شهدت أسعار العملات الأجنبية صعوداً جديداً في تعاملات الفترة الصباحية اليوم الخميس، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع في مقبل الأيام القادمة، الأمر الذي اضطر البنك المركزي والبنوك والصرافات لإعلان زيادة بمستوى عالٍ لأول مرة منذ إعلان إجراءات توحيد سعر الصرف. وسجل سعر الدولار مقابل الجنيه لدى بنك السودان المركزي، 384.60 جنيه للشراء، و386.52 جنيه للبيع، وطبق بنك السودان الزيادة بهدف تقريب الفجوة الكبيرة بعد أن اقترب سعر الدولار من 400 جنيه لأول مرة بالسوق، بعد أن ظلت الأسعار مستقرة طوال الشهرين الماضيين. وكشفت جولة ل(مداميك) في السوق الموازي، عن ارتفاع سعر الدولار الى 395 جنيهاً، بينما ظل متوسط سعر اليورو الأوروبي لدى السوق السودانية الموازية، عند نحو 467 جنيهاً. وارتفع سعر الجنيه الإسترليني عند مستوى 552 جنيهاً، فيما بلغ سعر العملة السعودية بالسوق الموازية 104 جنيهات والدرهم الإماراتي 106.4 جنيه. وأرجع تاجر عملة في حديث ل (مداميك) سبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية للطلب المتزايد على شراء موارد نقد أجنبي من المستوردين وبعض شركات الاتصالات. وأشار إلى عودة نشاط تجار السوق الموازي بصورة مكثفة، لافتاً إلى أن هناك نشاطاً مكثفاً لتجار السوق الموازي بالداخل وخارج البلاد الذين يقدمون التسهيلات المصرفية لذويهم بالداخل، حيث يقوم بعض التجار بإيصال التحويلات المستحقة لذوي المغتربين إلى محل إقامتهم، وذلك في ظل شكاوى عديدة بسبب الازدحام بالبنوك والصرافات، فضلاً على عدم توفر السيولة الكافية. وحمّل الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، الدولة مسؤولية ارتفاع سعر العملات الأجنبية، لأنها سمحت للشركات الخاصة بأن تستورد المحروقات والسلع الاستراتيجية، مبيناً أن تلك الشركات تذهب للسوق الموازي للحصول على النقد الأجنبي أو تتعامل مع محفظة السلع الاستراتيجية، وهذا الأمر شكل ضغطاً إضافياً على سوق النقد الأجنبي، وكان يمكن أن يوكل الأمر لمحفظة السلع وليس لشركات تكون وسيطاً لاستيراد هذه السلع. عدّ الناير في حديث ل (مداميك) التراجع في قيمة الجنيه نتيجة حتمية لتطبيق سياسة تحرير سعر الصرف دون بناء احتياطيات من النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، مضيفاً أنه كان لا بد من توفير 5 مليارات دولار على الأقل لدى البنك المركزي قبل تنفيذ قرار تحرير سعر الصرف. وأضاف: "طلبنا أكثر من مرة أن تصدر الدولة قرارات بزيادة ساعات العمل في المصارف وتهيئة المصارف لمن لديهم نقد أجنبي وفتح المزيد من الصرافات بأسرع وقت، لتعمل حتى وقت متاخر من الليل، ليتمكن من لديهم نقد أجنبي أن يستبدله في أي وقت من الليل". وأشار إلى أن منح حوافز المغتربين لم تكن بالمستوى المطلوب، وكان لابد من منح تسهيلات للمغتربين لكي تتدفق أموالهم للبنوك.