ إِلَيۡكَ وَ مَا وَصَّيۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِيمَ وَ مُوسَىٰ وَ عِيسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِيمُوا۟ 0لدِّينَ وَ لَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى 0لۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ 0للَّهُ يَجۡتَبِيۤ إِلَيۡهِ مَن يَشَاۤءُ وَ يَهۡدِيۤ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ)
صدق الله العظيم
و هذا الدين الواحد هو دين الإسلام:
(إِنَّ 0لدِّينَ عِندَ 0للَّهِ 0لۡإِسۡلَٰمُۗ وَ مَا 0خۡتَلَفَ 0لَّذِينَ أُوتُوا۟ 0لۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ 0لۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَ مَن يَكۡفُرۡ بَِٔايَٰتِ 0للَّهِ فَإِنَّ 0للَّهَ سَرِيعُ 0لۡحِسَابِ)
صدق الله العظيم
و كانت الدعوة إلى التوحيد و التبليغ برسالات الله كما جاءت في قصص القرآن الكريم موجهة إلى القرى و الأقوام ، و كانت المخاطبة في التبليغ عند نوح و شعيب و صالح و لوط و إبراهيم و موسى عليهم السلام:
(يا قوم...)
و عندما أعلن سيدنا إبراهيم عليه السلام التوحيد كما أمر ، لم يتوقف عند ذلك بل قرنه بإعلانه أنه أول المسلمين :
(لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَ بِذَ ٰ⁠لِكَ أُمِرۡتُ وَ أَنَا۠ أَوَّلُ 0لۡمُسۡلِمِينَ)
صدق الله العظيم
و كان التمسك بدين الإسلام في لب وصية إبراهيم لبنيه:
(وَ وَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِۧمُ بَنِيهِ وَ يَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ 0للَّهَ 0صۡطَفَىٰ لَكُمُ 0لدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ)
صدق الله العظيم
و قد شاء الله سبحانه و تعالى أن تكون النبوة و الرسالات اللاحقة في أنبياء و رسل من صلب إبنيه: إسرائيل (يعقوب) و إسماعيل عليهما السلام ، و كانت كل الرسالات في بني إسرائيل عدا الرسالة المحمدية التي كانت في ولد إسماعيل عليه السلام ، و توالى الإتساع في دائرة التبليغ و التفصيل في الرسالات الإسلامية ، و كانت الوصايا أكثر تفصيلاً عند سيدنا موسى عليه السلام في التوراة و الألواح:
(وَ كَتَبۡنَا لَهُۥ فِي 0لۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءࣲ مَّوۡعِظَةࣰ وَ تَفۡصِيلࣰا لِّكُلِّ شَيۡءࣲ فَخُذۡهَا بِقُوَّةࣲ وَ أۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُوا۟ بِأَحۡسَنِهَاۚ سَأُو۟رِيكُمۡ دَارَ 0لۡفَٰسِقِينَ)
صدق الله العظيم
ثم كبرت الدائرة الدعوية مع سيدنا عيسى عليه السلام (من أنصاري إلى الله...) ، و كانت دعوة التبليغ أكثر إتساعاً:
(فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ 0لۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيۤ إِلَى 0للَّهِۖ قَالَ 0لۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ 0للَّهِ ءَامَنَّا بِ0للَّهِ وَ 0شۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ)
صدق الله العظيم
ثم كان قمة التتويج في رسالة الإسلام الخاتمة التآمة ممثلة في بعثة النبي المصطفى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، الذي أرسله الله سبحانه و تعالى هدى و رحمة لكل العالمين:
