خطاب الاحزاب السياسية الخربة، و النُخب العاطلة التي ظلت تتكسب من وراء العمل السياسي حتى اصبحت السياسة مهنة، خطاب لا تنقصة نقطة ولا شولة من خطاب النظام البائد، في التجهيل، و الخم، و الإلهاء. احزاب نشأت و ترعرعت تحت ظل الديكتاتوريات، و الشموليات لتكون جزء من حلقة التآمر علي الوطن، و شعبه. الياو ياو.. نطلقها ليك.. و نعرسها ليك.. المجد للمتاريس، المجد للساتك…. علي وزن "يمة الحلزونة" طالعنا تصريح للأمين العام لحزب الامة يقول فيه : ان مريم الصادق وزيرة الخارجية في الحكومة الجديدة ستلتزم بقرار الحزب الرافض للتطبيع مع إسرائيل. يذكرنا اداء الحكومة الذي لم يبدأ بعد بالعهد البائد" واحد يفلق و يداوي" تُصنف هذه الاحزاب في واحد من إثنين.. إما انها بجحة لدرجة العُهر، و السفور، او لم تُدرك اسس وقواعد العمل السياسي بعد. تكالبوا علي السلطة، و وليمة الثورة التي لم يدفعوا فيها ثمن، ثم قلنا خير و بركة، و لكن ان يذهبوا بالبجاحة لدرجة ان تخيل لهم الاوهام، و الاطماع و كأنهم جاءوا الي السلطة بصندوق الإنتخابات، فهذا لعمري "قلة ادب" في حضرة الشعب السوداني العظيم، و ثورته المباركة. "يا العشا ابو لبن" انت، و هي إحتفظوا بهذا التصريح الي ان تأتوا الي سدة الحكم عبر صندوق الإنتخابات، فحينها الكل سينصاع الي رغباتكم، و سياسة حزب الاسرة المحترمة! حكومة الفترة الإنتقالية معطونة بدماء، و اشلاء، و آلام، و دموع. كتبت في السابق و تحديت الكل في ان يسمي لي احد حزب سياسي سوداني واحد ترجل رئيسه، و حرسه بصورة ديمقراطية محترمة. لا اخفي إعجابي في بادئ الامر بحزب المؤتمر السوداني، و كنت ممن يظنون عبثاً انه صورة جديدة لحزب طليعي يحتكم في داخله للمؤسسية، و الديمقراطية. سرعان ما تلاشى الإعجاب، فمؤتمر الشيخ، و سلك، و الدقير هو صورة جديدة في القباحة، و السوء، و شمولية اللون، و العرق، و الإنتماء، و الشلة. تجربة ترجل ابراهيم الشيخ عن رئاسة الحزب التي اوهموا بها البسطاء، و العامة مثلتها في السابق بتجربة الدب الروسي بوتن، و كيف يُدير روسيا في حله و ترحاله بإسم الديمقراطية الكذوب. فالدب السوداني الذي تضخمت ثروته في ظل النظام البائد شئنا ام ابينا هو وجه من اوجه السودان القديم الذي عفناه، و لم نعد نمتلك رفاهية الصبر علي هذا الشذوذ، و الإنحراف بالقيّم، و المبادئ. في بلد كالسودان يجب سن قانون واضح يبعد السلطة عن المال، و تقاطعاته المختلفة حتي يستوي الامر، والكل يعلم كيف دخل رجال الاعمال علي خط الثورة لتصبح بين مطرقة الاطماع، و المكاسب، و سندان التآمر و عملاء المخابرات الاجنبية، و ما ادراك ما صراع محاور الجهل، و التخلف. يجب ان يعلم الجميع ان تشكيل الحكومة بهذا الشكل الوقح من المحاصصة، و تقدم الصف الاول من الاحزاب فرضته إتفاقية سلام جوبا بعد وعي الشارع، والتي جاءت بحركات الكفاح المسلح، ليبدأ صراع جديد في الشكل، و المضمون عنوانه لا يمكن ان نترككم لوحدكم في السلطة، و في البال التحالف الذي بدأ بشهر عسل جوبا بين المكون العسكري باجنحته المختلفة، و الجبهة الثورية، و ما ادراك ما اديس ابابا. لعنة دماء الشهداء، ستحرق كل الطامعين، و المتآمرين، و العواطلية الذين تسابقوا علي السلطة كوليمة البحر. اعلموا يا هؤلاء.. الفترة الإنتقالية هي فترة للتأسيس، و الإنتقال، و ليست للحكم، و المحاصصة، و الترضيات. اخيراً ستنتصر إرادة الثورة بعزم جيل الشباب الذين سطروا ملحمة سيخلدها التاريخ، و هم الجيل المؤسس للدولة السودانية الجديدة ليعيشوا عصرهم كما ينبقي شاء من شاء و ابى من ابى، حين فشل الجميع منذ ميلاد الدولة الوطنية المتوهمة.