الشعب و العالم فى حيرة ودهشه من أمر هذا السودان ذو الموارد العظيمة ومتنوعة و الغموض الذى يكتنف تجارته الخارجية .!! كثير من الناس ربما لا يعلمون شيئا عن منشور بنك السودان الكارثى بالرقم 20/2020 و الخاص بإستخدام حصائل الصادرات ،هذا المنشور هو عبارة عن سم قاتل للاقتصاد السودانى – هذا المنشور منذ العام فبرائر1992 يستنسخ بعبارات تؤدى نفس الغرض ، الا وهو تسريب النقد الاجنبى خارج منظومة الدولة الاقتصادية – !!! على خلفية الاجراءات الاقتصادية الاخيرة وتعويم سعر صرف الجنيه السودانى تم إلغاء كثير من المناشير إلا أنه أغفل هذا المنشور 20/2020 ، هذا المنشور هو احد كوارث السياسات الاقتصادية التى دمرت الاقتصاد السودانى ومازال حيا يمشى بين الناس يجدد كل عام بعبارة تعطى نفس الوصفة !!! ، هو سبب للفساد داخل اروقة البنوك ، وكثير من موظفى البنوك الذين يعملون فى قسم الاستيراد و التصدير يعلمون بهذا المنشور وخطورته على سعر صرف الجنيه السودانى وخلل ميزان المدفوعات وعلى واقع الاقتصاد المأزوم و إفقار الدولة من اهم مصدر من مصادر النقد الاجنبى وثروتها القومية المتمثلة فى الصادرات !!!ولذلك كل المافيا و أذيالها يستمتعون ويستفيدون من هذا المنشور العجيب وغريب !!! هذا المنشور يتيح لموظفى البنوك العمل كوسطاء ما بين المصدرين و المستوردين فما هى حقيقة و فحوى هذا المنشور :- اولا : هذا المنشور هو نفس منشور بنك السودان 4/2020 الصادر بتاريخ 1/1/2020 والاختلاف ما بين المنشور الاول و الثانى كانت هناك 10% تخصم من الحصيلة لصالح إستيراد الدواء وقد تم إلغاءها كلية فى المنشور 20/2020 وصارت كل حصيلة الصادر يستمتع بها المصدرون و ليس الدولة . ثانيا : المنشور يتيح للمصدرين بالاستفادة من حصائل الصادر بالنقد الاجنبى و إستخدامها فى عمليات الاستيراد التى تخصهم (يعنى الدولار ملك حر للمصدر يستورد به ما يريد حسب ضوابط الاستيراد المعمول بها -) ثالثا : فى حالة عدم الاستيراد لصاحب الحصيلة يمكن له أن يبيعها لاحد المستوردين الراغبين فى الاستيراد و الاتفاق على سعر يرضى الطرفين .!!( وهنا تكمن عمليات السمسرة من الموظفين فى تقريب وجهات النظربين المصدر و المستورد!!!) رابعا : فى حالات نادرا ما تحدث وفى خلال شهر من وصول الحصيلة ولم يستطع صاحب الحصيلة التصرف فيها يمكن للبنك شراؤها وهذا اضعف الايمان!!! ما يحدث فى هذا المنشور من سلبيات هو واقع الاقتصاد السودانى المريض ويبدو ان وراء هذا المنشور جهات نافذة تعمل لمصالح الاثرياء من القوم !!! دولار الصادر هو ثروة الدولة القومية التى يجب الحفاظ عليها فى داخل منظومة الدولة الاقتصادية وهى واحدة من الادوات التى تحفظ هيبة الجنيه السودانى رمزا لسيادة الدولة !! نسأل المسئولين الكبار لماذا لم يلغ بنك السودان هذا المنشور الكارثى بعد تعويم الجنيه السودانى وشراء جميع حصائل الصادر عن طريق البنوك لصالح الدولة؟ حتى يستطع بنك السودان من بناء احتياطيات كبيرة من النقد الاجنبى تمكنه من السيطرة الكاملة على سعر الصرف!!!