بعد انقلاب نميري عام 1969 تشكلت حكومة تكنوقراط حقيقية ،لم يشهد السودان قبلها او بعد حكومة بهذه الكفاءة والاداء ، حيث انها استلمت الحكم في منتصف 1969 بعد عام واحد فقط بدأت الخطة الخمسية الاولى والوحيدة التي تمت في السودان ، حيث كانت مرتبة ومنظمة وتم تطبيقها بصورة محترفة ، حيث مشروع الرهد وسكر كنانة وعسلاية وكناف ابونعامة و مشروع السوكي لتوطين اهلنا في الشرق ، وشارع الخرطومبورتسودان وغيره من الطرق السريعة ، لكن الغيرة التي اصابت رجال الاحزاب التقليدية والاسلاميين ، وحتى الشيوعيين الذين ابعدهم النميري من الحكومة كانوا ضمن المعارضة التي اشتغلت بصورة غبية كأنه السودان ليس ببلدهم ، وحتى نميري قام بمجاراتهم ، واطاح بالعديد من الكفاءات التي قادت المسيرة بكل اقتدار ، وتحول إلى الدروشة والكوزنة إلى فعلت فينا مافعلت. ولكن عندما واصل الكيزان في السرقة والنهب والقتل والتعذيب والضرب والسحل والنهب ، انتفض الشعب وعليهم واطاح بهم ، ولكن للأسف ان هذه الثورة انسرقت بواسطة العسكر ،مما خلق مواجهة بين الشعب وهؤلاء حتى كادت البلد أن تنجرف إلى ما لايحمد عقباه ، لكن لولا الوساطة التي قام بها ابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي ، لما وصلنا لبر الامان، ونشكر اثيوبيا وابي احمد الذي قاد مفاوضات مارثونية افضت لما نحن فيه واتت مريم الصادق وزيرة للخارجية. لكن مريم الصادق ، اصبحت كأنها موظف في وزارة الخارجية الاماراتية او الخارجية المصرية ، وكل يوم هي اما في القاهرة أو ابوظبي ، وتشتم وتنتقد في اثيوبيا ، والامارات ومصر عندما كانت الآلة الحربية للكيزان والمجلس العسكري تحصد في شبابنا ، وكانا صامتين صمت الحملان ، كما انهم لم يساعدونا على الخروج من الازمة ، ولكن شاهدنا طائرات الامارات تسرق ذهبنا وشاحنات المصريين تسرق ماشيتنا. يا مريومة ست الحكومة لا تكوني ناكرة للجميل ، وعليك الشكر للاثيوبيا بدلا من ان تصبحي بوقا للمصريين ، وحتى المصريين في هذه الايام لسانهم يلهج بالشكر لك تقديرا لك على هجومك على اثيوبيا ، المصريين مصارفهم هي التي موّلت السد واحزابهم باركت السد ، ونحن باركنا السد ، لا ادري ما الذي قلب وجهة نظرنا 180 درجة. كفاية يا سعادة وزيرة الخارجية ، نحن في مرحلة لا تتحمل اعداء ويجب علينا ان نبحث عن مصالحنا بدلا من السفر بصفة يومية إلى ابوظبيوالقاهرة ، الامارات منذ وفاة الشيخ زايد لم تقدم دعما لأحد ، وهي تصرف المليارات على نادي مانشيستر سيتي وسباقات الخيول . عليك الا تبيعي بلدنا من اجل مصلحة آنية وحتى تثبيت في المنصب ، زي ما بيقول اهلنا ( اهبطي في الواطة شوية بطلي الطيران بالريش الدقاق)