تشير نتائج غير نهائية للانتخابات الإسرائيلية، التي جرت أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمامه عمل شاق لتأمين ما يكفي من المقاعد حتى يتمكن من البقاء في السلطة. وبعد فرز نحو 90 في المئة من الأصوات، أحرز تكتل اليمين الذي يقوده نتنياهو 59 مقعدا- بناقص مقعدين اثنين يفصلانه عن تشكيل حكومة. وفي تطور مفاجئ، بات حزب القائمة العربية الموحدة "رعم" مرشحا لتأمين خمسة مقاعد ومن ثم تأمين بقاء نتنياهو في السلطة. ولم يعلن "رعم" حتى الآن موقفه من دعم نتنياهو -كحليف غير طبيعي- لتشكيل حكومة، ولا موقفه من الأحزاب المعارضة التي تسعى للإطاحة بنتنياهو من السلطة. وتمكنت أحزاب المعارضة من تأمين 56 مقعدا، بحسب آخر نتائج فرز الأصوات، ورغم أن وقوف حزب "رعم" إلى جوار أحزاب المعارضة كفيل بأن يضمن لها تشكيل حكومة، إلا إن هذه الأحزاب تعاني تفتتًا ومن غير المرجح أن تتفق على العمل معا. وإذا لم يتمكن أي من الفريقين من تشكيل ائتلاف أغلبية، فقد تتوجه إسرائيل إلى انتخابات هي الخامسة منذ أبريل/نيسان 2019. وتحدد النتائج النهائية للانتخابات، بين أشياء أخرى، مسار العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية. ويتعهد نتنياهو بتشكيل حكومة يمينية بقيادة حزب الليكود. ويعدّ نتنياهو، 71 عاما، أطول رؤساء الحكومات الإسرائيلية بقاء في منصبه. وبإمكان حزب "يمينا" اليميني الصغير، بقيادة نفتالي بينيت الموالي السابق لنتنياهو، أن يضمن لنتنياهو البقاء في السلطة. لكن "يمينا" لم يعلن صراحة حتى الآن موقفه من حزب نتنياهو أو من أحزاب المعارضة التي تسعى للإطاحة به. وقال نفتالي بينيت، في بيان عقب إغلاق مراكز الاقتراع والإعلان عن استطلاعات الرأي: "سأفعل فقط ما هو جيد لدولة إسرائيل". وأكد على أنه أخبر نتنياهو أن حزب اليمين الجديد سينتظر النتائج النهائية قبل أن يقرر خطوته التالية. وقد تحصل أحزاب المعارضة الأخرى على 60 مقعدا. ولا تتوقع لجنة الانتخابات المركزية أن يتم فرز جميع الأصوات قبل ظهر اليوم الأربعاء بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا. وقال نتنياهو، في تغريدة على تويتر ليل الثلاثاء: "مواطني إسرائيل_ شكرا لكم .. لقد منحتم اليمين وحزب الليكود تحت قيادتي فوزا كبيرا. ليكود هو الحزب الأكبر حتى الآن". وتابع :"من الواضح أن غالبية الإسرائيليين من اليمين، ويريدون حكومة قوية ومستقرة من اليمين". وبلغت نسبة الإقبال على التصويت حوالي 67.2 في المئة من إجمالي الناخبين، وهي نسبة متدنية مقارنة بالانتخابات السابقة، لكن البعض ينظر إليها على أنها بمثابة استفتاء على قيادة نتنياهو للبلاد.ويتولى نتنياهو السلطة بشكل مستمر منذ عام 2009، وكان قد خدم فترة سابقة مدتها ثلاث سنوات في أواخر التسعينيات. ولم يتمكن أي من قادة الأحزاب من تشكيل ائتلاف مستقر بعد الانتخابات العامة الثلاثة السابقة. وانهارت حكومة الوحدة الوطنية الحالية، التي كانت نتيجة اتفاق لتقاسم السلطة مع وزير الدفاع بيني غانتس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد سبعة أشهر فقط من تشكيلها. وتشير التوقعات إلى حصول حزب غانتس (أزرق وأبيض) على سبعة مقاعد، وقال غانتس يوم الثلاثاء :"سأفعل كل ما أستطيع لتوحيد الكتلة السياسية المؤيدة للتغيير"، في إشارة إلى هؤلاء الذين لا يريدون بقاء نتنياهو. وركزت حملة نتنياهو الانتخابية على حملة توزيع لقاح كورونا وتحقيق نجاح ملموس في معدلات تطيعم المواطنين ضد فيروس كورونا، بالإضافة إلى التأكيد على نجاحه الدبلوماسي في تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية. لكن خصوم نتنياهو من مختلف الأطياف السياسية يدفعون بأنه لا ينبغي أن يظل في منصبه أثناء محاكمته بتهمة الفساد. وهي الاتهامات التي ينفيها نتنياهو تماما.