(وَ مَاۤ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَاۤفَّةࣰ لِّلنَّاسِ بَشِيرࣰا وَ نَذِيرࣰا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ 0لنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ)
صدق الله العظيم
و كانت التفاصيل و الوصايا أكثر وضوحاً و تماماً في الكتاب الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و قيل أن تلك الوصايا هي الفرقان الذي أعطى لسيدنا موسى و لنبينا صلى الله عليه و سلم:
(قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَيࣰۡٔاۖ وَ بِ0لۡوَ ٰ⁠لِدَيۡنِ إِحۡسَٰنࣰاۖ وَ لَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَ إِيَّاهُمۡۖ وَ لَا تَقۡرَبُوا۟ 0لۡفَوَ ٰ⁠حِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَ مَا بَطَنَۖ وَ لَا تَقۡتُلُوا۟ 0لنَّفۡسَ 0لَّتِي حَرَّمَ 0للَّهُ إِلَّا بِ0لۡحَقِّۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ * وَ لَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ 0لۡيَتِيمِ إِلَّا بِ0لَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَ أَوۡفُوا۟ 0لۡكَيۡلَ وَ 0لۡمِيزَانَ بِ0لۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَ إِذَا قُلۡتُمۡ فَ0عۡدِلُوا۟ وَ لَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَ بِعَهۡدِ 0للَّهِ أَوۡفُوا۟ۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ * وَ أَنَّ هَٰذَا صِرَ ٰ⁠طِي مُسۡتَقِيمࣰا فَ0تَّبِعُوهُۖ وَ لَا تَتَّبِعُوا۟ 0لسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ * ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى 0لۡكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى 0لَّذِيۤ أَحۡسَنَ وَ تَفۡصِيلࣰا لِّكُلِّ شَيۡءࣲ وَ هُدࣰى وَ رَحۡمَةࣰ لَّعَلَّهُم بِلِقَاۤءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ * وَ هَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكࣱ فَ0تَّبِعُوهُ وَ 0تَّقُوا۟ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ)
صدق الله العظيم
و لقد لخص الرسول عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم مغزى بعثته و رسالته إلى البشرية كآفة في قوله:
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
مكارم الأخلاق التي دعت لها كل الرسالات التوحيدية السابقة لبعثته عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
لذا كان الإيمان بالله و إتباع دين الإسلام الصحيح و تطبيقه سلوكاً و فعلاً في كل مناحي الحياة يهدي المؤمنين الصادقين إلى طريق التوحيد و مكارم الأخلاق ، الطريق المستقيم المفضي إلى رضا الله سبحانه و تعالى و من ثم نعيم الآخرة ، و على الرغم من وضوح الطريق و التمام في رسالة الإسلام كما جاء بها سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم إلا أنه يبدوا أنه قد حدثت إلتباسات و تخاصمات في التفسير و الفهم الصحيح لتلك الرسالة ، و قد أدت تلك الإلتباسات و التخاصمات إلى إنتاج و إنتهاج مذاهب و طوائف إختارت أغلبها النهج الآحادي الإقصائي في نظرتها لمفهوم الدين الإسلامي.
