التشكيل الحكومي يعيد اوجاع متلازمةالبدوي غازي صلاح الدين عند انشقاق غازي صلاح الدين عن المؤتمر الوطني ،توقع الكثيرون أن يشكل تيارا قويا مضادا للمؤتمر الوطني وقتها وفقا لتاريخه في المجموعة الاسلاموية .سيما وهو من زورت له انتخابات المؤتمر الوطني وقتها .بيد أنني رأيت العكس تماما.باعتباره مجرد دليل على تفكك حزب النظام وقتها .لسبب غاية في البساطة.وهو ان حزب النظام البائد كان تحالفا يضم فيما يضم ، القبيلة كمكون أساسي .وهو فاقد لهذا السند الاساسي فيما رسخت له السياسة السودانية .وهذا ما يدفع الوطن ثمنه حتى الآن بكل أسف. بعد اعتصام القيادة وجمهوريته الفاضلة،ظن الجميع اننا تجاوزنا ذلك.ودافعنا عن افراد الحكومة الانتقالية فقط لكونهم ثوارا يمثلون الثورة دون النظر إلى أي انتماء حزبي أو قبلي.ولحسن الحظ ، مازال قلب الثورة النابض في شبابها ولجان المقاومة،متحلين بذلك. ولا أدل على ذلك من تشكيلها اليوم دروعا بشرية لحماية ممتلكات المواطنين حتى لا يتم تشويه صورة ثورة ديسمبر المجيدة. بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، كان الوطن وابراهيم البدوي ، من دفع ثمن امتداد رؤية السند الحزبي والفبلي والجهوي للوزير حتى يستمربكل أسف.فلئن كانت الحجة التي أطاحت به كانت برنامجه الاقتصادي.إلا انه من سخريات القدر ومخازي السياسة السودانية . ان تعود الحكومة لتطبيق ما نادى به من رفع للدعم وتعويم للعملة ، بعد ان حلق الدولار والتضخم بعيدا .لكن الواقع ان البدوي قد أطيح به لفقدانه لسند حزبه الذي ينتمي إليه حيث كان مشاكسا للحرية والتغيير ولم يكن من رشحه.بالنتيجة ، وفي خلافه مع لجنة قحت الاقتصادية،لم يكن له سند غير صديقه حمدوك ، الذي لم يصمد امام تصاريف السياسة السودانية.وقد صرح ان المقالين من الوزارة الأولى، كان أحد معايير ابعاهم مستوى التوافق مع مجلس الوزراء والحاضنة السياسية وقتها.ولئن فهم توجه بعض الوزراء ولجنة قحت الاقتصادية لتوجهم الايديولوجي، إلا ان المثير للأسى. أن حزبه الذي لم يسنده وقتها،سييوقع أو قل سيبصم على البرنامج المقدم من حمدوك في محاوره الخمسة بما فيها رفع الدعم وتعويم العملة!!؟ والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : ما الذي تغير؟ الاجابة للأسف .تكمن في السند الحزبي للبرنامج. لذلك فإن التشكيل الحكومي في الواقع ، تعبير عن نفس أشكالية السياسة السودانية في الاعتداد بالسند لا البرنامج .وحق لكل من نعى على مكونات الحكومة متذ اتفاق جوبا فكرة المحاصصة،ان يقول للشعب.( جاكم كلامنا؟). بيد ان الضوء في آخر النفق.باهر بحمد الله.فالدعم الذي وجده صاحب ابهر استقالة في الفترة الانتقالية دكتور القراي.تعبير عن روح الثورة التي جعلت الثوار لا يلقون بالا على حجم حزبه ولا ايديولوجته المفارقة لتدين الكثيرن من ابناء وبنات الشعب السوداني .بل نظروا لأهداف الثورة ومدى التزامه بها.ولئن طالب حمدوك في مؤتمره الصحفي مكونات الحكومة لتفعيل دور مؤيديها في التصدي لمهام ضبط الشارغ،فإن شباب الثورة.لم ينتظروا أي توجيهات ممن اقتسموا الكعكة.بل تحركوا رغم ان الكثير منهم كان يود التظاهر احتجاجا على انفلات امر المعايش من الحكومة وبرنامجها الاقتصادي.إلا ان تطور الوعي السياسي لديه إلى الاجندة الوطنية العليا دون الجهوية والحزبية والردة، هو ما دفعه لذلك.فلهم التحية.