مديحة عبدالله في فصل الخريف من كل عام تواجهنا ذات الصعاب المتوقعة من سوء تصريف مياه الأمطار والفيضانات بكل ما تخلفه من مأسي إنسانية وصحية وبيئية، إضافة إلى تفشى المرض اللعين (الكورونا)، تلك مخاطر يمكن تفاديها تمامًا بالتخطيط وعلم التنبؤ وتوفير المال اللازم للطوارئ والتدخل في الوقت المناسب… أمور تتطلب التحرر من ذهنية (التحرك في آخر لحظة) والعشوائية، فالدفاع المدني لا بد أن يقوم على اسس علمية وقدرات وتأهيل وتدريب للكوادر. والتوعية لا بد أن تتحول لوعي راسخ يشمل كل فئات المجتمع، الكورونا، على سبيل المثال، مواجهتها تبدأ من الوقاية، وهى بسيطة وفى متناول كل شخص، إلا أن الروح القدرية والتمرد على ضوابط الوقاية أمور لا بد من مواجهتها بكل شجاعة بأن يقف المجتمع وقفة نقد للمفاهيم والسلوك السائد المقاوم للضوابط الصحية.. تطبيق القانون بصرامة أمر مطلوب يتزامن مع التوعية المستمرة، كل دول العالم تطبق إجراءات قانونية صارمة ضد كل الذين لا يلتزمون بالضوابط الصحية، وكذا يواجه من يستغلون الأزمات أقسى عقوبة لسعيهم للكسب السريع ببيع الأدوات الصحية والدواء، ويقع ذلك في باب مسؤولية الحكومة في المقام الأول، والمنظمات المدنية والأحزاب، والأخيرة تقوم بدور مفصلي في استنهاض طاقات المجتمع الكامنة، ومن المبشر وجود مبادرات مجتمعية عددية تعمل في صمت في مجال مكافحة الأمراض خاصة الكورونا وحماية البيئة.. حيث أشار موقع المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية (اكوا) إلى مبادرة عدد من السودانيين والسودانيات أطباء وطلاب كليات طب بهدف علاج مرضى الكورونا في منازلهم، وهو فريق تم إنشاؤه في ذروة انتشار المرض في دورته الأولى وتركز المبادرة على التدريب على مبادئ الإدارة المنزلية للحالات الخفيفة إلى المتوسطة لطرق العزل والحجر المنزلي وتحديد الأعراض التي تهدد الحياة والتي تتطلب عناية طبية فورية، وبذلك تتوفر فرص تدريب الطلاب على الحياة العملية، وكذا توفير فرص عناية للمرضى. ويستخدم مشروع اكوا، الذي تأسس في عام 2003، تقنية مؤتمرات الفيديو في نموذج تعاوني لإدارة التعليم والرعاية التي تمكن المتعلمين من تنفيذ ممارسات السلامة والجودة القائمة على الأدلة لتحسين الرعاية والنتائج كل الأعمال الجليلة بدأت بمبادرات من أفراد ومجموعات تملك الذكاء الاجتماعي والارتباط الوثيق بالمجتمع، فنحن في أمس الحاجة للعمل المدني المنظم، صاحب القدرة على التدخل وإحداث الفرق في وضع، وتحويل ما هو سلبي لإيجابي.. قاوموا.. ________ الميدان
