يُقال : من جرب المجرب حلت به الندامة. الواضح الآن و ما وصلت إليه الثورة اليتيمة من محطة اصبح الصراع فيها علي السلطة بين النظام البائد، و "قحت" الاحزاب الخربة التي سرقت ميثاق الثورة، و دجنته لتتمخض عنه شمولية جديدة اقذر، و اقبح لتوشحها بثوب الثورة المخضب بالدماء، و الدموع. غاية الجميع كانت السلطة، و الدليل لا احد يعمل لصالح ترسيخ مبادئ الثورة، و مؤسساتها التي في مقدمتها العدالة، ثم مجلس تشريعي الثورة الذي يخشاه الجميع لأنه سيكون رمانة ميزان الثورة، و منصتها. تُدار البلاد الآن بذات الادوات القديمة الصدئة حيث البروباغندا السوداء . حسب تصنيف حسين خوجلي في آخر ايام نظام المخلوع 98% من الشعب السوداني هم كيزان، فالباقي هم شذاذ مأجورين يتظاهرون في الشوارع، و تنقلهم عربات تُعد علي اصابع اليد الواحدة بين الميادين، و الساحات، و الشوارع، و ما الثورة إلا وهم منبعه " بار قرد الغلوتية" في ضاحية تموت الحيتان فيها من التخمة، و ما ادراك ما ملايين الدولارات! رحل حسين خوجلي تاركاً عمامته، و خيلاء جهله، و الغرور، و الخيال المريض، فالوريث عواطلية قحت، و الإنتهازيين، فبئس الميراث. حالة الغضب التي عمت الشارع السوداني من تردي الاوضاع الإقتصادية، و المعيشية، و إجماعه علي فشل حكومة الثورة اصبحت واضحة كالشمس في رابعة النهار. بلا حياء او حمرة خجل يصف من إرتدوا عمامة حسين خوجلي القديمة المهترئة ان كل من هم في هذا المشهد ضد قحت، و سياساتها الفاشلة هم كيزان، و انصار للنظام البائد خرجوا ضد الثورة، و مبادئها التي اصبحت علي مقاس طموحهم المتقزم، و الاطماع . نعم دخل الكيزان علي الخط عندما وجدوا فسحة لذلك بالتهاون، و التراخي، و الخوف، و التردد. قلبت قحت صورة المشهد لتعتمد خطاب حسين خوجلي " بضبانتو" 98% من خرجوا عليها، و محاصصتها، و نخبها العاطلة هم كيزان. كذب خوجلي، فصدقته قحت قحط الثورة اليباب. تم إستخدام بعبع الكيزان منذ إنتصار الثورة، في خطاب اجوف، لتخويف الشارع، و إعتماد خطاب الإلهاء حتي خرجوا من جحورهم، لإستغلال حالة غليان الشارع لإشاعة الفوضى، و التخريب، ليجدوا ضالتهم في تصنيف حسين خوجلي القديم المتجدد بأنهم النسبة الاكبر في الشارع، و لسان الحال العبثي، و الملاهاة التي نعيشها " قالوا عليهو سمين قال آمين". شاء من شاء وابى من ابى اصبحت قحت عبارة عن جماعة، في احسن الاحوال شلة إختطفت الثورة، و لا تنقصهم دناءة، او وطوء بان يعرضوا خدماتهم علي ايّ ديكتاتور، او طاغية. اعلموا يا هؤلاء ان الثورة باقية، و متقدة في صدور الشباب، و الكنداكات رفاق الشهداء الابرار. اما الكيزان، و سدنة النظام البائد يعرفون غضبة الشعب السوداني العظيم، و كراهيته لهم، و لمشروعهم الظلامي، و غداً لناظره قريب.. سيتخطفهم الخوف، و الهلع في لحظة المواجه التي اصبحت قاب قوسين او ادنى. هل لكم في ديسمبر من دروس، و عِبر؟