بعض هذه المناهج و في تناولها لمصادر الدين الإسلامي ، القرآن الكريم و السنة النبوية ، ضَيَّقَتْ المعنى الجامع في الرسالة الإيمانية التي بعث الله بها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم إلى البشرية كآفة ، و قد ساعدت هذه المناهج على التقوقع و التحزب و الطآئفية و عدم تقبل الآخر ، و من العوامل التي قادت هذه المناهج إلى ذلك الفهم الضيق للرسالة الإسلامية الإيمانية الشاملة الصراع السياسي على السلطة و على النفوذ و التركيز على الطقوس و المظاهر و تجاهل جوهر المفاهيم و المعاني و القيم الكريمة في دين الإسلام:
( لَّيۡسَ 0لۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ 0لۡمَشۡرِقِ وَ 0لۡمَغۡرِبِ وَ لَٰكِنَّ 0لۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِ0للَّهِ وَ 0لۡيَوۡمِ 0لَۡٔاخِرِ وَ 0لۡمَلَٰۤىِٕكَةِ وَ 0لۡكِتَٰبِ وَ 0لنَّبِيِّۧنَ وَ ءَاتَى 0لۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي 0لۡقُرۡبَىٰ وَ 0لۡيَتَٰمَىٰ وَ 0لۡمَسَٰكِينَ وَ 0بۡنَ 0لسَّبِيلِ وَ 0لسَّاۤىِٕلِينَ وَ فِي 0لرِّقَابِ وَ أَقَامَ 0لصَّلَوٰةَ وَ ءَاتَى 0لزَّكَوٰةَ وَ 0لۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُوا۟ۖ وَ 0لصَّٰبِرِينَ فِي 0لۡبَأۡسَاۤءِ وَ 0لضَّرَّاۤءِ وَ حِينَ 0لۡبَأۡسِۗ أُو۟لَٰۤىِٕكَ 0لَّذِينَ صَدَقُوا۟ۖ وَ أُو۟لَٰۤىِٕكَ هُمُ 0لۡمُتَّقُونَ)
صدق الله العظيم
على مر العصور كانت السياسة و الصراع حول الحكم وراء ظهور المدارس التي تتنافس في تبني هذه أو تلك التفسيرات و التأويلات لدين الإسلام بما يوافق الحاكم و بطانته ، و كانت نتيجة هذا التنافس هو دورات مستمرة من الإحتراب و طغيان و تسلط هذا التيار الديني السياسي أو ذاك ، و قد إنعكست تلك الصراعات في الممارسات الدينية السياسية الإقصائية التي كانت من سمات الكثير من الدول الإسلامية عبر العصور ، هذه المناهج و التفاسير الآحادية لدين الإسلام أعطت الشرعية و السلطان لفئات إستغلت الدين سياسياً كستار لتتحكم و تحتكر السلطة و النفوذ و مصادر الثروة و مصائر المواطنين ، و كانت أيضاً الذريعة للتخلص من المعارضين السياسيين و المخالفين بدعاوى التجريم و التحريم و التكفير.
ظهر الخلاف السياسي حول الحكم بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم مباشرة ، و كانت تلك بذرة المذاهب ، و قد بدأت صياغة أغلب هذه المذاهب سياسياً و فكرياً أثناء و بعد إنتهاء فترة الخلافة الراشدة ، و كانت تلك الصياغات و التفسيرات و التأويلات أكثر ما تكون وضوحاً في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان و حقبة دولة بني أمية ، و استمر الحال في الحقبة العباسية و تواصل و تنوع في صيغ مختلفة في العصورٍ اللاحقة.
لكن يبدوا أن هنالك تغييب مقصود و إنتقائي للتاريخ الإسلامي مع تجريم و تحريم و تكفير أي محاولات لتناول ذلك التاريخ بطريقة موضوعية و عقلانية ، و يبدوا أن الهدف من هذا التغييب أن تسود مذاهب معينة تروج لمفاهيم إقصائية لها فهم آحادي معين للدين الإسلامي و الرسالة المحمدية الإيمانية ، و كانت و ما زالت تلك المفاهيم تمارس سياسياً عبر العصور بواسطة سلطات في ممالك و دول تدعي الإسلام ، كما مورست عن طريق الوكالة بواسطة الجماعات و الأحزاب الإسلامية المتطرفة الغير حاكمة التي إنتشرت في كل بقاع العالم ، هذه السلطات الظالمة و الجماعات و الأحزاب المتطرفة لا تؤمن بغير الإقصاء و القتل ، و ترى في العقل و التدبر كفر ، و تفتي أن العقل و الفكر من آليات الشيطان ، و لا تتوانى في إصدار فرمانات و فتاوى التجريم و التحريم و التكفير ، و هي تعلم أن التحريم من خصوصيات الله سبحانه و تعالى و لا يشاركه في ذلك أحد ، و أن لا حرام إلا ما حرم الله و عداه إن خالف الطبع و الشرع فربما كان منهياً عنه أو مكروهاً أو منكراً أو مخالفاً للقوانين التي وضعتها و اتفقت عليها المجتمعات ، و التكفير عند هذه الجماعات المتأسلمة هين ، و كأن لهم المقدرة على قراءة ما في قلوب و أفئدة خلق الله من إيمان فيعلمون من قلبه عامر و من هو على خلاف ذلك ، و لا تتوانى هذه الجماعات بعد التجريم و التحريم و التكفير في إنزال أقصى العقوبات على أعداءها و إزهاق أرواحهم.
