استبعد الخبير في الشأن الإثيوبي عبد المنعم أبو أدريس لجوء أية دولة لضرب سد النهضة وتدميره ، ففيما جزم بأن ضرب السد أضراره كبيرة جداً على السودان وسوف يغمره بالمياه ، وقال إن إثيوبيا لن تتضرر من تدمير سد النهضة غير المبنى وتكلفته فقط . وقال أبو إدريس ل (الإنتباهة) ليس من مصلحة السودان أن يقود تفاوضاً منفصلاً ، وأضاف قائلاً: (لا أعتقد أن السودان سوف يقدم على إتفاقية ثنائية) ، واستبعد أن يقود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حرباً خارجية حول سد النهضة ، وقال نسبة للظروف الإقتصادية والسياسية الداخلية لإثيوبيا لا يمكن أن تقدم على حرب خارجية ، وأكد أن موقف السودان حول سد النهضة لم يتغير ، ولكن القضايا التي تناقش في المفاوضات الآن تعني السودان بشكل أساسي ، واستبعد أن يذهب السودان للتحكيم الدولي ، لجهة أن التحكيم الدولي يتطلب موافقة الأطراف الثلاثة المشاركة في الخلاف . فإلى مضابط الحوار : *ماهي السيناريوهات المتوقعة بعد فشل مفاوضات «كينشاسا» وحال تعنت إثيوبيا واستمرارها في عملية الملء الثاني لسد النهضة دون توصل الدول الثلاث لإتفاق مرضٍ ؟ =هناك نوعان من (السيناريوهات) المتوقعة حسب ما ذكره وزير الري ياسر عباس يمكن أن يتخذها السودان بعد فشل مفاوضات «كنشاسا» حول سد النهضة وتعنت الجانب الإثيوبي ، أول (السيناريوهات) فني ويكمن في تعديل تشغيل الخزانات السودانية خزاني الرصيرص وجبل أولياء ، وترك بعض المياه بها تحسباً لأي نقص في المياه ، يمكن أن يواجهه السودان ، وتعديل وقت تشغيلها ووقت ملئها ، وهذا (السيناريو) يخفف الأضرار على السودان فقط ولا يزيلها ، حال قيام إثيوبيا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل دون موافقة السودان ، وهناك (سيناريوهات) سياسية تبدأ بحملة دبلوماسية سياسية ، وشكوى لمجلس الأمن الدولي ، واستبعد ذهاب السودان للتحكيم الدولي ، لجهة أن التحكيم الدولي يتطلب موافقة الأطراف الثلاثة المشاركة في الخلاف ، وتكمن إشكالية أخرى في عدم إمكانية توصل مجلس الأمن الدولي لحل للقضية إلا بالتوسط بين الأطراف الثلاثة ، ولا توجد تجربة في العالم أن مجلس الأمن الدولي تدخل لحل قضية مشابهة ومرتبطة بالمياه ، والقانون الدولي للمياه في هذه النقطة غير متشدد ويقول الاستخدام العادل المنصف دون الإضرار بالآخرين . *هل يمكن أن يقود رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد حرباً خارجية ظاهرها قضية سد النهضة وباطنها توحيد الجبهة الداخلية لإثيوبيا في ظل الصراعات الدائرة الآن بين المكونات الأثيوبية؟ =لا أعتقد أن آبي أحمد سوف يقدم على حرب خارجية ، نسبةً للظروف السياسية والإقتصادية الداخلية ، وإثيوبيا لا يمكن أن تقدم على حرب خارجية ، ولكن مشروع سد النهضة متفق عليه لدى كل الإثيوبيين مهما إختلفوا فيما بينهم ، حتى الأطراف التي تختلف مع آبي أحمد داخلياً متفقين معه على الموقف الإثيوبي حول السد ، وهناك شبه إجماع للإثيوبيين حول السد . *هل التعنت الأثيوبي في التفاوض وذهابها في الطريق للملء الثاني للسد بسبب أن المسألة « حياة أو موت» لها أم أنها تستخدمه ككرت ضغط فقط ؟ = القضية ليست بهذا الشكل ، سد النهضة مهم بالنسبة لإثيوبيا وتريد أن تحقق أكبر مكاسب منه ، وتصل لنقطة أن يكون عندها نصيب محدد من مياه النيل أو أن تصل لإتفاقيات إقتصادية تعطي بموجبها إمتيازات استثمار أراضي زراعية في السودان باستخدام مياه النيل . *في رأيك لماذا توحد فجأة موقف السودان ومصر حول سد النهضة ؟ = لأن هذا الجزء في التفاوض يعني السودان بشكل أساسي ، والسودان أصبح موقفه متشدداً لأن القضايا التي كانت تطرح في المفاوضات خلال الفترة السابقة لم يكن لها تأثير كبير على السودان ، وهي قضايا فنية وتم الإتفاق عليها ، والآن وصلت مرحلة هل يتم توقيع إتفاق أم لا ، لجهة أن توقيع الإتفاق يعني السودان بشكل أساسي ، لأنه مرتبط بأمنه المائي وبتشغيل خزاناته . *إلى ماذا ترجع تغير الموقف السوداني في المفاوضات ؟ =الموقف السوداني لم يتغير والقضايا الفنية التي تتم مناقشتها الآن في المفاوضات تعني السودان بشكل أساسي ، وسابقاً القضايا الفنية كانت تؤثر على مصر أكثر من السودان ، والقضايا الفنية تناقش على مراحل وكل مرحله تهم دولة أكثر من الأخرى . *هل يمكن أن يتم ضرب سد النهضة في حال عدم التوصل لإتفاق بين الدول الثلاث ؟ =هذا مستبعد جداً وغير متوقع ، ولا أظن أن هناك دولة سوف تلجأ لضرب سد النهضة وتدميره ، وإذا أقدمت أية دولة لتدمير سد النهضة ، يعني أن السودان سوف يتضرر كثيراً وسوف ينغمر بفيضانات كبيرة جداً ، وإثيوبيا لا تتضرر إلا بخسارة مبنى السد وتكلفته ، الخسارة الكبيرة سوف تكون على السودان ، لذلك استبعد أن تلجأ أية دولة لهذا ، والعالم لن يقبل أية دولة ان تلجأ لهذا الخيار . *المبعوثان الأمريكي والأوربي خاضا جولات بين الدول الثلاث لتقريب وجهات النظر هل فشلا في ذلك ؟ = المبعوثان كانا يجمعان في آراء حول المقترح الذي تقدم به السودان حول أن تكون الوساطة رباعية من الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية وهذا ما طرحه السودان مؤخراً في مفاوضات «كينشاسا» وأثيوبيا رفضته . *هناك دعوة لأن يقود السودان موقفاً تفاوضياً منفصلا بعيداً عن مصر ؟ =ليس من مصلحة السودان أن يقود تفاوضاً منفصلاً ، والسودان لديه تجربة ، وخلال مفاوضات واشنطن في فبراير 2020م ، السودان ومصر أرادا أن يوقعا وإثيوبيا أعتذرت ، وقتها السودان رفض بإعتبار أنه يريد إتفاقية ثلاثية ولا يريد إتفاقية ثنائية ، ولا أعتقد أن السودان سوف يقدم على إتفاقية ثنائية . الانتباهة