شهد ختام هذا الأسبوع، ارتفاعاً طفيفاً في أسواق النقد الأجنبي، الأمر الذي اضطر بنك السودان المركزي لرفع السعر التأشيري تحسباً لأي تطورات يمكن أن تربك الأسعار الرسمية، وسط تحذيرات ومخاوف من خبراء الاقتصاد من ارتفاع الأسعار في السوق الموازي، الأمر الذي ربما يؤدي إلى آثار سلبية في حال عدم تدارك البنك المركزي واحتواء الآثار السالبة التي ظلت تواجه المصارف بسبب عدم توفر السيولة الكافية، وانتظار المواطنين إلى ساعات طويلة لأخذ تحاويلهم، أو تبديل عملاتهم الأجنبية. فيما عاد نشاط تجار العملة لاستقطاب المغتربين عبر توصيل تحاويلهم إلى منازلهم، في وقت رفع البنك المركزي السعر التأشيري إلى 381,5، وسجل سعر الدولار الأمريكي بالسوق الموازي أسعار تراوحت بين 283 إلى 384 جنيهاً. وبلغ الريال السعودي 102 جنيه، والدرهم الإماراتي 104 جنيهات، وبلغ سعر اليورو 455.77 جنيه، وسعر الجنيه الاسترليني 524.71 جنيه والجنيه المصري 24.47 جنيه. وكشفت جولة ل (مداميك)، اليوم الخميس، عن عودة نشاط تجار العملة، والذي بدأ يتزايد نسبياً منذ مطلع الأسبوع الجاري. وقال أحد التجار، ل (مداميك)، إن السوق بدأ ينشط تدريجياً، وهناك مواطنون صاروا يلجأون لتجار العملة لتبديل مواردهم من النقد الأجنبي، لأن هناك بعض البنوك لا توفر السيولة الكافية، فضلاً على إعطاء المواطنين مبالغ ذات فئات صغيرة، الأمر الذي يصعب عدها في حال كان المبلغ كبيراً، بينما يفضل بعض المواطنين التعامل مع تجار العملة لأن لديهم سيولة كافية، بجانب منح المواطن طالب التبديل مبالغ ذات فئة 500 أو 200 جنيه، بجانب تقديم السيولة الكافية لهم بأسرع وقت. وكان نائب محافظ بنك السودان المركزي محمد أحمد البشرى، رأى أن قرار توحيد سعر الصرف الذي بدأ تطبيقه منذ شهر فبراير الماضي حقق نجاحاً كبيراً فاق التوقعات. وأوضح أنه رغم تعافي سعر الصرف، إلا أن هناك تحديات تواجه العمل، منها ضعف استيعاب الصرافات والبنوك لكثير من النوافذ لاستقبال تدافع الجمهور. وكشف عن حلول جارية مع بعض الجهات للحد من قلة نوافذ الصرف. بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، في حديث ل(مداميك)، أن هناك مؤشرات إيجابية تحققت بعد توحيد سعر الصرف، وإقبالاً كبيراً من المواطنين لتبديل ما لديهم من عملات أجنبية بالبنوك، داعياً الدولة إلى أن تزيد ساعات العمل بالمصارف، وتعمل على تهيئة المصارف لمن لديهم نقد أجنبي، وفتح المزيد من الصرافات بأسرع وقت لتعمل حتى وقت متأخر من الليل، حتى يتمكن من لديهم نقد أجنبي أن يستبدلوه في أي وقت من اليوم.