هذه الصياغات و التفسيرات و المفاهيم ذات الجوهر السياسي الديني روجت لها جماعات من الفقهاء و الإئمة من أصحاب العلم و أيضاً (المُدَّعِيْنَ العلم) من السابقين و المعاصرين ، إنتقوا للسلاطين من السنة النبوية الشريفة و القرآن الكريم ما يلائم تكريس سلطاتهم و يقوي الجماعة و القبيلة ، و عمد هؤلاء الفقهاء إلى تناسي أو التشكيك و إضعاف و طمس كل ما في السنة النبوية الشريفة مما يعارض ما ذهبوا إليه ، بل أن بعضها روج للأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، و تَخَيَّرَ الكثير من هؤلاء الفقهاء من الدين ما يبرر و يشرع لجعل هذا الوالي و ذلك الملك و سلالتهم خلفاء أبديين للمسلمين ، حتى أضحت أسر و سلالات و حاشيات أصحاب سلطات سياسية مطلقة لها قداسة دينية ، و أجازوا للسلاطين الكبت و القمع و تجريم و تحريم و تكفير المعارضين السياسيين من الرعايا المسلمين و غير المسلمين و سبهم و لعنهم و سجنهم و تعذيبهم و حتى دق أعناقهم بدعوى:
(وَ قَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَ يَكُونَ 0لدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ 0نتَهَوۡا۟ فَلَا عُدۡوَ ٰ⁠نَ إِلَّا عَلَى 0لظَّٰلِمِينَ)
صدق الله العظيم
و وظفوا لأولي الأمر و أحزابهم الآية:
(وَ أَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا 0سۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَ مِن رِّبَاطِ 0لۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ 0للَّهِ وَ عَدُوَّكُمۡ وَ ءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ 0للَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَ مَا تُنفِقُوا۟ مِن شَيۡءࣲ فِي سَبِيلِ 0للَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَ أَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ)
صدق الله العظيم
حتى يمارسوا الإرهاب و القتل و إبادة الرعايا من المسلمين و غير المسلمين ، بل أفتوا للحاكم الباغي الظالم أفعاله (إجتهاداته) و تجرأوا و استدلوا بصحيح السنة:
(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)
و كان ذلك الفكر الديني السياسي و تلك الفتاوى و ما تأسس عليها من ممارسات للسلطة و السياسة و الدين هي العلة الأساسية التي أدخلت الأمة الإسلامية في سلسلة حروب التقتيل و المذاهب و الطوائف المتواصلة عبر العصور ، و كان هذا هو الحال مع كل الخلافات الإسلامية بإستثناء فترة الخلفاء الأربعة الأوائل التي كانت راشدة ، فقد سادت تلك المفاهيم الآحادية الإقصائية في معظم الدول و الممالك و الدويلات الإسلامية العديدة كدولة بني أمية و دولة بني العباس و دول و دويلات و أحزاب إسلامية عديدة أخرى لا حصر لها تكاثرت و تناسلت حتى عصرنا هذا.
