وتواعدنا على الشطِّ مِرارا كان يسبقنى ، ويحترق انتظارا وببؤبؤِ عينيه تحدٍّ واخضرارْ وحديث لا يُجارى عن أغانى الإنتصارْ كان مغنِّيها يُغار حينما ينسرب الضوءُ جهارا ليبث الروح فى رحم النهارْ لا تسألونى : خابَ ظنُّه ؟ أم من الحزن توارى ومضُ عينِه ؟ أم سُهاد الليل قد غير لونَه ؟ كان شيئاً غير هذا . . لا يجارى . هدهد حزنى ، وبوجدٍ ليس مثله كان يسأل : عنكمُ ، عن كل شهيد تقمصت روحُه بلوريتارياً جديد كان يسأل عن قضايا الشعبِ ، عن دور اليسارْ وهتافٍ غاضبٍ ، ينمو على كل جدار عن رفاقٍ خلف قضبان الحديدْ ومواقيت انتهاءٍ للتتارْ ثم نادانى إليه ، وقال : " ليس هذا الوقت وقت للسؤال كن بقبضة هذا الشعب خنجر واطعن الباغى بحدَّك ، لا تشفق عليه إن مثلى لَيولِّى تاركاً خلفى البديل إن مثلى يستطيل مثلما يمتد نيل . . ببلادى ليبثَّ الوجد للوادى الأحنِّ ولهذا الشعبِ حقٌّ ، ليس يرجى بالتمنى فانطلق فى الغابةِ . . فى العتمورِ وفى صوت المغنى ولتكن موتاً زؤاما ، على الباغين لعنة ولتكن لابرنث يحيط بكل مارق وأُصيك بأبنائى البلوريتاريا الأوفياء من زمان ساد فيه الفسق والإفساد وقرصان تربع فى حماه فلتجنبهم دجاهْ ولتجنبهم أذاهْ