حرضني علي العنوان نفي أحد أعضاء لجنة ازالة التمكين خبر هروبه بعد حصوله علي أموال ، تلك ردة الفعل المتوقعة في ظل التسمية الحالية ( لجنة ازالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو1989م ) حيث يشير المسمي فعلا الي أداة واحدة من عدة أدوات تمارس بها اللجنة الموقرة عملها لتفكيك دولة تنظيم الاخوان العنكبوتية ، تجئ الكرة المرتدة من أصحاب المصلحة الذين تمكنوا لازمان تطاولت الي الثلاثين عاما ، نعموا فيها بتملك اراضي سودانية تواجه شاطئ أعظم أنهار الدنيا . بعد عوز وفقر، تملكوا القنوات الفضائية عبر قروض أفلحوا في تدوينها معدومة في سجلات البنوك ، تجنيب ايرادات الدولة بالعملات الصعبة والمحلية بعيدا عن حسابات الدولة الرسمية في بنك السودان ، عبثوا بالتجنيبات الدولارية مع البنوك الاجنبية فكانت لهم حسابت شخصية وراء الحدود تودع لصالحهم فيها أتعاب سعيهم. هو رد فعل كما في قانون الفيزياء يأتي العمل المضاد بقوة في الاتجاه المعاكس ، تفكيك التمكين فعل خلفه من يتضرر ويصاب في مقتل وهو لا يتخيل العودة الي حاله قبل الانقاذ ، اعادة صياغة المجتمع التي ادخلها تنظيم الاخوان في الخدمة العامة مكنت لان يكون النافذ هو عضو التنظيم وخلفه توابع يأتمرون بأمره السئ ، تتحول الوظيفة العامة بين أياديهم وغزلهم الي واجهة بقاله أو محل منها يبيع ويشتري العضو النافذ ، اعادة صياغة المجتمع عند تنظيم الاخوان هو تحويل الخدمة العامة الي دوقية خاصة وعزبة علي رأسها أمين عام التنظيم بمجلسه الاربعيني ، يأتيه خراج الدولة حيثما أمطرت السماء علي أرض السودان. فك التمكين وعودة الخدمة العامة الي حياض الوطن وسيدها المواطن وموظفها العام خادم للشعب ، تلك من أدوات اللجنة الموقرة في سعيها الحثيث لإصلاح الخدمة العامة وضبط أخلاقيات العمل المهنية ، هي أخلاقيات عامة مصادرها الاديان السماوية وما جاءت به من حميد الاخلاق مثل الامانة في تأدية الوظيفة أو العمل وإقامة العدل بين متلقي الخدمة العامة وضرورة الاستماع لمشاكل الناس ، تلك المعاني عكست صياغتها حكومة الانقاذ في مشروعها الحضاري ، عطلت أصوات النقابات العامة التي تعبر عن هموم الشعب ، الامانة ربما وجدت الاسم علي بقاله يعمد فيها (الاخو) للتطفيف في الكيل والميزان ، والعدل عند الاخوان لم يعد رمزه فتاة مغمضة العينين بل عضو منهم ينظر بعيني صقر ويفرز عضويته عن بقية خلق الله من أهل السودان ويميل بالميزان لصالح ربعه. لجنة تفكيك أو ازالة التمكين باسمها الحالي ربما تسببت في مزيد من المعاناة للعاملين عليها ، فاللجة وعبر فك أصابع المتنفذين من مقابض وظائف الخدمة العامة تساهم في تطهيرها من الزعامات أو الملأ من عصبة الاخوان ، اللجنة الموقرة لا تعمد الي فصل موظف عام يخلو سجله من شبهة فساد ، بل مثل ذلك العضو تحرص اللجنة علي استبقائه علي رأس العمل وانأ علي ذلك من الشاهدين ، اللجنة تتابع حركة الاموال وتداول ملكية الاراضي والعقارات وتعديلات بعض الاجراءات الادارية والقوانين التي فصلت لأغراض اعادة صياغة الخدمة العامة وتعيد الامور الي ما كانت عليه قبل عبث الاخوان وفوضي أمينهم العام ومجلسهم الابعيني في تأريخ الخدمة العامة التي كانت كما الثوب الابيض منذ العام 1900م الي تأريخ 29/06/1989م. السرقة والنهب عند موظف الخدمة العامة سلوك أصبح هو السيد نتج من اعادة صياغة المشروع الحضاري ، فأصبح شاغل الوظيفة العامة متكسب يبحث عن الوجاهة والمال والسلطان ، تفكيك ذلك الصنم يشعل ردة الفعل التي طالت عضو لجنة ازالة التمكين الموقر ، اعدة المسمي لضبط سلوك الخدمة العامة يكون فاصلا يقيس به المواطن السوداني سليل ثورة ديسمبر 2018م ومعيار للحد بين التمكين وتفكيكه وتعريفه كأداة من أدوات ضبط أخلاقيات الخدمة العامة في السودان .