في العصر الحديث حدث تغريب للوعي و الفكر في العالم الإسلامي ، و كانت هنالك عوامل عديدة فاعلة ساعدت على ذلك التغريب و أدت إلى ضبابية في الفهم الصحيح للدين الإسلامي ، و استمر ذلك التغريب ردحاً من الزمن فحدث فراغ و ركود فكري كبيران ، و كانت النتيجة أن نمت في ذلك الفراغ و انتشرت مدارس تدعوا إلى تغييب العقل و تمنع إستخدامه ، مدارس تجتهد في إحتكار العلم و تجرم و تحرم و تكفر محاولات التنوير و الإجتهاد في الفكر الإسلامي ، و مما ساعد على الإنتشار الواسع لهذه المدارس الإقصائية:
1- التمويل المادي السخي القادم من الجزيرة العربية و الخليج الفارسي
2- سهولة التواصل عبر الشبكة العنكبوتية عن طريق الوسائط الإجتماعية
3- الدعاة (الببغاوات) و حضورهم المكثف في القنوات الإعلامية التقليدية كالتلڨاز و الراديو
4- الكتاب و الأقلام المأجورة
5- الفقر
6- الجهلِ
و أكثر العوامل خطورة التي ساعدت على إنتشار هذه الأفكار و المفاهيم هما العاملان الأخيران ، فقد جرى إبتزاز الملايين من فقراء المسلمين في الدول الإسلامية الفقيرة دينياً و أخلاقياً بدعاوى نشر "الدعوة الإسلامية" و "الدعوة و التبليغ " و "إصلاح ما فسد من العقيدة" و "نصرة آل البيت" أو دعاوى أخرى عديدة ، و كانت من وسائل الإغراء و الإستمالة الأموال الطائلة و الهبات و توفير الغذاء و الخدمات الصحية و الإجتماعية و التعليمية.
و من أكثر العوامل المساعدة على إنتشار الفهم الآحادي الإقصائي لدين الإسلام هو ظاهرة الداعية (الببغاء) المُتَكَسِبْ من تجارة الدين و الدائم الظهور في الوسائط الإعلامية ، هذا الداعية (نصف المتعلم) يجيد فن الخطابة ، لكنه يكتفى بترديد ما حفظه عن شيخه من مذهب و من أقوال و أساطير ، لا يخرج و لا يزيد عليها ، بل ينبذ و ينتقص ما سواها ، هذا النوع من الدعاة (الببغاوات) يكتفى بالفهم السطحي للدين الإسلامي و الترديد ، و لا يكلف نفسه بالتعقل و البحث عن العلم و المعرفة و التقصي حتى تكون أدواته سليمة و صحيحة ، هذا الداعية (الببغاء) لا يجد حرجاً في الوقوف أمام العدسات و الكاميرات ليفتي و يعلن عن جهله ، و حتى لو أُحْسِنَ الظن بهذا النوع من الدعاة بحجة أنه ربما لا يعلم أنه جاهل ، فكيف له الخلاص من إحتمالية وقوعوه في من وصفهم الله سبحانه و تعالى:
(0لَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي 0لۡحَيَوٰةِ 0لدُّنۡيَا وَ هُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا)
صدق الله العظيم
أو مع:
(إِنَّ 0لَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلَ 0للَّهُ مِنَ 0لۡكِتَٰبِ وَ يَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلًا أُو۟لَٰۤىِٕكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا 0لنَّارَ وَ لَا يُكَلِّمُهُمُ 0للَّهُ يَوۡمَ 0لۡقِيَٰمَةِ وَ لَا يُزَكِّيهِمۡ وَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
صدق الله العظيم
هذا النوع من الدعوة و الدعاة (الببغاوات) (النصف متعلمين) خلق أجيالاً من المتدينين أكثر جهلاً منه ، من الذين يلتقطون نذراً يسيراً من معرفة الداعية (الببغاء) الناقصة و السطحية يمشون بها بين الناس خطباء و دعاة من الدرجة (دون الببغاوية) ، و هذا النوع الأخير من (أرباع) المتدينين يقوم بدوره جيداً ، و هو من أكثر عوامل الدمار و البلاء نجاعةً ، و ذلك لأنه متغلغل في قواعد المجتمع و يجد القبول عند البسطاء و الجاهلين ، فهو الذي يقوم بنشر الأباطيل على الرغم من أن إمكانياته و عقله اللذان لا يسمحان له بالتعقل و التقصي و فهم و نقاش و تقبل الرأي الآخر ناهيك عن أن يتولى أمر الدعوة إلى الإسلام الصحيح و الإيمان به ، و يتفوق هذا التابع الجاهل على الداعية (الببغاء) في إصداره للأحكام الفورية ، هذا الجاهل يلجأ كثيراً إلى التجريم و التحريم و التكفير الفوري و كذلك العنف و القتل و البطش دون رحمة حتى من دون الرجوع إلى سيده الداعية (الببغاء).
