ترددت كثيراً في الإتصال بالفريق أول محمد حمدان دقلو، رغم رغبتي الشديدة في ذلك، و السبب أنه ليس لي سابق معرفة بالرجل، كما أني أراه متوتراً هذه الأيام وخفت أن يرفض الحديث معي، ولكني حزمت أمري و قررت محادثته من أجل (المصلحة العليا للبلاد). : ألو : السلام عليكم سعادة اللواء حميدتي. : و عليكم …….، و لكن أولاً أنا ما لواء، أنا فريق أول، و تانياً ما تقول لي حميدتي، أنا ما بعرفك عشان تهظر معاي، و لا قاعد أتونس معاك قدام ست شاي، إسمي محمد حمدان دقلو. : معليش سعادتك أنا و الله ما شاطر في معرفة الرتب العسكرية دي، و بعدين إسم حميدتي فيه شنو؟ ما كل الناس بقولوا ليك حميدتي. : يا سيد دا إسم عائلي خاص جداً، سمتني بيه حبوبتي لما كنت شافع، زي ما كل حبوبة بتدلع أحفادها و ما ليكم شغلة بيه…. و زمان كنت بقبل الإسم من الشعب لأنو كان بحبني زي حبوبتي و لكن الآن الوضع إختلف. : آسف جداً والله سعادتك، و معاك حق في ما قلت، يعني لو عملنا كدا حنقول عبودي لحمدوك، و توحة للبرهان و شوشو للكباشي و مريومة لمريم و هكذا….. و الله معاك حق، المفروض نكون جادّين شوية في مخاطبة المسئولين. : يعني وقع ليك كلامي؟ : مية المية سعادتك. : طيب إنت منو و عايز شنو؟ : أنا مواطن غلبان…. : دا ما تعريف، البلد دي فيها 30 مليون مواطن غلبان. : يعني إنت حاسي بالحكاية دي؟ : يا زول إنت أهبل ولا شنو؟ إنت ما قاعد تشوف خطاباتي في التلفزيون و لا ما قاعد تقرا الركوبة؟ ما أنا كل يوم بكرر في الكلام دا لي حد ما جاب لي هوا. : بعيد عنك الهوا سعادتك.. بس الهوا جاييك من فض الإعتصام؟ : ما تستعجل على فض الإعتصام، عندكم لجنة تحقيق إنتظروها لي حد ما تعمل التقرير بتاعا، و إن شا الله رئيس اللجنة يكون راجل و يقول الحقيقة. : يعني إنت ماليك دور في الحكاية دي. : إجايتي واضحة .. أنتظروا اللجنة… و كلوا (بالغانون). : سعادتك و الله أنا كنت عايز أفضفض معاك شوية لكن شايفك متوتر. : و الله أنا المحتاج أفضفض، و لكن ما لاقي زول يسمعني مع الأسف. : لا ما تقول كدا سعادتك، إنت ليك شعبية كبيرة ومحبوب من قطاع واسع من الشعب، و ممكن يسمعوك بكل إحترام. : و الناس البقولوا عليّ جاهل و فريق خلا و جنجويد و ما سوداني، ديل تقول فيهم شنو؟ : حسادة سعادتك ليس إلا….. حسادة. : حسادة و لا خسة و غدر و خيانة يا مواطن؟ الناس نِست بسرعة أني طلعت زعلان من الإجتماع الكان البشير بقول فيه أنو عندو فتوى بقتل تلتين الشعب، طلعت و قلت ليه في وشو (أعوذ بالله)، و العاملين فيها ملايكة ديل واصلوا الإجتماع و عملوا الدايرنو… وبعد دا كلو الشعب بيسخر مني و يسميني الفريق خلا… و بيتهمني بفض الإعتصام. : بس سعادتك حكاية فريق خلا دي حقيقة، أنت ما درست عسكرية.. : يا مواطن العسكرية دي طب و لا هندسة و لا علوم فضاء؟ يعني عمر المختار درس عسكرية و لا المهدي درس عسكرية و لا خالد بن الوليد درس عسكرية؟ دا شغل دواس، داير ليه زول قلبو حديد و عينو شرارة….. وبس. : طيب دي وافقناك عليها بس عايزين تبرير لمشاركة جماعتك في فض الإعتصام. : ياخي أنت مش مواطن غلبان، إنت مواطن حيوان… كيف عرفت أنو جماعتي شاركوا في فض الإعتصام؟ : كانوا ظاهرين في الفيديوهات وهم بيضربوا في الناس. : و كيف عرفت أنهم فعلاً جماعتي؟ : من ملابسهم. يضحك بسخرية وحزن: يعني يا مواطن لو أنا أديتك هدومي دي و لبستها حتكون الفريق أول محمد حمدان دقلو؟ : طبعاً لا سعادتك، و لكن هل تقصد أنو ديل ما جماعتك؟ : أنا بأكد الكلام دا، أنا غدروا بي المجرمين الكبار…. و لبّسوا جماعتهم ملابس الدعم السريع. : مين هم. : إنت عارف و كل الشعب عارف كيف (حدس ما حدس)، و لكنكم جبناء.. : لا يا سعادتك ما تظلمنا، نحن ما جبناء و لكن إنت عارف، ورانا عيال عايزين نربيهم… وبعدين أنا شخصياً شايفك رجل إبن بلد و قلبك على السودان و حاسي أنك حزين يعني ما (حميدتي)… عفواً ما الفريق أول دقلو بتاع زمان… مالك؟ : أيوه حزين، لأنو عايزين يدخلوا الدعم السريع في الجيش، نحن أقوى من الجيش و لحمنا مر، بالله عليك يا مواطن في إنسان عاقل بفكر يدخل ليه صقر في بطن جدادة؟ : يعني إنتو صقور؟ : أيوه. : و الجيش جداد؟ : حمام….. و لي حد هنا كفاية. : معليش سعادة الفريق دا كلام خطير عايز توضيح. I said to you that is ENOUGH. : : بس معليش سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أنا عايز … : سيبك من الدهنسة دي…أنا الحبيب (حميدتي)… : شكلك عايز تنضم لحزب الأمة بعد حل الدعم السريع!!! : أفهمها زي ما تفهمها يا الحبيب.. : طيب كلمة أخيرة يا الحبيب. : الله أكبر و لله الحمد… علي العبيد