هيمنت الأفكار الآحادية الإقصائية عن طريق سلطان المال و بطش السلطان و أحاييل السياسة ، و بهذا المفاهيم الآحادية تمت قيادة البسطاء من المسلمين من الذين يجهلون أو الذين لا يتدبرون القرآن الكريم و السنة المحمدية الصحيحة ، و ساقوهم إلى الخضوع للحاكم الفاجر الظالم الطاغي بفتاوى أن الخروج على الحاكم فتنة إن لم يكن كفر.
كيف الخلاص من هذه الدائرة الضيقة و الخروج إلى دائرة النور و الهدى الواسعة؟
الخلاص في المدى البعيد يبدأ من تربية النشء على الدين الصحيح و مكارم الأخلاق ، و على تقبل الآخر و مناقشة أرآءه و تفنيدها ، فإن كانت صحيحة قُبِلَتْ ، و إن كانت فاسدة عُرِضَتْ عيوبها و أُصْلِحَتْ ، أما الخلاص في المدى القريب فيكون في:
1- تربية النفس و إكسابها العلم النافع
2- و في دراسة تاريخ الإسلام و الوعي به
3- و في دراسة الكيفية التي أوصلت إلينا الصياغات الآحادية من الرسالة المحمدية الإيمانية فمارسناها بدون وعي
4- و لماذا سلمنا بما ذهبت إليه إجتهادات بعضٌ من الفقهاء بدون أن نتسآءل عن المناهج التي إتبعوها حتى خلصوا إلى إستنتاجاتهم؟
5- و في الكيفية التي جعلت الكثير من المسلمين ينكبون دون وعي على ممارسات و مفاهيم ربما تتعارض في بعض الأحيان مع دين الإسلام كما جاء في القرآن الكريم و السنة المحمدية الصحيحة
من واجبات كل مسلم مؤمن و من صميم مسئولياته التعلم و التأكد من صحة إسلامه و إيمانه:
(قَدۡ جَاۤءَكُم بَصَاۤىِٕرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَاۤ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظࣲ)
صدق الله العظيم
كما أن على المسلم المؤمن:
1- المداومة على مسآءلة النفس عن صدق إيمانها بالإسلام و بالرسالة المحمدية و إخلاصها بصورة دورية
2- أن يعي أن ليس هنالك بديل لأخذ العلم من جميع المصادر و تقييمها ، و أن مرجعية التقييم هي القرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة
3- أن لا يتوانى في الرجوع إلى أهل العلم لإستجلاء الحقيقة ، و أن يدرك أن العلم و أهله لا ينحصر في الدارسين في الجامعات الإسلامية: كالأزهر و قم و الإمام و كربلاء و أم درمان و القيروان و جامعات و معاهد إسلامية أخرى منتشرة في كل بقاع العالم ، و عليه أن يدرك أن للعلم مصادر أخرى عديدة ، و أنه يوجد علماء مسلمون أكفاء تخرجوا من جامعات تقليدية: كالقاهرة و بيروت و الخرطوم و موسكو و أكسفورد و العديد من الجامعات و الكليات (الغير دينية) ، و أن هنالك قطاع عريض من العلماء و الفقهاء النجباء الذين لم يلتحقوا أو يتخرجوا من الجامعات الدينية أو التقليدية ، بل نهلوا العلم من مصادر جيدة أخرى ، و أجيزوا من غير شهادات مختومة كتلك التي تعلق في الصالونات و المجالس و تسجل في السير الذاتية
الوقاية من الفكر الديني السياسي الآحادي الذي يُحَرِّمُ و يُجَرِّمُ و يُكَفِّرُ و يفتي للحاكم الفاجر و سفاكي الدماء تحتم على المؤمن المسلم:
1- مراجعة معاني الإسلام و الإيمان و الإخلاص ، و النفس خير حكم و دليل
2- الرجوع إلى القرآن الكريم ، ليس قراءة و تجويداً و ختمات عديدة فحسب بل بإستخدام العقل في قراءة و تدبر آيات القرآن الكريم
3- التدبر في العديد من الأيات التي خاطب الله سبحانه و تعالى فيها المؤمنون و الذين آمنوا ، مثل قوله سبحانه و تعالى:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ)
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
صدق الله العظيم
فأن كان لهذه الآيات صدى في النفس فإن هذه من العلامات الجيدة
4- إن في وصايا لقمان لإبنه دروس و عبر يمكن الرجوع إليها و القياس عليها في إختبار النفس ، و ينطبق ذلك على ما جاء في سورة الإسراء و آيات قرآنية أخرى عديدة
5- الإستعانة بالتفاسير الجيدة للقرآن الكريم
6- الإحتراس من الحشو و الإسرائيليات و قصص الخرافات و الأساطير التي لا يسندها عقل في تفاسير القرآن
7- الرجوع إلى السنة النبوية الصحيحة و إستبعاد كل ما يخالف القرآن الكريم و الحذر من الإسرائيليات و أحاديث الأساطير و الخرافات الموضوعة
8- النظر إلى القيم المذكورة أدناه ، و سؤال النفس إن كانت تملك منها شيئاً؟
الصدق
الرحمة
الأمانة
الكرم و الجود
التزكية
العدل
الإحسان
الصبر
الزهد
التواضع
الرفق
الإنفاق
الشهامة
فهذه من مكارم الأخلاق إذا كانت موجودة فالنفس في خير.
9- فحص المسلمات و الأفكار المسبقة و إخضاعها للمسآءلة و المراجعة و التقييم
10- إحسان الظن بالآخرين:
(يَٰۤأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ 0جۡتَنِبُوا۟ كَثِيرࣰا مِّنَ 0لظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ 0لظَّنِّ إِثۡمࣱۖ وَ لَا تَجَسَّسُوا۟ وَ لَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَ 0تَّقُوا۟ 0للَّهَۚ إِنَّ 0للَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِيمࣱ)
جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:
إيَّاكم و الظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذبُ الحديثِ ، و لا تحسَّسوا ، و لا تجسَّسوا ، و لا تَنافسوا ، و لا تحاسَدوا ، و لا تباغَضوا ، و لا تدابَروا ، و كونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا)
و لنتذكر أن الله سبحان و تعالى هو القائل:
(لَاۤ إِكۡرَاهَ فِي 0لدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ 0لرُّشۡدُ مِنَ 0لۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِ0لطَّٰغُوتِ وَ يُؤۡمِنۢ بِ0للَّهِ فَقَدِ 0سۡتَمۡسَكَ بِ0لۡعُرۡوَةِ 0لۡوُثۡقَىٰ لَا 0نفِصَامَ لَهَاۗ وَ 0للَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
صدق الله العظيم
و هو سبحانه و تعالى القائل أيضاً:
(وَ كُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰۤىِٕرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَ نُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ 0لۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبࣰا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا * 0قۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ 0لۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبࣰا * مَّنِ 0هۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَ مَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَ مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا)
صدق الله العظيم
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.